عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22 Oct 2015, 01:31 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي خطورة وضرر تعامل السلفي مع إخوانه بأخلاقه المشينة قبل استقامته، وعلاجُ ذلك

خطورة وضرر تعامل السلفي مع إخوانه بأخلاقه المشينة قبل استقامته وعلاج ذلك
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فإن من أكثر ما يتضرر منه الإخوان ويوقع بينهم العداوة والبغضاء والتهاجر والتقاطع أن يتعامل بعضهم بعضا بأخلاقهم التي كانوا عليها قبل الاستقامة؛ فيتعاملون بالغلظة والفضاضة والقسوة والجفاء والطيش والعجلة وكثرة الاستهزاء والمرح، ويتركون أخلاق السلف من الجد والأناة والصبر والحكمة وغيرها من الخصال الحميدة، فيترتب من ذلك الفساد الكبير ولا سيما عند وقوع الخطأ وحصول الخلل من أحد الإخوة فتنطلق تلك الطباع الشرسة تتخطف المخطئ وتزيده بعدا عن الصواب والرجوع عن خطئه، فيحتاج المرء إلى توجيه لأهل العلم في هذا الباب الخطير، وقد نصح مشايخنا رحم الله الأموات وحفظ الأحياء منهم ومن نفيس النصائح ما ذكره الشيخ الفاضل عبدالله البخاري -حفظه الله- في كلمة جميلة جمع فيها بين عرض الداء وإعطاء الدواء، جعلت كلامه على نقاط حتى يسهل تناولها والإستفادة منها.
أسأل الله أن يرأب الصدع وأن يغلق الباب أمام التفرق والاختلاف، وأنبه أن الكلام يدور حول السلفيين لا أصحاب المناهج البدعية والطرق الخلفية من حدادية غلاة ومميعة جفاة، فهؤلاء لهم أحكام في التعامل معهم يذكرها أهل العلم ليست محل كلام الشيخ -حفظه الله-،وإنما الكلام عما يقع بين السلفيين من فرقة واختلاف بسبب هذه الأمور.
1- من أعظم أسباب الشقاق بين الإخوة أن يتعامل الأخ السلفي مع إخوانه بأخلاقه التي كان عليها قبل استقامته والتي لم يجاهد نفسه للإقلاع عنها، فيتنفس مع إخوانه بتلك الأخلاق السافلة وهذا مكمن الداء قال الشيخ -حفظه الله- (شريط أهمية التحلي طلاب العلم بالأخلاق النبوية وأثره في دفع الخلاقات، رُفع من الموقع الرسمي للشيخ.(د:2.43:) :(تُبرم صفقات لتصفية الحسابات بغطاء مفتعل في بعض الأوقات، وهنا المكمن والخطر أن يستغل المرء هذا الأمر فيتنفس من خلاله ويُنفِذ من خلاله جملة من الأخلاقيات والرواسب الفاسدة والأطروحات والآراء أو الأفكار التي كان عليها كان يضمرها، فوالله إنه من العيب والشنار والعار أن يبقى المرء يدعي ويتملق ويكثر ويشقشق وهو لا يراجع نفسه ولا يقومها ولا يصلحها ولا يحاول أن يتخلص من هذه البلايا والرزايا) وقال -حفظه الله- في د: 5.46:(لأنه قد يكون تصرف شاب أو شخص تصرفا غير لائق من رواسبه الماضية التي بقيت من ماضيه الأسود يفعلها في حال الاستقامة فتنسب إلى المنهج السلفي، انظر أتباع المنهج هكذ أخلاقهم هذه أفعالهم، والسلف والمنهج السلفي والإسلام الحق بريء من هذه الأخلاق فلا يؤتى الإسلام ولا تؤتى السنة من قبلك احرص على صيانتها بارك الله فيك).
2- مما يترتب على هذا الخطر، أعني التعامل مع الإخوان في حال الاستقامة بالرواسب التي كان عليها قبل استقامته أن يستغل الأحداث فيتنفس هذه الأخلاق البعيدة عن هدي السلف فيحدث الفساد في الأرض لأنه لا يتوقف عند حد وشرع بل هو أسير طبعه في قالب الانتصار للدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال الشيخ –حفظه الله-في د 6.24:( استغلال الحوادث والقضايا في تنفيس ما في النفس هذه دسيسة تحتاج منك مما كانت فيه أن يتقي الله وأن يراجع، وأن يحاسب نفسه حسابا عسيرا).
