[ابو هند محمد الجزائري]

احسن الله اليك اخي محمد
اقول انه من المتقرر ان البدع على قسمين
1 - بدع لم تنقل من خارج الاسلام الى الاسلام بل هو ضلال وعدم اقتداء من اصحابها في فهم كتاب الله والاخذ بالسنة كبدع الخوارج والمرجئة
2- بدع ليس فيها اثارة من هدي الرسالة وهي منقولة وان كان اصحابها لما نقلوها بما يظهرونه من الاسلام قد استعملو معها جملا كلية من القرءان مثل بدعة الشيعة المؤلهة لعلي فلا يقال من اين اشتبه لهم هذا الامر لانهم نقلوه من بعض المذاهب الفلسفية التناسخية الموجودة في بلاد فارس وكذا بدعة القدرية الغلاة منكري العلم السابق فهذا من فلاسفة اليونان الزنادقة
ومنها بدعة نفي الصفات وهذه شانها يختلف على السابق باعتبار ان ها اشتبهت على كثير من الطوائف
وهي نظرية نقلها ائمة النظار الذين حدثو في الدولة الاموية وهي نظرية منقولة من مذهب ارسطو وافلطون
ونفيهم للصفات كله معتبر بما يسمى بدليل الاعراض وهو اشهرها ودليل التركيب وهو الغالب على الفلاسفة ابن سينا وابن رشد ودليل التخصيص وقد انتحله بعض المتاخرين كابي المعالي
فهو دليل فلسفي باعتبار جوهره وان كان فيه بعض الجمل الشرعية الكليةمثل قوله ليس كمثله شئ وعند التحقيق ترى ان القوم لا يستدلون على قولهم بمفصل
والعقل الذي قرره المعتزلة يخالف النقل لانها نظرية قررها قوم هم من ائمة الملاحدة في الربوبية
اذ انهم يصرحون ان النصوص لم تنطق بنفي الاسماء والصفات ولو اثبتو الاسماء والصفات للزم من ذلك نقض الاصل العقلي الذي اصلوه وهو دليل الاعراض كما هو مبسوط في مواضعه من كتب شيخ الاسلام
فهم نظرو في القرءان لتحصيل عدم المعارض فلما استحال الجمع لجؤ الى اللغة فحصلو منها نظرية الحقيقة والمجاز فارادو ان يصرفو نصوص الاسماء والصفات عن ظاهرها الى معاني ولا يشترط لهم فيها الا شرط واحد وهو ان المعنى الذي صرف الالفظ اليه لا يتعارض مع مذهب القوم
فتحصل من هذا العرض ان القوم لم ستعملو لغة العرب لفهم القرءان عند تقرير مذهبهم بل لدرء معارضة القرءان لدليلهم
فظهر لك جليا السر في اهتمام اهل البدع بعلوم اللغة لانها السبيل الوحيد الذي يمكنهم من تمرير مذهبهم الفاسد
والله اعلم