عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 14 Jul 2011, 01:53 AM
أبو البراء طه حسين عبد اللاوي أبو البراء طه حسين عبد اللاوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 20
افتراضي

اقتباس:
أمَّا عَنِ الْحُضُور وَمَا رَأيتُه مِنْ إقبالٍ على الْخُطبة والدُّروس والْمُحَاضَراتِ، فَتَبارك الرَّحمن، حُضورٌ قَلَّ نَظيرهُ، إذْ قَد حضرَ إلَى الدَّورة - كمَا أفادني بذلك عَددٌ منَ الإخْوَةِ- مِنْ جَميعِ وِلاَيَاتِ الْجَزائر الـ(48) ولاية!.

ولَمَّا سألني بعضُ الإخوةِ مِنَ السُّعوديةِ هَاتفياً؟ قُلْتُ: لَهُ يُشابِهُ حُضور الإخوة السَّلفيين فِي إنْدُونيسيا، فِي الدَّوراتِ الَّتي شاركتُ فيها قَبْلُ.

فالْحُشودُ غَفيرةٌ جدَّاً، وَحدَّثني الشَّيخ العربي إمام المسجد العتيق أنَّه دخل المسجد لِصلاة الفجر يوم الجمعة فرأى المسجدَ مُكتظَّاً بالطُّلاب، لا يَكَادُ يوجدُ مَكانٌ فِي داخلهِ، وأخبرني رجلٌ مُسِنٌ من جماعةِ المسجدِ قال: أتيتُ المسجد لصَلاة الفجر فلم أجد مكاناً، وقال: لم أرَ مثل هذا الحضور من قبل. قلتُ: هذا الاكتظاظ المبكّر مِنْهُم إنَّما هو استعداد لسَماعِ الخطبة!!

وأما وقْتُ الْخُطْبَة فَالمسجدُ لاَ تكاد تَجد مكاناً فيه لطفلٍ فَضْلاً عن رجلٍ، والسَّاحات المحيطة بالمسجد كذلك، وخارج المسجد حتى الشَّارع الرئيسي، ممن اضطر الأمن لإغلاق الشارع حفاظاً على المصلين.

وفي المسجدِ أيضاً مُصلَّى النِّساء قد امتَلأ عن بكرة أبيه، وهو يسعُ (600) امرأة تقريباً.

فالحمدُ الله الذي بنعمته تتم الصالحات، علماً بأنَّ هذه الحشود الغفيرة والَّتي تعدُّ بالآلاف مِنَ الإخوة السَّلفيين كانت في كلِّ المساجدِ الَّتي حاضرتُ فيها بلا استثناءٍ؛ وهَذا ما أغاظ أهلَ الأهواء والمندسِّين والكذَّابين الَّذين قَالُوا بالباطلِ وَروَّجوا لَه ظنَّاً منْهُم أنَّ ذلك يغيرُ من الحقيقة شيئاً، والله مِنْ وَرائهم مُحيطٌ.

ومِنْ جَميل ما حَصَلَ في هذه الَّلقاءات الْخيِّرة:

أ/ مُسْابَقةُ ومُسارعةُ أهْل الإحسان والخير مِنْ أهْلِ أمِّ البَواقي وفَّقهم الله مِن جِيران الجامع العتيق وغيرهم، فِي تقديمِ جميع أوجه المُسَاعدة الطُّلاب التي يستطيعونها من توفير الأطعمة وغيرها لهم، رغبةً منهم في الخير، ولو بشق تمرةٍ!

ب/ حدَّثني الأخ العربي أنَّ مُحْسِناً استأجر دَاراً مُخصَّصة للنُّزَلاء، وطلبَ مِنْهُ أنْ يُخْبِرَ الطُّلاب إنْ رَغِبُوا الانتقالَ إليها، فاعْتَذَروا عددٌ كبيرٌ منهم، وآثروا البَقَاء فِي المسجدِ حتَّى لا تَذهب عليهم الأمَاكن!

