عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 15 Sep 2017, 12:40 AM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

بارك الله فيك ووفقنا الله جميعا الى ما يحبه ويرضاه

المثال الذي ذكرته كان لأجل المطابقة بينه وبين الآية في أوجه التفسبر , و الأوجه المذكورة في حرف (ما ) هي نفسها في الآيتين , بل ان ثمة قول ثالث بأنها مصدرية مثل ما قيل في آية يس

مع أن هذين القولين (أي اثبات النذارة ونفيها ) متضادان اذا ثبت أحدهما انتفى الآخر , لأن هؤلاء القوم اما أن يكونوا قد أنذروا أم لم ينذروا ,

ومع ذلك فالوجهان محكيان عن السلف ولكل واحد منهما قوته
لكن في الآية الأولى قد اعتمد جماعة من الأئمة الوجهين دون تعارض ولا تضاد .

ومن رد الوجه الثاني في الاثبات فلأجل أن فيه متمسك للمعتزلة , وهذا لم أر أحدا منهم ادعاه ولا اعتمد عليه بل أئمتهم كالزمخشري قوى الوجه الأول وجوز الثاني
ولو رأى فيه أدنى اشارة الى تقوية مذهبه لما سبقه أحد الى الاحتجاج به فلا أحد أعلم بمذهبه منه ولا أحد أحرص على نصرته بالحق وبالياطل أكثر منه , لذلك تكلف وتعسف في تأويل نصوص هي أبعد ما يكون عن نصرة مذهبه , أفيزهد في دليل كهذا لو رآه صالحا لذلك ؟
ولذلك عقيت بقوله الذي سبق , لبيان أنه موافق لمذهبه في عدم الحاجة الى الرسل لمعرفة التوحيد وتحقيق التكليف مادام العقل يمكنه الوصول الى ذلك ومعرفة الحسن والقبيح قبل الرسل
فلا حاجة الى بعثة ارسل على مذهب المعتزلة , فكان النفي في الآية يساعدهم في اقرار هذا الباطل .

ولا يمكن ابطال تفسير معين لأجل الوقف , لأن الوقف يتبع المعنى وليس المعنى هو الذي يتبع الوقف , فلو كان هذا الوقف من تعيين النبي عليه الصلاة والسلام أو أحد من أصحابه لكان ذلك حقا , أما أن يكون من فعل المتأخرين فلا , لذلك لم يقبله الامام الطبري , وهو من أعلم الناس بالقراءات واختلافها وتنوعها وبلغات العرب وتباينها ,
مثاله من رأى أن المتشابه لا يعلمه الا الله تعالى لا يشاركه في ذلك أحد وقف على
(وما يعلم تأويله الا الله )
ومن رأى أن هذا العلم قد يدركه الراسخون في العلم , لم يقف على ما وقف عليه الأولون
فالوقف تابع للمعنى وليس العكس
أما كلام ابن القيم فله وقته ومكانه

رد مع اقتباس