عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09 May 2017, 04:49 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

تفريغ المقطع الصوتي
( ... و أذكر من تواضع شيخنا الشيخ عبد المحسن العبّاد ـ حفظه الله تعالى ـ أنّه كان لا يُحبّ أن يطلق عليه لفظ : شيخ ، ما يحبّ هذا . و لذلك عندما تجد مؤلفا من مؤلفاته ـ حفظه الله تعالى ـ ما تجد مؤلفا يكتب مثلا : تأليف الشيخ ... ، و إنّما : إعداد عبد المحسن بن حمد العبّاد البدر . إعداد ـ هكذا ـ
فمرّة من المرّات ـ و هذه فائدة أقولها لنستفيد جميعا من تواضع المشايخ ، و تبقى للناس بعدنا ، فإن هذا سيبقى بإذن الله ، مسّجّلا للنّاس ، و يسمعونه النّاس ، و منهم من يكتب منه ، حتى يعرفوا أنّه لا زال الخير في هذه الأمة ، لا زال الخير في هذه الأمة ، كما وعد النّبي صلى الله عليه و سلّم .
أذكر مرّة جاءت شُحنة من الكتب من الكويت ، و أنا كنت في ذلك الوقت ـ قبل اثنا عشر أو أكثر يعني أربعة عشر سنة أو خمسة عشر سنة ـ كنتُ أقرأ على شيخنا كتابي : " إتحاف العباد بفوائد دروس الشيخ عبد المحسن الحمد العبّاد البدر " كنت أقرأ عليه هذا الكتاب حتى يقرّظه و يقدّم له ، و هو عبارة عمّا يقارب خمسمائة فائدة كنت جمعتها من حال دراستنا لسنن أبي داوود في خمس سنوات . فلمّا ذات يوم ، قال الشيخ : اليوم ما فيه دراسة . فقلت : لماذا ؟ قال : جاءتنا شُحنة من الكويت ، من كتابي " الانتصار للصّحابة الأخيار " و كتبوا عليها : الشيخ ـ أعني ـ إعداد الشيخ المحدّث عبد المحسن بن حمد العبّاد البدر . ثمّ أتى بأولاده جميعا ـ أولاده جميعا ـ ما عدا شيخنا الشيخ عبد الرّزاق و أيضا أخوه محمد ـ اللي بعده ـ و أبناؤه جميعا ، و كلٌّ معه مزيل ، المزيل الأبيض ، و كلّنا نشتغل على هذه الشّحنة ، قريب من ألف و خمسماية نسخة ، أو قريب من كذا . نزيل هذه الألفاظ : ( الشيخ المحدّث ) من الغلاف و من الصّفحة الأولى و من ....
و جنّدنا جميعا ، و دائما يسأل ـ انتبهوا ـ ثلاث مواضع امسحوها ، أنا لست شيخ و لا محدّث . المحدّث الألباني و الشيخ ابن باز و العثيمين . أما نحن طلاب علم . هذي أوصاف ما تجوز علينا ، و مسحناها جميعا ـ مسحناها جميعا ـ و مازلت أحتفظ بنسخة من هذه الممسوحة .
يعني ، فعموما هؤلاء المشايخ ـ والشيء بالشيء يذكر ـ عندهم من التواضع ، و رحم الله الشيخ حماد الأنصاري ، يقول : ما رأت عيني أورع و لا أزهد من عبد المحسن الحمد العبّاد البدر ، يقول : هذا عالم من علماء المدينة ، و طاف الدّنيا طاف أماكن كثيرة، و لقي كبار العلماء . قال : أذكر أنّه يأتي بقلم من بيته يكتب بها الأشياء الخاصة به ، و قلم الجامعة يكتب بها الأشياء الخاصة بالجامعة . يصل إلى هذه الدّرجة من التواضع و من الزهد و من الخوف والورع . حتّى قال : مرّة جيت أريد آخذ قلم أكتب تلفون شخص . قال : إيش تريد تكتب به ؟ شيء خاص بالجامعة ؟ قال : لا . قال : هذا شيء خاص بالجامعة ، أوقفوه للجامعة ، هذا شيء من حقوق الجامعة ، لا يُكتب به إلا أشياء متعلقة بالجامعة ، بأيّ حقّ تكتب به شيء شخصي لك ؟ و الأوراق أيضا يأتي بأوراق خاصة من بيته . و هؤلاء هم العلماء الذين ... قال ـ و أذكر و لا أريد أن أطيل ـ أذكر أيضا سائق الشيخ . و هو ـ يعني ـ كبير في السن ، و يلقب بأبي حسين ( أبو حسين ) و أدركته أنا ، و الله يقول أشياء عجيبة عن شيخنا ، قال : أذكر مرّة ـ حتى يعني ـ سيارة الجامعة ، يقول : ماشين للبيت ، يريد الشيخ مثلا بقالة ، لكنّها خارج من الشارع ، فيقول : أوقف على الشارع الرّسمي ، و أنا أنزل أمشي . قال : ندخل . قال : لا ، سيارة الجامعة من الجامعة إلى البيت ، و ليس إلى الأماكن هذه هذي ما تستخدم إلى الأماكن الشخصية . و سيارة الجامعة يضعها في الظّلّ و سيارتو الخاصّة يضعها في الشّمس . قال لأنو هذي أمانة عندنا .
و إلى غير ذلك من الأمور التي لو سمعناها لقلنا هؤلاء من السّلف الصّالح ، الذين ـ يعني ـ لا نعرف أنّه يوجد مثلهم في هذه الدّنيا .
و لكن من جالس الصّالحين و رآهم فإنّه سيرى الخير موجود ، و النّاس ينظرون إلى الدّنيا بنظرة من يجلسون إليهم ، فمثلا بعض النّاس يقولك : ما فيه خير أبدا في الدّنيا . لأنّه ما يجالس أهل الخير!! و من جالس أهل الخير يقولك : الخير موجود و الحمد لله . فكلّ على جليسه و على أصحابه و كلّ على ...
قد يذهب إنسان إلى بلد يقولك : البلد ما فيها خير . لأنه جلس إلى أناس ما فيهم خير . لكن لو ذهب ، و جلس مع أناس فيهم خير و طلاب علم و كذا ، يقولك : هذي أفضل بلد . لماذا ؟ لأنو جلس مع هؤلاء ..
فلذلك يعني الشيء بالشيء يذكر ، و لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهله ، كما قال العلماء . ) اهـ


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 09 May 2017 الساعة 07:31 PM
رد مع اقتباس