3- هذه الطريقة لها شبه بطريقة الخوارج من الإخوان والقطبية والتكفريين كالدواعش والقاعدة الذين يبنون فكرتهم وينتصرون لها تحت قالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحكيم الحاكمية،فهؤلاء يتنفسون أخلاقهم ويفسدون باسم الغيرة على المنهج السلفي قال الشيخ-حفظه الله-:في د6.44( قولوا لي بربكم سؤال يطرح نفسه كما يقال التكفريون والدواعش وغير هؤلاء من أهل الضلال والفرق والقاعدة وغيرهم، أما يتبنون فكرة وأطروحة لهم سلف في هذا لكنه سلف طالح ليس سلفا صالحا أليس كذلك؟ تبنوا الفكرة، انتصروا لها، عادُوا من لم يقل بها تطور الأمر إلى تقرير ما هو أزيد من المعاداة وهو التفجير والقتل والتكفير وغير ذلك.)وقال في د12.02 :( فجروا الدنيا قتلوا الناس كفروا المسمين ابتدعوا الأحزاب اخترعوا الخيالات والضلالات بحجة الانتصار لشريعة الله ما الفرق بين هؤلاء بين الحدادية الغلاة التكفريين القطبيين الخوارج لمجرمين وبين غيرهم من ينتسب إلى تلك الفرق وقد تكلمنا أن حقيقة هؤلاء تكفيرية خوارج مجرمون، عادوا أهل السنة بدعوى الانتصار للسنة وأولئك القطبيون التكفريون والخوارج كفروا أهل السنة تكفيرية بدعوى الحكم والحاكمية ما الفرق؟).
4- من الأخطاء العظيمة التي تحدث الدمار في أوساط السلفيين عدم التوقف عند حد بل يبني على الخطأ سلسلة من الأحكام الجائرة بحجة قمع المخطئ والانتصار لمنهج السلف قال الشيخ –حفظه الله-:7.37(هنا قضايا مطروحة عند بعض الناس، خطأ موجود على أخ من إخوانه،نعم هذا فعل خطأ لكن قف هنا لا تتجاوز، يا شيخ هذا كذا هذا كذا،هنا الخطأ تسلسل هذا والأخذ باللوازم غير اللازمة وغير الحقة أصلا، تنبثق من وراء ذلك فتحات وتأتي الهُواة الكبيرة ويأتي الشقاق ويأتي الافتراق ويأتي الشيطان فيُفرخ في هذا التمزيق وهذا التفريق بل بعض أهل الأهواء مما فيه المرض ويدعي أنه ينتصر للسنة لا يكتفي في نشر أكاذيبه وأباطيله وتُراهاته، قد يكون بعض الذي فيه وجه من الصواب، لَما يقال قف عند هذا لا تتجاوز لا يقف، يترتب على هذا الترهات والأباطيل التي بناها على تصور عنده، لا يكتفي أن ينشرها في أوساط، في أزمنة متفاوتة، يتعمد نشرها في أمكان مباركة وأزمنة شريفة وأماكن تعبد كمنى وعرفات ومزدلفة بدعوى الانتصار للسنة وهذا كذب محض وغيرة زائفة بارك الله فيكم ما هكذا يا سعد تورد الإبل.) وقال الشيخ:د 10.00(وهم يفعلون هذه الأفاعيل من أهل الفرق الباطلة بدعوى الانتصار للسنة وبدعوى تحكيم شرع الله وبدعوى إن الحكم إلا لله نعم، كلمة حق يراد به باطل تريد أن تقيم حكم الله يجب أن يكون إقامة حكم الله على طريقة أهل الحق تريد أن تنصر الحق لا بد أن يكون على طريقة أهل أهل الحق).
