عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 21 May 2012, 03:31 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

جزاكم الله خيرا شيخنا الفقيه الأصولي أبا عبد الرحمن، نفع الله بكم وبعلمكم وجهودكم وبارك فيكم.

فمن كان منصاعا لنصائح شيخنا أبي عبد المعز محمد فركوس وأقواله، وممتثلا لتوجيهات شيخنا أبي عمير ربيع المدخلي، ومُجِلًّا لهما؛ فما كان عليه إلا أن يحترم طلابهما -مشايخنا-، ويحسن عند ذكرهم الأدب لهم، فقد قال الشيخ ربيع منذ مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــدة:
وأوصي الشباب الجزائري أن يلتفوا حول مشايخهم الموجودين؛ مثل:
الشيخ عبد الغني
والشيخ عز الدين رمضاني,

والشيخ أزهر,
والشيخ عبد المجيد
وغيرهم .....

ثم قال:
وأوصي الشباب بالأدب لهؤلاء الإخوة والإحترام لهم وتقديرهم وإن حصل الخطأ من الكبار أو من الصغار فالنصيحة مطلوبة ولكنها بالحكمة والموعظة الحسنة ".


هذا هو عبد الحميد أبو عبد الباري أحمد الحجوطي العربي الأزدي -كما صرح بذلك- قد تكلم في جلة وجملة من مشايخنا وعلماءنا واحدا بعد واحد، طعونات تترى، فقال مؤخرا في شيخنا عبد المجيد جمعة سوفسطائي وغيرها الكثير من العبارات والشتائم، ورمى شيخنا عبد الغني عوسات بالضعف وقلة البضاعة العلمية وكذا شيخنا لزهر بغيرها من الصفات، ويرمي مشايخنا في الجملة بقلة العناية بالمنهج أو بالأحرى -تمييعهم- للمنهج وسكوتهم على أهل البدع وغيرها من الطعون -التي عرفت في اصطلاح أهل الحديث والكلام بالنقد-، وأنه لم يقم على منهج أهل الحديث والكلام غيره وأنه لايمثل منهج أهل الحديث والكلام في الجزائر إلا هو وأتباعه لا غير، ثم يقول:"تطعنون في أهل الحديث، يسبون أهل الحديث" فمن هم أهل الحديث الذي تعني، رحماك يا رب.

ضربهم وبكى، وسبقهم فاشتكى، فإلى الله المشتكى من هؤلاء ...ُّ.ْكَى.


ولقد أعجبني قول بعض الأئمة -وقد ناسب المقام-، فوددت أن أنقله حتى يستفيد منه الإخوان،
ويعيه حدثاء الأسنان.

قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء في ترجمة الحارث بن محمد التميمي:

"قلت: هذه مجازفة،
ليت الأَزْدِيَّ عَرَفَ ضُعْفَ نَفْسِهِ
".


وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري (هدي الساري) ردا على ابن حزم في اتباعه الأزدي في جرح بعضهم:

"وما درى أن الأزدي ضعيف
فكيف يقبل منه تضعيف الثقات
".



وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ في الطبقة الأولى:


"فحق على المحدث أن يتورع في ما يؤديه، وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليُعينوه على إيضاح مروياته،
ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرّحهم جِهبِذا إلا:
بإدمان الطلب
،

والفحص عن هذا الشأن،
وكثرة المذاكرة والسهر،
والتيقظ والفهم،
مع التقوى
والدين المتين،
والإنصاف،
والتردد إلى مجالس العلماء،
والتحري والإتقان،

وإلا تفعل:


فدع عنك الكتابة لست منها --- ولو سودت وجهك بالمداد

قال الله تعالى عز وجل: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}

فإن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا، ودينا وورعا،

وإلا فلا تَتَعنَّ،

وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب

فبالله لا تتعب،

وإن عرفت إنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله

فأرحنا منك،


فبعد قليل ينكشف البهرج،
وينكب الزغل،
ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.


فقد نصحتك فعلم الحديث صلف، فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟

كدت أن لا أراهم إلا في كتاب، أو تحت تراب."


فأسأل الله عز وجل أن ينفعنا وينفع إخواننا بها.

وأزيدك أن ابن حزم قال في الإحكام (في المجلد 03 الصفحة 28 .دار الآفاق الجديدة ببيروت/لبنان):

"فأما احتجاج من حمل الأوامر على غير الوجوب فلا حجة لهم فيه؛ لأنه قد كان تقدم من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر في وقت العصر أنه مذ يزيد ظل الشيء على مثله إلى أن تصفر الشمس، وأن مؤخرها إلى الصفرة بغير عذر يفعل فعل المنافقين، فاقترن على الصحابة في ذلك اليوم أمران واردان، واجب أن يغلب أحدهما على الآخر ضرورة، فأخذت إحدى الطائفتين بالأمر المتقدم، وأخذت الطائفة الأخرى بالأمر المتأخر، إلا أن كل واحدة من الطائفتين حملت الأمر الذي أخذت به على الفرض والوجوب، وغلبته على الأمر الثاني.
وقد ذكرنا هذا النوع من الأحاديث فيما خلا وبينا كيفية العمل في ذلك،
وَلَوْ أَنَّنَا حَاضِرُونَ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ لَمَا صَلَّيْنَا العَصْرَ إِلاَّ فِيهَا
َوَلَوْ بَعْدَ نِصْفِ اللَّيْلِ،

على ما قد بينا في رتبة العمل في جميع الأحاديث التي ظاهرها الاختلاف، وهي في الحقيقة متفقة من الأخذ بالزائد، ومن استثناء الأقل معاني من الأكثر معاني. وقد جمع هذان الحديثان كلا الوجهين معا فأمره عليه السلام في ذلك اليوم بألا يصلى صلاة العصر إلا في بني قريظة، أمر خاص في صلاة واحدة، من يوم واحد في الدهر فقط، فكان ذلك مستثنى من عموم أمره بأن يصلى كل عصر من كل يوم في الأبد يخرج وقت الظهر إلى أن تصفر الشمس، وأما ما لم تغب للمضطر حاشى يوم عرفة ".اهـ

فإن كنت عربيا -أصلحك الله- تعي لغة العرب فأفهمني واشرح لي -غير مأمور- مقصد ابن حزم حين قال: "ولو أننا حاضرون يوم بني قريظة لما صلينا العصر إلا فيها ولو بعد نصف الليل"!!!.



وأستغفر الله من كل زلل،

والسلام عليكم ورحمة الله.

رد مع اقتباس