عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 28 Apr 2019, 09:05 PM
أبو عبد الرحمن مصطفى الحراشي أبو عبد الرحمن مصطفى الحراشي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 52
افتراضي

لينظروا في تاريخ الإمام العلامة ربيع حتى يفهموا
سيجدون أن الله تعالى نصره ووفقه في جهاده وأظهره على المنحرفين والمناوئين بأشكالهم وألوانهم وفيهم الأفصح من هؤلاء والأعلم والأكثر عددا، وقد أيده الله بمشايخه وإخوانه العلماء، فلم يخذلوه، بل شدوا من أزره، ووقفوا في وجه أسلاف المفرقين، من الإخوان والقطبيين والسروريين والحدادية بأنواعها والمأربي والحلبي وغيرهم، ففي كل مواجهة للإمام تجد تأييد العلماء له، وإقرارهم بتحقيقه، وصدقه، وإنصافه، وبعد هذا التأييد ينتبه المنخدعون، ويتضح حالهم المتعصبين لكل ذي عينين.
ومن الطبيعي أن كل منحرف يحاول أن يستفيد من أخطاء من سبقه حتى لا يسقط كما سقطوا، فيأتي الثاني بمكر وحيل لم يسبق إليها، لكنّ الله كشف مكرهم وأظهر السلفيين عليهم، مصداقا للوعد الصادق في قوله تعالى {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } [الحج: 40، 41] وكذا قول الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ»
فرؤوس المفرقة -اليوم- موقنون بالهزيمة، كيف لا؟! وهم ينظرون إلى مصارع القوم ماثلة بين أعينهم، ولكنهم يقنعون بإطالة زمن المواجهة، عسى أن يحافظوا على أكبر عدد ممكن من الشباب المغرر بهم، وما سكوتهم إلا سكوت مهزوم مكسور، قد أفحمتهم ردود العلماء وطلابهم الأفذاذ، فلجئوا إلى التهميش وادعاء الأيام الزاهية وأنهم ليسوا في فتنة، لأنهم علموا أنهم أحق من يتصف بها فنفوها، فخافوا أن يقال لهم: فتنتم، فقالوا: ليس هناك فتنة أصلا، فأنكروا الواقع إنكار المهزوم المسلي نفسه إذا أيقن بالهلاك.
هذه لمحة تارخية سريعة موصولة بالفتنة الحالية جاءت الإشارة إليها في دفاع العلامة عبيد الجابري عن الإمام ربيع وبيان مكر المتعصبة، فتقبل الله من الشيخين جهادهما لأهل الباطل وأثابهما به جنة عرضها السماوات والأرض وختم لنا ولهما بالحسنى وثبتنا جميعا على الكتاب والسنة.

رد مع اقتباس