جَزَى اللَّهُ شَيخَنَا الْفَاضِل أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْخَالِقِ مَاضِي خَيْرَ الْجَزَاءِ عَنْ هَذَا الْبَيَانِ الَّذِي وَفَّى بِهِ..
حَقَائِقُ مُغَيَّبَة!
النُّقْطَةُ الحَاسِمَة فِي رِسَالَةِ مَشَايِخِ الْإِصْلَاح إلَى الشَّيْخِ فركوس -وَهِيَ إِحدَى أَهمّ الحَقَائِق المُغَيّبَة عَن أَتبَاعِهِم- هِيَ هَذِهِ الْفِقْرَةِ:
”ولا شَكّ أنَّ مَا يَصْدُرُ مِنْ طُعُونٍ وَتَجْرِيحٍ لِمَسَائِل بَعْضهَا نُوقِش فِي وَقْتِهِ، وعُلِمَ مِنْه مَوقِفُ الْجَمِيع، مِثْل قضيّة الْحَلَبِيّ وَابْن حنفيّة وَعَبْد الْمَالِكِ، وَقَد اتُّفِق عَلَى أنَّهم عَلَى غَيْرِ طَرِيقَتنَا ، وَهُمْ مُخَالِفُونَ لَنَا ، وَنَحْن بَاقُون عَلَى ذَلِكَ نَقُولُهَا ونكرِّرها ، وَلَمْ يَصْدُرْ عَنْ أَحَدٍ منَّا ضدُّ ذَلِكَ لَا تَزْكِيَةً وَلَا ثَنَاءً وَلَا تَوْصِيَة، وكلُّ مَا يُقال الْيَوْم إنَّما هُوَ إعَادَةٌ لِمَا سَبَقَ مُنَاقَشَتُه، واتّهامٌ بِالبَاطِل“ .
وَاَلَّذِي رَفَع السَّمَاء -بغير عمد- لَوْ أَعْمَلَ أَتبَاعُ الشَّيْخ فركوس مَا تَعَبَّدَنَا اللَّهُ بِهِ مِنْ الْعَدْلِ حَيْثُ قَالَ : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } لَو عَمِلُوا بِهَذِه الْمَوْعِظَة الْعَظِيمَة لتَابُوا إلَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ التُّهم الَّتِي وَجَّهُوهَا إلَى مَشَايِخِ الْإِصْلَاح بِسَبَبِ مَا سَمِعُوهُ مِنْ شُيُوخِ التَّفْرِيقِ مِنْ رِوَايَاتٍ قَدِيمَةٍ استَحدَثُوها حَتَّى ظَنَّ السَّامِعُ أَنَّهَا وَقَعَتْ أَمْس فَقَط، وَأَنَّ شُيُوخَ التَّفْرِيق فَرَّقُوا شَملَ السلفيين لِأَنّ مَشَايِخ الْإِصْلَاح لَم يُوضِّحوا تِلْكَ الْمَسَائِلَ فِي وَقْتِهَا .
أَقُول لِهَؤُلَاء المغرر بِهِم : لَا تُفْرِطُوا فِي اعْتِقَادِ أَنَّ دِيَانَة الشَّيْخ فركوس تَمْنَعُهُ مِن الْكَذِبِ عَلَى مَشَايِخِ الْإِصْلَاح فَقَدْ ثَبَتَ كَذِبُهُ عَلَيْهِمْ فِي عِدَّةِ مَوَاقِف ، آخِرهَا افتراءه -كَذِبًا وَبُهتَانًا- عَلَى الشَّيْخِ عِزّ الدِّينِ أَنَّهُ لَا يَزَالُ يَلْتَقِي عَبْد الْمَالِكِ .
وَعَلَيْه، فَإِنَّكُمْ إِنْ تُبْتُمْ فَإِن توبتكم لِلَّه ، وَلَن تَجِدُوا مِن السلفيين إلَّا رحَابَةَ الصَّدْر وَالْعَفْوَ وَالصَّفْح، فَلَا يَكُنْ بَنُو إسْرَائِيلَ خَيْرًا مِنْكُمْ ، قَالَ تَعَالَى : { وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ، فَتَوْبَة اللَّهُ عَلَيْكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ثَنَاء الشَّيْخ فركوس عَلَيْكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي ; 22 Jul 2019 الساعة 09:43 PM
|