عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04 Nov 2018, 07:41 PM
عبد الله بن صالح المكي عبد الله بن صالح المكي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2018
المشاركات: 11
افتراضي ملاحظات منهجيَّة خطيرة على كتب الدُّكتور فركوس -الحلقة الأولى-



المقدّمة:
الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على رسوله الأمين وعلى أصحابه أجمعين أمَّا بعد:

فهذه بعض الملاحظات المنهجيَّة الخطيرة وقعت للدُّكتور محمَّد علي فركوس سجَّلتها أثناء قراءتي لبعض كتبه، فأحببت أن أبيِّن ما فيها من زلل وخطل معزِّزًا ذلك بالنَّقل عن أئمَّة الإسلام وأئمَّة الجرح والتَّعديل بحقّ نصيحة له أوَّلًا ثمَّ للمسلمين عامَّة.

الملاحظة الأولى
إشادة الدُّكتور فركوس بجهود دولة الموحِّدين الأشعريَّة المعتزليَّة الخارجيَّة والزَّوايا والرباطات الصُّوفيَّة في تمهيد الحركة الفكريَّة في المجتمع وازدهاره ونضجه، وأنَّ ذلك كان له أثر طيِّب وبارز في دفع الحركة الفكريَّة في عهد الدَّولة الزِّيانيَّة

قال في تحقيق كتابه «مفتاح الوصول» ـ الطَّبعة الثَّالثة (1434هـ) (ص:31 ـ32):
«ثانيًا: الحركة الفكريَّة: يرجع الفضل في تمهيد الحركة الفكريَّة ـ بعد الله عزَّ وجلَّ ـ إلى جهود المرابطين والموحِّدين في مجالات الثَّقافة والعلم والأدب، الَّذين فتحوا آفاقًا فكريَّة واسعةً أتاحت للحياة الثَّقافيَّة في عهد بني عبد الواد الزِّيانيِّين وأثناء السِّيادة المرينية ونفوذِها مزيدًا من الازدهار والنُّضج، فقد أولى أمراء وسلاطين هذا العصر اهتمامًا كبيرًا وعنايةً فائقةً بالجانب الثَّقافي والعلمي بتشجيع العلم والنُّهوض به، واحتلَّت العلوم الدِّينيَّة محلَّ الصَّدارة، ودعَّم ذلك إحداثُ الوسائل المعزَّزة للجانب الفكري والثَّقافي المتمثِّلة في: إنشاء المؤسَّسات الفكريَّة من مدارسَ ومعاهدَ، وإسناد التَّدريس لأشهر رجال العلم، وتعمير المكتبات والسُّلوك في تطبيق المناهج التَّعليميَّة في الموادِّ المدرَّسة وفق غاياتٍ محدَّدة، وتكريس المجالس العلميَّة، وعقد النَّدوات والمناظرات فيها، وتدعيم الرَّحلات العلميَّة، فضلًا عن الوظيفة الَّتي قامت بها المساجد في أداء رسالتها وكذا الزَّوايات والرباطات، الأمر الَّذي كان له الأثر الطيِّب والبارز في دفع الحركة الفكريَّة في المجتمع».

التَّعليق: والآن ـ أخي القارئ المنصف ـ أدعوك وأدعك لتقارن بين حكم أئمَّة الإسلام وأئمَّة الجرح والتَّعديل بحقّ على المهدي ابن تومرت ودولته (الموحِّدين) وبين كلام الدُّكتور لتدرك الفرق الهائل بين الكلامين والحكمين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «أقبح من غلوّ هؤلاء [الصُّوفيَّة]: ما كان عليه المتسمُّون بالموحِّدين في متبوعهم الملقَّب بالمهدي محمَّد بن تومرت الَّذي أقام دولتهم بما أقامها به من الكذب والمحال، وقتل المسلمين، واستحلال الدِّماء والأموال؛ فعل الخوارج المارقين، ومن الابتداع في الدِّين، مع ما كان عليه من الزُّهد والفضيلة المتوسّطة، ومع ما ألزمهم به من الشَّرائع الإسلاميَّة، والسُّنن النَّبويَّة؛ فجمع بين خير وشرّ. لكن من أقبح ما انتحلوه فيه: خطبتهم له على المنابر، بقولهم: الإمام المعصوم، والمهدي المعلوم». [«بغية المرتاد» (ص: ظ¤ظ©ظ¤)]

وقال شيخ الإسلام الثَّاني العالم الربَّاني ابن قيِّم الجوزيَّة رحمه الله:
«أمَّا مهديُّ المغاربةِ محمَّد بن تومرت فإنَّه رجلٌ كذَّابٌ ظالمٌ مُتغلِّب بالباطل مُلِّك بالظُّلم والتَّغلُّب والتحيل فقتل النُّفوس وأباح حريم المسلمين وسبَى ذراريهم وأخذ أموالهم وكان شرًّا على الملَّة من الحجَّاج بن يوسف بكثيرٍ، وكان يودِع بطن الأرض في القبور جماعةً من أصحابه أحياءً يأمرهم أن يقولوا للنَّاس إنَّه المهديُّ الَّذي بشَّر به النَّبيُّ ï·؛ ثمَّ يَرْدِم عليهم ليلًا لِئَلَّا يكذِّبوه بعد ذلك وسمِّي أصحابه الجهميَّة الموَّحدين نُفَاةُ صفات الرَّبِّ وكلامه وعلوِّه على خلقه واستوائه على عرشه ورؤية المؤمنين له بالأبصار يوم القيامة واستباح قتل من خالفهم من أهل العلم والإيمان وتَسمَّى بالمهديِّ المعصوم». [«المنار المنيف» (ص: ظ،ظ¥ظ£ ـ ظ،ظ¥ظ¤)].

تأمَّل كلام شيخ الإسلام وتعرف من خلاله على قبح هؤلاء المتسمين زورًا بالموحِّدين، فهم: ...


لإكمال المقال بصيغة pdf اضغط على الرابط
من هنا

الصور المرفقة
نوع الملف: pdf ملاحظات منهجية خطيرة.pdf‏ (578.8 كيلوبايت, المشاهدات 24999)

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 04 Nov 2018 الساعة 08:16 PM
رد مع اقتباس