عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07 Jun 2018, 12:25 PM
أبو الفوزان محمد أمين الجزائري أبو الفوزان محمد أمين الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 17
افتراضي 📌 { فائدةٌ جليلة في أفضلية صلاة المرأة في بيتها } و هذا نظم بديع و فقه دقيق

قال تعالى: ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [آل عمران: ٤٣]

قال أبو القاسم السُّهَيْلِيُّ: «... وممَّا قُدِّم بالفضل قولُه: ﴿وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [آل عمران: ٤٣]، لأنَّ السجود أفضل، «وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ».

فإنْ قيل: فالركوعُ قبله بالطبع والزمان والعادة؛ لأنه انتقالٌ من علوٍّ إلى انخفاضٍ، والعلوُّ بالطبع قبل الانخفاض، فهلَّا قُدِّم الركوعُ؟

الجوابُ أن يقال:

انتبِهْ لمعنى الآية من قوله: ﴿وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾، ولم يقلْ: «اسجدي مع الساجدين»،

فإنما عبَّر بالسجود عن الصلاة وأراد صلاتَها في بيتها؛ لأنَّ «صلاة المرأة في بيتها أفضلُ من صلاتِها مع قومها»،

ثمَّ قال لها: «اركعي مع الراكعين»، أي: «صلِّي مع المصلِّين في بيت المقدس»،

ولم يُرِدْ أيضًا الركوعَ وحْدَه دون أجزاء الصلاة، ولكنَّه عبَّر بالركوع عن الصلاة كما تقول: «ركعتُ ركعتين وأربعَ ركعاتٍ»، يريد الصلاةَ لا الركوعَ بمجرَّده،

فصارت الآيةُ متضمِّنةً لصلاتين:

صلاتِها وحْدَها: عبَّر عنها بالسجود؛ لأنَّ السجودَ أفضلُ حالات العبد، وكذلك صلاة المرأة في بيتها أفضلُ لها،

ثمَّ صلاتُها في المسجد: عبَّر عنها بالركوع؛ لأنه في الفضل دون السجود، وكذلك صلاتُها مع المصلِّين دون صلاتها وحْدَها في بيتها ومحرابها»، وهذا نظمٌ بديعٌ وفقهٌ دقيقٌ ...

[«بدائع الفوائد» لابن القيِّم (١/ ٦٣)]

رد مع اقتباس