عرض مشاركة واحدة
  #77  
قديم 03 Jan 2016, 10:23 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ أنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ تعالَى
يثبتُ أهلُ السنة أن القرآنَ كلامُ الله تعالى، و هذا الذي دلت عليه الأدلةُ الشرعية.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
قال تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة 6].
و قال تعالى {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة 75].
و قال تعالى {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ} [الفتح 15].
و قال تعالى {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الكهف 27].
و قال تعالى {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل 76].
2 _ أدلة السنة :
روى أبو داود ة ابن ماجه و الترمذي و غيرهم عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس في الموقف، فقال : "ألا رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي" صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود (4734).
3 _ الإجماع :
أجمع أهل السنة و الجماعة على أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق.
روى اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة عن عمرو بن دينار قال : "أدركت مشايخنا و الناس منذ سبعين سنة يقولون القرآن كلام الله منه بدأ، و إليه يعود".
معتقدُ أهلِ السنةِ في القرآنِ
يعتقدُ أهلُ السنة أن : القرآنَ كلامُ الله، منزلٌ، غيرُ مخلوق، منه بدأَ، و إليه يعودُ.
"كلامُ اللهِ" دليله قوله تعالى {فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة 6].
"منزلٌ" دليله قوله تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [185]، و قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر 1]، و روى الشيخان عن عن البراء بن عازب، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت...".
"غيرُ مخلوقٍ" الدليل عليه من وجهين :
1 _ سمعي : قال تعالى {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف 54]، فقد فرق بينهما و الفرق يقتضي المغايرة فَـ"الخلق" المخلوقات، "و الأمر" القرآن، و الدليل قوله تعالى {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [الشورى 52]، و لما كان القرآن أمر، فهو قسيم للخلق، و صار القرآن غير مخلوق.
2 _ عقلي : و فيه وجهان :
أ _ القرآن كلام الله، و هو عين غير قائمة بنفسها حتى يكون بائنا من الله، فلو كان كذلك لكان مخلوقا، لكنه صفة قائمة بالله تعالى، و صفات الله غير مخلوقة.
ب _ لو كان مخلوقا لبطل مدلول الأمر، و النهي، و الخبر، و الاستخبار؛ لأن هذه الصيغ لو كانت مخلوقة لكانت مجرد أشكال خلقت على هذه الصورة لا دلالة لها على معناها.
"منهُ بدأَ" أي أن الله تكلم به ابتداء.
"وَ إليهِ يعودُ" فيه معنيان :
1 _ أي أنه يرفع آخر الزمن فلا يبقى منه شيء في الصدور و لا في السطور.
2 _ أنه يعود إليه وصفا، فلا يوصف به أحد سوى الله تعالى.
قولُ المعتزلةِ في القرآنِ و الردُّ عليهم
يقولُ المعتزلةُ أن القرآَن مخلوقٌ، و ليس كلامَا للهِ تعالى، مستدلين بِـ :
1 _ قولُ اللهِ تعالى {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر 62]، و القرآنُ يدخل في عمومِ الشيء.
2 _ و أنه ليسَ ثم إلا خالقٌ و مخلوقٌ، و الله خالقٌ و ما سواه مخلوقٌ.
الرد عليها :
1 _ القرآنُ كلامُ الله، و هو من صفاتِه، و صفاتُ الله غيرُ مخلوقة.
2 _ أن التعبيرَ {كُلِّ شَيْءٍ} قد يرادُ به الخصوص، مثلُ قوله تعالى {وَ أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍِ} [النمل 23]، و لم يدخلْ في ملكِها شيءٌ كثير.
3 _ القولُ بخلقِ القرآنِ يلزمُ منه أمورٌ باطلة، تقضِي ببطلانِ الملزوم، منها :
أ _ أنه تكذيبٌ للقرآن حيثُ يقول {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [الشورى 52]، فالقرآنُ موحى، و لو كان مخلوقًا لم يصح أن يكون موحى.
ب _ أنه يلزمُ إبطالُ مدلولِ الأمرِ و النهي و الخبر و الاستخبار.
ج _ إذا قلنَا أنه مخلوقٌ و قد أضافه اللهُ إلى نفسِه إضافةَ خلقٍ، صح أن نطلقَ على كل كلامِ البشرِ و غيرهم أنه كلامُ الله؛ لآن كل كلامِ الخلقِ مخلوقٌ، و بهذا التزم أهلُ الحلولِ و الاتحاد.
د _ أنه يلزم منه أن تكونَ كل الصفاتِ مخلوقةٌ، إذ لا فرقَ بينها و بين الكلامِ.

رد مع اقتباس