ج/ أنَّه أعُلن غَيرَ مَرَّةٍ لِجَميع الإخوة أنَّ بَاصات وسيَّارات مَوجُودة لِنَقْلِهم إلى أماكنِ المحاضراتِ، في كُلَّ المسَاجدِ الَّتي حاضرتُ فيها، على تَباعدٍ بينها كمَا مرَّ! جَزاهم الله خيراً.

د/ ومنه أيضاً: أنَّ والي ولاية أمّ البواقي حفظه الله أمرَ بِفَتحِ المسجد العتيق ومسجد أبي ذر الغفاري لِلطُّلاب مِمَّن أراد المبيت فيه، وكلَّف الأمن بحراستهم حفاظاً عليهم، وهذا عملٌ يُشكر عليه جداً ونَسأل الله أن يجزيه خيراً.

وفي الحقيقة: إنَّه قَد تَجَسَّد التَّعاون على البِرِّ والتَّقوى في هذه الدورة بِصُورٍ شَتَّى، تَنُمُّ عن حرصٍ على السُّنَّةِ وَنَشرِ الْخَيرِ، فَالَّلهم بارك لهم في أعمالهم وأعمارهم وأرزاقهم وأولادهم، وآمنهم والمسلمين يارب العالمين.

هـ/ وأمَّا عن حرَّاس الأمن المرافقين لي طلية الرِّحلة، فَلمَّا أوصلوني إلى المطار لمغادرة قسنطينة، وكنتُ قد شكرتهم على ما بذلوه، وتأسفتُ لَهُم مِمَّا لاقوه مِنْ مَشقَّةٍ وعناء، فكانَ جَوابهم – وبعضهم يبكي- أنَّنا والله ياشيخ شَرُفنا بالعملِ مَعَك، وأَلِفْنَاك، فلا نَدري كيفَ الآن؟ وقد استفدنا كثيراً والحمد لله، وكُنَّا نعملُ ونَحنُ في غاية مِنَ السُّرور والفَرح، فَجزاهم الله خيراً وبارك فيهم.

و/ وكما يقال: الشيءُ بالشيء يذكرُ: فَقد ذكر لي غيرُ واحدٍ أنَّ المنطقة قد انْتَعشت تِجَاريَّاً، فمحال النُّزَلاء وَالمطاعم والمخَابز والهواتف وغيرها من المحال التِّجارية كلّها عملت ونشطت، فهذه أيضاً من حَسَنَاتِ نَشْرِ السُّنَّة، فلله الحمدُ والمنَّة.

ي/ ومِنْ حَسَنَاتِ نَشْرِ السُّنَّة وتَعليمها أنْ قَدْ أبلغني الإخوة مِنْ أهل المنطقة وغيرهم باخْتِفَاءِ جُملةٍ مِن مَظاهر المعاصي، والله الحمدُ.

وختاماً: أقولُ: قد تبَّين لي في هذه الزِّيارة المباركة- إن شاء الله- مَدى حُبِّ وتقديرِ وتَعْظيمِ أهلِ السُّنَّة الْمَحضَةِ فِي تِلْك الدِّيار- مِنْ مَشايخ وطُلَّاب عِلمٍ- لشيخنا العَلامة المحدِّث المجاهد أبي مُحمد ربيع بن هادي المدخلي، حفظه الله وردَّ عنه كيد الأعادي، فَلا أكادُ أحصي كَم الّذين حَمَّلوني تَبْلِيغَ سلامهم وحبِّهم للشِّيخِ، وهذا يدلُّ على عِظمِ مَكانَتهِ فِي نُفوس أهلِ الْحقِّ وطُلاّبه،
أسأل الله عز وجل أن يبارك في الشيخ وينفع به ويجزيه عنا خير الجزاء

جزاك الله خيرا أخي أبا الوليد

رد مع اقتباس