5- علاج هذا المشكل الكبير بأمور :
أ- التخلق بأخلاق السلف والمجاهدة لترك ما نشأ عليه المرء وما اعتاده من أخلاق إن كانت خاطئة قبل استقامته،وذلك بمعرفة هديه صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من الأخلاق الفاضلة ولاستقامة على ذلك قال الشيخ –حفظه الله-،د4.05:(اكن عبد الله المطيع،سارع إلى التصحيح وإلى التصويب واستعن بالله في ذلك كله ولا تعجز شيء محزن أن يتكرر هذا في أكثر من وقت وفي أكثر من قضية وفي أكثر من مشكلة ،أن يبقى هذا الأمر المعقول لا أعمم ولا أقول هو كثير جدا لكن لهو موجود لا ينكره إلا جاحد،أين تربية النفس على الاستقامة على السنة أما ينادي أهل السنة بلزوم السنة وأن الفلاح والهداية والفوز والسعادة في الدارين في لزوم هديه عليه الصلاة والسلام وسنته، انظر أنت في أخلاقه وأحواله وعباداته يا أخي راجع زاد المعاد في هدي خير العباد، انظر في أحواله رسول الله عليه الصلاة والسئلام إن كنت لا تعرف أن تبحث عنها انظر إلى ذلك الكم الهائل المذكور في هذا الكتاب العظيم أو في غيره من كتب أهل العم وكتب السنة مشحونة وبعضهم ألف في هذا الباب، حري بطالب العلم السني السلفي الذي هداه الله إلى عقيدة أهل السن وهج أهل السنة أن يلتزم هذه الطريقة وأن يتخلق بأخلاق أهله).
ب- سلوك الصراط المستقيم الذي كان عليه النبي الكريم وأصحابه قال الشيخ-حفظه الله-،د 10.04:(وإنك لتتعجب أشد الاستغراب فيمن يدعو في كل فرض وفي كل نفل من صلواته اهدنا الصراط المستقيم وسبق وأن ذكرت ولا مانع من الإعادة من قول أبي العالية الرياحي-رحمه الله-لذلك الرجل الذي سأله ما معنى الصراط المستقيم؟في قوله تعالى(اهدنا الصراط المستقيم) في هذه الآية كما أخرجه ابن جرير في تفسيره بسند حسن قال الصراط المستقيم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده أبو بكر وعمر، تريد أن يهديك الله إلى صراطه المستقيم التي تدعو جل وعلا في كل صلاة لك فالزم سنة رسول الله حقا وحقيقة، وسر على طريقة أصحابه من بعده على رأسهم أبو بكر وعمر رضي الله عن الجميع فذهب الرجل إلى الحسن –رحمه الله-قال: (صدق ونصح) أقول: أستغرب أشد الاستغراب ممن يدعي الانتصار للحق ويقول اهدنا الصراط المستقيم ولا هو على سنة رسول الله ولا هو على طريقة أصحابه فكيف يهديه الله؟إلى هذا الصراط المستقيم فهمتم المفارقة؟ ولن تلحق بالأغر كما قال الحسن حتى تصبح وتمسي وأنت على منهاجهم وأن تسلك سبيلهم ما هي دعاوى).
ج- لا يكن المرء بوقا للشر مفتاحا للباطل وأهله ناشرا لكل ما يسمع معتديا على إخوانه السلفيين بل يسير على طريق السلف في التعمل مع الأخطاء راجعا للمشايخ في الصلح والإصلاح قال الشيخ –حفظه الله-:د 12.49:( لا تكن بُوقا للشر هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم، انتبه كم يتكلم المشايخ مشايخنا وإخواننا وينصحون وينصحون ولا حول ولا قوة إلا بالله، راجع نفسك يا عبد الله يا بُني راجع نفسك وحاسبها قبل أن تحاسب، زِنها هذه الأعمال بميزان الشرع، إن لم يكن عند الميزان فسل أهل الميزان فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون).
معاشر الإخوان كونوا من الصادقين، واحرصوا على أخلاق سلفكم الصالحين، واجتنبوا الفضاضة والغلظة والجفاء والتهور والطيش والعجلة وراجعوا مشايخ السنة في بلدكم الجزائر فيما قد يقع بينكم واحذروا مما ذكره الشيخ من التسلسل في الأحكام إن وجد الخطأ بل تثبتوا وتأنوا وعالجوا الخطأ وارفقوا بمن يخالف من اخوانكم حتى تروا رجوعا إلى الحق وانصياعا له، أسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو أن يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا هو وأن يوفقنا للاجتماع وترك الفرقة والاختلاف إنه جوادكريم.

كتبه : أبو الحسن نسيم


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسن نسيم ; 22 Oct 2015 الساعة 10:34 PM
رد مع اقتباس