عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07 Feb 2019, 12:05 PM
أبو سهيل كمال زيادي أبو سهيل كمال زيادي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: قسنطينة
المشاركات: 147
افتراضي

قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله



ومن عقيدة أهل السنة و الجماعة أنهم



يأمرون ببر الوالدين (1)...........................



الشرح





قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله



(1)وذلك لعظم حقهما.



ولم يجعل الله لأحد حقاً يلي حقه وحق رسوله إلا للوالدين، فقال: ) واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ( [ النساء: 36].



وحق الرسول في ضمن الأمر بعبادة الله، لأنه لا تتحقق العبادة حتي يقوم بحق الرسول عليه الصلاة والسلام، بمحبته واتباع سبيله، ولهذا داخلاً في قوله: ) واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً (، وكيف يعبد الله إلا من طريق الرسول صلي الله عليه وسلم ، وإذا عبد الله على مقتضي شريعة الرسول، فقد أدي حقه.



ثم يلي ذلك حق الوالدين، فالوالدان تعباً على الولد، ولا سيما الأم الأم، قال الله تعالي: ) ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً ( [ الأحقاف:15]، وفي آية أخرى: ) ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمة وهنا على على وهن( [ لقمان: 14]، والأم تتعب في الحمل، وعند الوضع، وبعد الوضع، وترحم صبيها أشد من رحمة الوالد له.



ولهذا كانت أحق الناس بحسن الصحبة والبر، حتى من الأب.



قال رجل: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال امك قال ثم من؟ قال أمك قال ثم من؟ قال أمك : قال في الرابعة: " ثم أبوك "[360].



والأب أيضاً يتعب في أولاده، ويضجر بضجرهم، ويفرح لفرحهم، ويسعي بكل الأسباب التي فيها راحتهم وطمأنينتهم وحسن عيشتهم، يضرب الفيافي والقفار من أجل تحصيل العيش له ولأولاده.



فكل من الأم والأب له حق، مهما عملت من العمل، لن تقضي حقهما، ولهذا قال الله عز وجل: ) وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ( [الإسراء: 24]، فحقهم سابق، حيث ربياك صغيراً حين لا تملك لنفسك نفعاً ولا ضراً، فواجبها البر.



والبر فرض عين بالإجماع على كل واحد من الناس، ولهذا قدمه النبي صلي الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله، كما في حديث ابن مسعود، قال: قلت: يا رسول الله! أي العمل أحب إلي الله ؟ قال: " الصلاة على وقتها " . قلت: ثم أي؟ قال: " بر الوالدين" . قلت : ثم أي؟ قال: " الجهاد في سبيل الله .



والوالدان هما الأب والأم، أما الجد والجدة، فلهما بر، لكنه لا يساوي بر الأم والأب، لأن الجد والجدة لم يحصل لهما ما حصل للأم والأب من التعب والرعاية والملاحظة، فكان برهما واجباً من باب الصلة لكن هما أحق الأقارب بالصلة، أما البر، فإنه للأم والأب.



لكن، ما معني البر؟



البر: إيصال الخير بقدر ما تستطيع، وكف الشر.



إيصال الخير بالمال، إيصال الخير بالخدمة، إيصال الخير بإدخال السرور عليهما، من طلاقة الوجه، وحسن المقال والفعال، وبكل ما فيه راحتهما.



ولهذا كان القول الراجح وجوب خدمة الأب والأم على الأولاد، إذا لم يحصل على الولد ضرر، فإن كان عليه ضرر، لم يجب عليه خدمتهما، اللهم إلا عند الضرورة.



ولهذا نقول: إن طاعتهما واجبة فيما فيه نفع لهما ولا ضرر على الولد فيه، أما ما فيه ضرر عليه، سواء كان ضرراً دينياً، كأن يأمراه بترك واجب أو فعل محرم، فإنه لا طاعة لهما في ذلك، أو كان ضرراً بدنيا، فلا يجب عليه طاعتهما. أما المال، فيجب عليه أن يبرهما ببذله، ولو كثر إذا لم يكن عليه ضرر، ولم تتعلق به حاجته، والأب خاصة له أن يأخذ من مال ولده ما شاء، ما لم يضر.

وإذا تأملنا في أحوال الناس اليوم، وجدنا كثيراً منهم لا يبر بوالديه، بل هو عاق، تجده يحسن إلي أصحابه، ولا يمل الجلوس معهم، لكن لو يجلس إلي أبيه أو أمه ساعة من نهار، لوجدته متململاً، كأنما هو على الجمر، فهذا ليس ببار، بل البار من ينشرح صدره لأمه وأبيه ويخدمهما على أهداب عينيه، ويحرص غاية الحرص على رضاهما بكل ما يستطيع.



وكما قالت العامة:" البر أسلاف " ، فإن البر مع كونه يحصل به البار على ثواب عظيم في الآخرة، فإنه يجازي به في الدنيا. فالبر والعقوق كما يقول العوام: " أسلاف "، أقرض، تستوف، إن قدمت البر، برك أولادك، وإن قدمت العقوق، عقك أولادتك..



وهنا حكايات كثيرة في أن من الناس من بر والديه فبر به أولاده، وكذلك العقوق فيه حكايات تدل على أن الإنسان عقه أولاده كما عق هو آباءه.



فأهل السنة والجماعة يأمرون ببر الوالدين.





المصدر

شرح العقيدة الواسطية

رد مع اقتباس