عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 28 Apr 2018, 05:42 PM
أبو همام عبد القادر حري أبو همام عبد القادر حري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 102
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

[ من وجوه التَّكسب المَذموم ]
تعليق على كلام شيخ الإسلام"3"


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتَّقين ولا عدوان إلا على الظَّالمين:
يقول شيخُ الإسلام أبو العباس أحمدُ بنُ عبد الحليم بنُ تيمية الحرَّاني رحمهُ الله :
قال أبُو طالب: سألتُ أبا عبد الله عن الرَّجل يُغسِّلُ الميِّت بكراءٍ؟ قال: بكراء؟! واستعظمَ ذلك. قلت: يقولُ: أنا فقيرٌ. قال: هذا كسبُ سوء. ووجهُ هذا أنَّ تغسيل الموتى من أعمال البرِّ، والتكسُّب بذلك يورثُ تمنِّي موتَ المسلمين فيشبهُ الاحتكار (1) .
--------------
(1) اختيارات ص 156 ف 2/ 232.
[ المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام( تقي الدين لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني ) ج4 ص52 الطبعة: الأولى، 1418 هـ جمعه ورتبه وطبعه على نفقته: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم ].

التعليق رقم -3-:
المسائل التي تطرَّق لها المؤلف :

{1}- تغسيلُ الموتى من أعمال البرِّ لَا يُتكسَّب بهِ .
{2}- التكسُّب بتغسيلِ الموتى كسبُ سوءٍ لا عذرَ فيه لفقيرٍ أو معدومٍ .
{3}- أخذُ المغسِّل مالاً بوصيّةٍ من الميّتِ لا بأس به كما مرَّ معنا في التَّعليق الثاني .
{4}- التكسُّب بذلك يورثُ تمنِّي موتَ المسلمين فيشبهُ الاحتكار.
[ قلت :ومثلُه مُمتهِنُ الرّقية يورثُه ذلك تمنِّي مرضَ المسلمين, واظ•ِن كان يصحُّ أخذُ الأجرةِ عن الرُّقيةِ لورود الدَّليل مالم يمتهِنْها,ومثلُه كذلك المتكسّبُ بنقل السَّيارت في حوادثِ المرورٍ , والواجب أن يكون مثلَ هذا على سبيل التّطوع الفردي أو الجماعي أو بتكفّل السُّلطات المعنية ].

خاتمة :

- قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ. لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ}[الحجر: 88].
- ذُكِرَ عَنِ ابْنِ عُيَينَةَ أَنّ الله أمَرَ نبيّهُ بِالِاسْتِغْنَاءِ بِالْقُرْآنِ عَنِ الْمَالِ.اه

- فما أحوجَ أهل القرآن والدُّعاة إلى الله أن يستغنَوا بفضلِ الله عمَّن سِواه وبالقرآن عمّا عداه ,والله يعفو عمَّن أحوجَه الفقرُ إلى أخذ شيء لعيالِه ,فاللهمَّ اغننا بفضلك عمَّن سواك ولا تُحوجنا إلى أحد من خلقك ياربَّ العالمين .
- قَالَ بِشْرُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ: رَأَيْتُ أَبَا نُعَيْمٍ فِي المَنَامِ، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ -يَعْنِي: فِيْمَا كَانَ يَأْخُذُ عَلَى الحَدِيْثِ-. فَقَالَ: نَظَرَ القَاضِي فِي أَمْرِي، فَوَجَدَنِي ذَا عِيَالٍ، فَعَفَا عَنِّي .
قال الذهبي: ثَبَتَ عَنهُ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ عَلَى الحَدِيْثِ شَيْئاً قَلِيلاً لِفَقْرِهِ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ خَشْرَمٍ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُوْلُ: يَلُوْمُونَنِي عَلَى الأَخْذِ وَفِي بَيْتِي ثَلاَثَةَ عَشَرَ نَفْساً، وَمَا فِي بَيْتِي رَغِيْفٌ .
قال الذهبي: لاَمُوهُ عَلَى الأَخذِ يَعْنِي: مِنَ الإِمَامِ، لاَ مِنَ الطَّلَبَةِ.
[سير أعلام النبلاء للذهبي ص152ج10 – ط الرسالة] .

- هذا في حقِّ من أعْوزَه الفقرُ وألجأتهُ الفاقة وأدركته الشفقة على العيال ، نسأل الله أن يعفوَ عنه, وأمّا من شُغف بالمال تكثُّراً وطمعاً من غير ضرُورة ولاحاجة فلا عُذر له,ولا تُطلَبُ الدنيا بعمل الآخرة . وانظر في حال أئمّة السلف تزددْ يقيناً وتزهد فيما عند النّاس .

