عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 24 Dec 2014, 01:44 PM
أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 380
افتراضي

بوركت أخي المفضال خالد حفظك الله على بيانك الشافي الكافي الذي أرجو أن يكفي هذا "الشاب" كما وصفه شيخنا لزهر حفظه الله، ولو جاوز سن الشباب؛ فهو شاب في علمه وطريقته في العلم والدعوة، ومَن هو أمام علمِ الجزائر وعالمها بشهادة العلماء: أبو عبد المعز فركوس أيده الله وأعزه. أقول هذا لأنني من جملة الإخوة الذين اطلعوا عن كثب على شيء من حاله، ويعود ذلك إلى سنوات 2009/2011 لما كنت طالبا بجامعة باتنة، وهذه شهادتي أدلي بها ليعرف إخواننا كيف هي معاملة "الشاب ميلود" لمن يكبره سنا وعلما ودعوة وحلما وكذلك سُنَّةً؛ يعني منهج السُنة: علما وعملا؛ وهو شيخنا الوالد الشيخ عبد الغني عوسات حفظه الله تعالى وبارك فيه، فهي طريقته مع الشيخ فركوس والشيخ عبد الغني حيث تُبين المكانة التي يضع فيها هذا الشاب نفسه إزاء هؤلاء الكبار؛ ففي تلك السنة 2009 لما سجلت في كلية الشريعة في باتنة وجدت الطلبة آنذاك –والحق يقال- كما يقال، لا صلة لهم ولا تواصل مع المشايخ الكبار؛ أقصد مشايخ الدعوة في الجزائر–حفظهم الله تعالى ووفقهم-؛ ففي ذلك الوقت انقسم الطلبة إلى فرقتين بالنسبة "للشاب ميلود" ؛ فرقة تلتف حوله؛ يجالسونه ويسألونه، وفرقة لا تثق به وتجتنبه لأمور مخالفة في الفتوى والمنهج كانوا يرونها عنده بالإضافة إلى خلافات منهجية نشبت بينه وبين بعض الشباب السلفي في تلك المدينة، فكانت الشكاوى تصل إلى شيخنا عبد الغني من أبناء المدينة وغيرهم من الطلبة، فكان لابد إذن والحالة هذه من السعي لإصلاح البين وفك الخلاف وإسداء النصح والتوجيه الشرعي لكل طرف، فبدأنا نسعى مع أحد الطلبة المقربين آنذاك إلى "الشاب ميلود" وهو من ولاية المسيلة لتنظيم لقاء بينه وبين شيخنا حفظه الله، -وهنا أمر لا بد من ذكره أود الوقوف عنده وبيانه عرفانا لأهل العرفان، وبشهادة طلبة جامعة باتنة، فإن الفضل في خروجهم من عزلتهم هناك في الجامعة والإقامة وتواصلهم مع مشايخ الدعوة من بعد سنة 2009 إلى الآن؛ فالفضل بعد فضل الله تبارك وتعالى يعود إلى شيخنا الوالد عبد الغني بن الحسن حفظه الله ومتع به؛ فهو الذي كان بدأ جهوده وتنقلاته ورحلاته إلى ولاية باتنة، ثم كذلك بتوجيهاته الرشيدة السديدة وصبره وحنكته المعهودة، كل ذلك لإقامة المحاضرات والدورات والنصح في اختيار الدعاة وغير ذلك، فجزاه الله خير الجزاء وبارك في عمره، وإني أغتنم الفرصة في هذه المداخلة لأوصي الطلبة هناك، وكذا غيرهم في سائر الجامعات، قياسا عليهم واقتداء بهم، أدعوهم أن يواصلوا ولا ينقطعوا ويصبروا ويتصابروا ولا يفتروا، بل يتسلسلوا ويتساندوا فيكون للسالف فيهم خالف، وتستمر الجهود وتتكافل المساعي وتقوى العزائم والهمم لمواصلة درب التعلم والدعوة، والتصفية والتربية –خاصة- وأنتم لضرورة العصر في تلك الجامعات –وأهل مكة أدرى بشعابها- والله تعالى ولي التوفيق-، فقبل أن أنهي مداخلتي، وليعذرني الإخوان على طولها، أقول رغم تلك المساعي لتنظيم لقاء بين "الشاب ميلود" والشيخ عبد الغني لم يتم ذلك، بل ولا حتى مكالمة هاتفية منه للشيخ وهو كان يسافر إلى العاصمة لطبع بعض رسائله ! أقول لم يتم ما كنا نصبوا إليه لأنه بكل بساطة لم يكن يريد ذلك ولم يرغب في الجلوس إلى الشيخ لينصحه ويوجهه وكذلك الشباب الذين كانوا في أوج الخلاف معه، وقد أثبت الوقت ومرور الأعوام أنه لم يكن حقيقة يود مقابلة الشيخ، فسبحان الله، كانت المعادلة -عنده- أن شيخنا عبد الغني هو الذي كان عليه أن يجتهد ويجهد نفسه ويعمل وسائطه ويستفرغ الوقت والوسع للقاء "الشاب ميلود الباتني" ! فهل هكذا كانت سيرة أصحاب الحديث ؟! فكيف كانت سيرة السلف رحمهم الله إذا سمعوا بقدوم شيخ سلفي كبير فيهم ؟ أليسوا هم من يهمون للقائه، ويسعون لرؤيته، ويتخذون الوسائط لمجالسته، هكذا كان دأب الصالحين من الأكابر، أما الأصاغر فمواقفهم كذلك معلومة ولم تعد شيئا مجهولا. فلما الغياب والاختفاء واللامبالاة والتسويف -وهو من عمل الشيطان- والشيخ كان يأتي مرارا وتكرارا ليحاضر وفي نفس الوقت مع وجود المساعي والجهود للالتقاء ؟! ولكنها البصائر لما تعميها حظوظ النفس، وهي الضمائر لما تحيد عن منهج السلف، والله المستعان.
فجزاك الله خيرا أخي خالد وحفظ الله شيحنا أبا عبد المعز وأعزه في الدنيا والآخرة وزاده علما وتوفيقا؛ فإن والله من رآه أحبه، ومن استمع لما يفوه به من عِلم عَلِم أنه عالم، وإنما (لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، نسأل الله السلامة والعافية.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي ; 24 Dec 2014 الساعة 01:57 PM
رد مع اقتباس