عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 14 Sep 2017, 12:08 AM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

وبشبه ما وقع هنا ما وقع في الآية (لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ))
فاختلف الكوفيون والبصريون في معنى (ما) على قولين
أنها موصولة بمعنى (الذي ) والمقصود اثبات الانذار , وهو مروي عن ابن عباس وعكرمة كما قال القرطبي
والقول الثاني أنها للجحد , أي نفي الانذار عن آبائهم , وهذا القول محكي عن قتادة من التابعين .وهو الموافق لقوله عزوجل ( لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ) وهؤلاء هم أهل الفترة
وثمة قول آخر موافق للقول الأول , أي أنها ما المصدرية .
وقد رجح الأخفش والزجاج القول الثاني على اثباث الانذار بعدم جواز دخول الفاء في قوله (فهم غافلون ) , أي لو كان الانذار قد بلغ آباءهم لم يكونوا غافلين
قال الزجاج (4-278)
( لأن قوله " فَهُمْ غَافِلُونَ " دليل على معنى لم ينذر آباؤهم وإذا كان قد أنذر آباؤهم فهم غافلون ففيه بُعْدٌ،)) انتهى
لكن يمكن رد هذا الاستدلال بأن الضمير يرجع على القوم وليس الى الآباء .
وليس هذا موضع ترجيح أي القولين أصرب لكن المقصود هو ذكر كلام الزمخشري الذي رجح بأنها نافية , وهذا القول يعضد مذهبه الاعتزالي في الاكتفاء بالعقل مع الاستغناء عن بعثة الرسل لاقامة الحجة على المنذرين واستحقاق العذاب على المكذبين

قال الزمخشري (3-507)
((فإذا لم يأتهم نذير لم تقم عليهم حجة.
قلت: أما قيام الحجة بالشرائع التي لا يدرك علمها إلا بالرسل فلا،

وأما قيامها بمعرفة الله وتوحيده وحكمته فنعم، لأن أدلة العقل الموصلة إلى ذلك معهم في كل زمان) انتهى
أي عندهم العقل الذي يمكنهم من معرفة الله تعالى وتوحيده دون الحاجة الى بعثة الرسل.

فهل نرد القول الثاني مع قوته لأجل أن المعتزلة احتجوا به على مذهبهم الفاسد ؟

رد مع اقتباس