عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 20 Aug 2014, 10:20 PM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي

و كذلك من الفوائد في هذه المسألة


ولم يفرق شيخ الاسلام بين تجريح وتعديل رواة الحديث وبين الدعاة المنحرفين من غير الرواة فقال رحمه الله: ((وإذا كان النصح واجباً في المصالح الدينية الخاصة والعامة:

1. مثل نقلة الحديث الذين يغلطون ويكذبون،

2. ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة،

فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلَّى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل. فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله؛ إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء، لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً)). مجموع الفتاوى 28/231-232



وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ((فهذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وأنه باطل والواجب إنكارها فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود والنصارى الذي لا يضل به المسلمون لا سيما وأقوال هؤلاء شر من قول اليهود والنصارى ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين الذين أمر الله بجهادهم بقوله تعالى: [جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم] والنفاق إذا عظم كان صاحبه شراً من كفار أهل الكتاب، وكان في الدرك الأسفل من النار. وليس لهذه المقالات وجه سائغ ولو قدر أن بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحاً فإن ما يحمل عليها إذا لم يعرف مقصود صاحبها وهؤلاء قد عرف مقصودهم كما عرف دين اليهود والنصارى والرافضة ولهم في ذلك كتب مصنفة وأشعار مؤلفة وكلام يفسر بعضه بعضاً وقد علم مقصودهم بالضرورة، فلا ينازع في ذلك إلا جاهل لا يلتفت إليه ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها أو خيف عليه أن يحسن الظن بها وأن يضل، فإن ضرر هذه على المسلمين أعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون أنها سموم، وأعظم من ضرر السراق والخونة الذين لا يُعرفون أنهم سراق وخونة، فإن هؤلاء غاية ضررهم موت الإنسان أو ذهاب ماله وهذه مصيبة في دنياه قد تكون سبباً لرحمته في الآخرة، وأما هؤلاء فيسقون الناس شراب الكفر والإلحاد في آنية أنبياء الله وأوليائه ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين، في قوالب ألفاظ أولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمناً ولياً لله فيصير منافقاً عدواً لله)) جامع الرسائل لابن تيمية - (1 / 60).



قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((فالراد على أهل البدع مجاهد)). الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة - (1 / 57).


وقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ – رحمه الله - : " يُكْتَبُ الْحَدِيثُ عَنْ النَّاسِ كُلِّهِمْ إلَّا عَنْ ثَلَاثَةٍ : صَاحِبُ هَوًى يَدْعُو إلَيْهِ ، أَوْ كَذَّابٌ ، أَوْ رَجُلٌ يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ فَيُرَدُّ عَلَيْهِ فَلَا يُقْبَلُ . "(26) .
وقال الحافظ الذهبي – رحمه الله - : " الجهم بن صفوان : رأس الضلال، : لم يرو شيئاً "(27) .
وقال أيضا : " ضرار بن عمرو القاضي ، معتزلي جلد ، له مقالات خبيثة .
قال : يمكن أن يكون جميع من يظهر الإسلام كفارا في الباطن لجواز ذلك على كل فرد منهم في نفسه .
قال المروزي : قال أحمد بن حنبل : شهدت على ضرار عند سعيد بن عبد الرحمن القاضي فأمر بضرب عنقه ، فهرب . وقيل : أن يحيى بن خالد البرمكي أخفاه . قال ابن حزم : كان ضرار ينكر عذاب القبر .
قلت : هذا المدبر لم يرو شيئا . "(28) .
وقال أيضا : " بشر بن غياث المريسي . مبتدع ضال ، لا ينبغي أن يروى عنه ولا كرامة "(29)

26) الآداب الشرعية لابن مفلح (2/144) .
27) ديوان الضعفاء والمتروكين (1/157) .
28) ميزان الاعتدال (2/328) .
29) المصدر السابق (1/322) .

رد مع اقتباس