عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16 Nov 2013, 12:47 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي منزلة كتاب "الصفات" لابن المحب من كتب الاعتقاد

بسم الله الرحمن الرحيم



منزلة كتاب "الصفات" لابن المحب من كتب الاعتقاد





الحمد لله حقَّ حمده، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:

فإنَّ كتب العقيدة التي بين أيدي الناس اليوم على نوعين:
نوع مسند: يروي صاحبه بأسانيده الأحاديث والآثار التي تقرر العقيدة الصحيحة في الله عز وجل وأسمائه وصفاته وسائر ما هنالك من مباحث المعتقد، وهذه هي أصول كتب الاعتقاد التي عليها الاعتماد في تحقيق مذاهب السلف.
وهذا النوع هو الغالب على الكتب القديمة في المعتقد.
وكثير من هذه التَّصانيف يكتفي بالتبويب والرواية، ولا يتعرض لشرح ولا تعليق ولا تحقيق إلا قليلا.
وأكثرها لا يعتني أصحابها بتمييز الصحيح الثابت من غيره، اتكالا على أن مجموع ما تفيده تلك النصوص مما تقرر اعتقاده عن السلف الماضين، ربما انفردت بعض تلك النصوص بأشياء لا يسلم دخولها في عمومات ما تقرر عن السلف، فمن هذا الوجه احتيج إلى الكلام على تلك الأخبار واحدا واحدا.
والنوع الآخر: من كتب الاعتقاد يعتني صاحبه بتقرير عقيدة السلف منم لفظه هو بحسب ما دلت عليه النصوص وما بلغه علمه ممَّا تلقاه عمَّن أدركهم من شيوخ السنَّة، وما وصله من اعتقاد السلف رضي الله عنهم، وهذا هو الغالب على أكثر ما كتب العلماء المتأخِّرون من كتب الاعتقاد.
وهنا نوع ثالث عُني أصحابه بالردِّ على المخالفين إما فِرَقًا وإما أشخاصا وإما مسائل مفردة، ككتب الرد على الجهمية للإمام أحمد ولعثمان بن سعيد الدَّارمي وغيرهما.
وجاء كتاب: "صفات رب العالمين" للشيخ الإمام الحافظ الزاهد العابد المسند الكبير محمد بن أحمد بن المحب الصَّامت (المتوفى سنة 788) جامعا بين الطَّريقتين الأولى والثانية، وهو كتاب ضخم، يقع في (475) لوحة، في كل لوحة صحيفتان مملوءتان بالحواشي، وقد حشيت تلك الحواشي علما جمًّا.

طريقته فيها: أنَّه جعله أجزاء، كل جزء يتعلَّق بتحرير نوع من أنواع الاعتقاد، وفي كل ذلك يروي الأحاديث والآثار بأسانيده، ويتكلَّم على تخريج كثير منها، ويذكر طرقها ومن خرجها من الأئمَّة في كتبهم، وربَّما أعقبها بالحكم عليها أو نقل كلام العلماء في ذلك.

وفيه نقول عزيزة عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم تصل إلينا في كتاب غيره وبعضها مما قيَّده هو عن الشيخ، أو أملاه الشَّيخ عليه أو أجاز له به.
فهو من نفائس كتب الاعتقاد، وقد التزم بتحقيقه ونشره الدُّكتور عمار تمالت وفقه الله، وكلام الناس على أنه قد فرغ من تحقيقه أو كاد، فيالها تحفةٌ طال انتظارها، وعسى فرج قريب.

خالد حمودة 13/10/1435


التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 16 Nov 2013 الساعة 01:04 PM
رد مع اقتباس