- عن مَسْرُوْقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكِنْدِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ المُنْذِرِ الكِنْدِيُّ، جَارٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ إِدْرِيْسَ، قَالَ: حَجَّ الرَّشِيْدُ، فَدَخَلَ الكُوْفَةَ، فَلَمْ يتَخَلَّفْ إِلاَّ ابْنُ إِدْرِيْسَ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمَا الأَمِيْنَ وَالمَأْمُوْنَ، فَحَدَّثَهُمَا ابْنُ إِدْرِيْسَ بِمائَةِ حَدِيْثٍ.
فَقَالَ المَأْمُوْنُ: يَا عمّ! أَتَأَذنُ لِي أَنْ أُعِيْدَهَا حِفْظاً؟
قَالَ: افعلْ. فأَعَادَهَا، فَعَجِبَ مِنْ حِفْظِهِ ، وَمَضَيَا إِلَى عِيْسَى، فَحَدَّثَهُمَا.
فَأَمَرَ لَهُ المَأْمُوْنُ بعشرَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَأَبَى، وَقَالَ: وَلاَ شربَةَ مَاءٍ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
[سير أعلام النبلاء للذهبي ص276ج10 – ط الرسالة] .

- وَعَنْ مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ بنِ الدِّرَفْسِ، قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُبَارَكِ بنِ يَعْلَى القُرَشِيُّ، الصُّوْرِيُّ،: كَذَبَ مَنِ ادَّعَى المَعْرِفَةَ وَيَدُه تَرعَى فِي قِصَاعِ المُكْثِرِيْنَ، مَنْ وَضَعَ يَدَهُ فِي قَصعَةِ غَيْرِهِ، ذَلَّ لَهُ.
[سير أعلام النبلاء للذهبي ص391ج10 – ط الرسالة] .

- وَاشْتَكَى زَكَرِيَّا بن عَدِيٍّ عَيْنَهُ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِكُحْلٍ، قَالَ: أَنْتَ مِمَّنْ يَسْمَعُ الحَدِيْثَ مِنِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَه.
[سير أعلام النبلاء للذهبي ص444ج10 – ط الرسالة] .

- قَالَ إِسْحَاقُ بنُ الجَرَّاحِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الحَجَّاجِ، قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ يَسْمَعُ مَعَنَا عِنْدَ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، فَرَكِبَ إِلَى الصِّيْنِ، فَلَمَّا رَجَعَ، أَهدَى إِلَى حَمَّادٍ هَدِيَّةً. فَقَالَ لَهُ حَمَّادٌ: إِنْ قَبِلْتُهَا لَمْ أُحَدِّثْكَ بِحَدِيْثٍ، وَإِنْ لَمْ أَقْبَلْهَا حَدَّثْتُكَ.
قَالَ: لاَ تَقْبَلْهَا، وَحَدِّثْنِي.
[سير أعلام النبلاء للذهبي ص449ج7 – ط الرسالة] .

وَعَنْ سُفْيَانَ الثوري : مَا وَضَعَ رَجُلٌ يَدَهُ فِي قَصْعَةِ رَجُلٍ، إِلاَّ ذَلَّ لَهُ.
[سير أعلام النبلاء للذهبي ص243ج7– ط الرسالة] .

(عَلِّمْ مَجَّاناً كَمَا عُلِّمْتَ مَجَّاناً):
- قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ رَاشِدِ بنِ مَعْدَانَ الأَصْبَهَانِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ وَارَةَ يَقُوْلُ:
عَزَمْتُ زَمَاناً أَنْ أُمْسِكَ عَنْ حَدِيْثِ هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ؛ لأَنَّه كَانَ يَبِيْعُ الحَدِيْثَ.
قُلْتُ: العَجَبُ مِنْ هَذَا الإِمَامِ مَعَ جَلاَلَتِهِ، كَيْفَ فَعَلَ هَذَا، وَلَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً، وَلَهُ اجْتِهَادُهُ.
قَالَ صَالِحُ بنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ: كَانَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ يَأْخُذُ عَلَى الحَدِيْثِ، وَلاَ يُحَدِّثُ مَا لَمْ يَأْخُذْ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، حَدِّثْنِي بِحَدِيْثٍ لِعَلِيِّ بنِ الجَعْدِ.
فَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الجعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيْعِ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: عَلِّمْ مَجَّاناً كَمَا عُلِّمْتَ مَجَّاناً. قَالَ: تَعرَّضْتَ بِي يَا أَبَا عَلِيٍّ؟
فَقُلْتُ: مَا تَعَرَّضْتُ، بَلْ قَصَدتُكَ.
[سير أعلام النبلاء للذهبي ص426ج11 – ط الرسالة] .

والله أعلى وأعلم ,وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . كتبه أبو همّام عبد القادر حري
12شعبان 1439 - 28أفريل2018م


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 28 Apr 2018 الساعة 05:53 PM
رد مع اقتباس