عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14 Nov 2007, 08:25 PM
بشير ابو عبد الرحمن بشير ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً
bachir-dellys.blogspot
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 600
إرسال رسالة عبر MSN إلى بشير ابو عبد الرحمن
افتراضي مـنــاظـرة للإمام ابن القيم رحمه الله مع أحد أحبار اليهود


بسم الله الرحمن الرحيم



من كتاب:هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
للإمام ابن القيم رحمه الله

قال رحمه الله : وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة ،
فقلت له في أثناء الكلام : أنتم بتكذيبكم محمداً صلى الله عليه وسلم قد شتمتم الله أعظم شتيمة . فعجب من ذلك ،
وقال: مثلك يقول هذا الكلام!
فقلت له : اسمع الآن تقريره ،

إذا قلتم : إن محمداً ملك ظالم قهر الناس بسيفه وليس برسول من عند الله ، وقد أقام ثلاثاً وعشرين سنة يدعي أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة، ويقول : أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا وأوحى إلي كذا ، ولم يكن من ذلك شئ .
ويقول : إنه أباح لي سبيَ ذراري من كذبني وخالفني ونسائهم وغنيمةَ أموالهم وقتلَ رجالهم ، ولم يكن من ذلك شئ ، وهو يدأب في تغيير دين الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم ،
فلا يخلو إما أن تقولوا: أن الله سبحانه كان يطلع على ذلك ويشاهده ويعلمه أو تقولوا: أنه خفي عنه ولم يعلم به ،
فإن قلتم لم يعلم به ، نسبتموه إلى أقبح الجهل وكان من علم ذلك أعلم منه ،
وإن قلتم بل كان ذلك كله بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليه . فلا يخلو إما أن يكون قادراً على تغييره والأخذعلى يديه ومنعه من ذلك ، أو لا ،
فإن لم يكن قادراً فقد نسبتموه إلى أقبح العجزالمنافي للربوبية ،
وإن كان قادراً وهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعليه ويعلي كلمته ، ويجيب دعاءه ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ولا بدعوة إلا استجابها له فهذامن أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء فضلاً عن رب الأرض والسماء فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه وهذه عندكم شهادة زور وكذب.
فلما سمع ذلك

قال : معاذ الله أن يفعل الله هذا بكاذب مفتر بل هو نبي صادق من اتبعه أفلح وسعد.
قلت : فما لك لا تدخل في دينه ؟ ،

قال : إنما بعث إلى الأميين الذين لا كتاب لهم ، وأما نحن فعندنا كتاب نتبعه .
قلت له : غُلبت كل الغلب ،فإنه قد علم الخاص والعام أنه أخبر أنه رسول الله إلى جميع الخلق ، وأن من لم يتبعه فهو كافر من أهل الجحيم ، وقاتل اليهود والنصارى وهم أهل كتاب ، وإذا صحت رسالته وجب تصديقه في كل ما أخبر به ، فأمسك ولم يحر جواباً.

رد مع اقتباس