عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05 May 2012, 02:26 PM
عبد المجيد جمعة عبد المجيد جمعة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 33
افتراضي التعليقات على ما ورد في كلام العربي من التخليطات والتغليطات الحلقة الرابعة

التعليقات
على ما ورد في كلام العربي من التخليطات والتغليطات

الحلقة الرابعة

(...تابع)


لقد صدرت مني كلمة أثناء مداخلتي –مجبرا، ومكره أخوك لا بطل- في جلسة الاستراحة بالمدينة عند تعليقي على حديث ابن عمر: «وطائفة قالت: لا نصلي إلا في بني قريظة»، فقلت: هؤلاء سلف الظاهرية
فاهتبلها الرجل فرصة سانحة وغنيمة باردة للطعن والغمز والهمز، وكان الأجدر به، أن يقدم نصيحة في طبق من ذهب متحليا بالإنصاف متخلّيا عن الاعتساف، لاسيما أنه لما بلغني كلامه مجملا، بادرت إلى إظهار حسن النية، فكتبت كلمة مختصرة، نشرت في هذه المنتدى المحروس، أفصحت فيها، أنه لو تضمنت هذه الكلمة طعنا في الصحابة فأنا أتراجع عنها، وحكيت كلام شيخنا الإمام ربيع -سلمه الله- أنها لا تتضمن طعنا. وعمدت الاستشهاد بكلام شيخنا ربيع، لأن الرجل دائما يتظاهر أمام الشيخ -سلمه الله- بالإكرام والاحترام، وقصدي وراء ذلك أن أتقي شر هذا المجادل العنيد، والخصم اللديد، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن شر الناس من تركه الناس، أو ودعه الناس، اتقاء فحشه».
فبدلا أن يتعقل ولا يجهل، لكن الرجل، فاجر في الخصومة، وفاه بكلام، لم يقله في ابن العلقمي ولا في الخميني، وظنَّ –ظن السوء، وعلى الظان دائرة السوء- أن تلك الكلمة التي نشرت، كانت عن ضعف مني، وجَهِل أنّ السحر قد ينقلب على الساحر، والخزي قد يعود على اللاقس الساخر.فانبريت لصد عدوانه، ورد هذيانه، وإن كان –والذي نفسي بيده- لا يستحق الرد، وأن الوقت أثمن من اشتغال بحمقاته وجهالاته، وحسبك أن الرجل –وقد علمت-
ساقطٌ من حيث العدالة، إذ تبيّن كذبه
وساقط من حيث العلم، إذ تبيّن أن أكثر مقالاته هي مسروقة من غيره
زيادة على جهله
ولله در أخي الحبيب الشاعر الفحل الأديب، أبي عبد الرحمن العكرمي الذي كشف كذب هذا السارق المارق.
وأقف مع الرجل في النقاط الثلاث:

الأولى: أن قول: «سلف أهل الظاهر» يتضمن الطعن في الصحابة.
الثانية: التفريق بين كلمة أهل الظاهر وبين الظاهرية.
الثالثة: أن أهل الظاهر مبتدعة.



أما النقطة الأولى: أن قول: «سلف أهل الظاهر» يتضمن الطعن في الصحابة


فالجواب عنها من وجوه
أولها: أنه سبق أن قلت: إنّ الكلمة مقتبسة من كلام ابن القيم، والرجل لا يخلو من إحدى الحالتين:
إما أنه : لم يكن يعلم أن الإمام ابن القيم قد قالها، وهذا ما أجزم به
وإما أنه : كان يعلم ذلك.
فإن كان لا يعلم أن صاحب الكلمة هو ابن القيم -رحمه الله–وإن كنت لا تدري فتلك مصيبة- فهذا يدل على أن الرجل لا عناية له بقراءة كتب ابن القيم، والاقتباس من أسلوبه ومحاكاته، خلافا لما يدعيه كذبا أن كتب ابن القيم أنيس له، فإنه لم يوجد أثر أسلوب ابن القيم في مقالاته ولا في عباراته إلا ما كان مسروقا ثم فضحه الله تعالى كما في قصة «جهد المقل»، بل هو جهد المخل والمختل.وإن كان يعلم أن ابن القيم قد قالها، فهذا يدل على أحد الأمرين:
إمّا أنه : كان يعتقد أن الكلمة لا تتضمّن الطعن في الصحابة، ولهذا سكت عنها وم يعلّق عليها منذ أمد، لكن لما صدرت من كاتب هذه الأسطر استحالت إلى الطعن في الصحابة.
وإما أنه: كان يعتقد أنها قد تضمن الطعن في الصحابة –وهذا ما أنفيه قطعا حسن ظن بالرجل-، وسكت عن ذلك، إلى أن صدرت مني، فحمّلني هذه المسؤولية دون الإمام ابن القيم -رحمه الله- وغيره من العلماء.
ثم ألزمه أيضا بما ألزمه به أخونا الفاضل بوفلجة، الذي أثلج صدور القراء المنصفين بمقاله في ردّه على تخليطات العربي.
وخلاصته بأحد الاحتمالين لا ثالث لهما: إمّا أننا نتحمل جميعا –أنا وابن القيم ومن تبعه من أهل العلم قديما وحديثا مما علمناهم ومما لم نعلمهم- الطعن في الصحابة. وتخصيصي دون الآخرين من الجور والظلم ما لا يخفى.
وإمّا أنّه لا يؤاخذ الجميع لسلامة العبارة من الطعن في الصحابة، وإنما يؤاخذ العربي بجهله وسوء فهمه، وهذا الذي أجزم وأقطع به ألف ألف مرة.

وكم من عائب قولا صحيحا...... وآفته من الفهم السقيم
الثاني: أن ما قاله الإمام ابن القيم قد تابعه غيره، وصدرت صريحة من بعض أهل العلم، وذكر أعيانهم أخونا الفاضل بوفلجة، جزاه الله خيرا،
وأضيف إليهم بالدلالات الثلاث: كل من قرأ كتاب إعلام الموقعين، منذ أن خرج الكتاب إلى الوجود إلى يومنا هذا، ومر على هذه الكلمة، ومنهم شيخنا العلامة ابن عثمين-رحمه الله- الذي قرأ الكتاب، ولخصه واستنبط منه الفوائد، ومنهم شيخنا ربيع -حفظه الله- فقد سألته مرتين، وقال: ليس فيها طعن.
فهل هؤلاء الفرسان في الميدان، خفيت عليهم هذه الكلمة، أو لم يفهموا منها الطعن في الصحابة، حتى جاء هذا المجتهد المجدد، البصير النحرير عبد الحميد العربي، فكشف اللثام عنها، وبيّن أنها تتضمن الطعن في الصحابة؟!

الثالث: أن سلفي في هذه الكلمة هو الإمام ابن القيم -رحمه الله- وهؤلاء الأعلام الذين نقلوا هذه العبارة إما عزوا وإما اقتباسا وإما إقرارا. ومن سلفه فيما تفوّه به؟! وليذكر واحدا من العلماء نصّ صريحا بأنها طعن في الصحابة. نعم سلفه في ذلك جهله المركب، وفهمه السخيف، وغلّه الشديد وحقده الدفين الذي احترق به قلبه، فظهر على صفحات مقاله.
وقال المسكين: «متى كان الصحابةُ الكرامُ سلفَ الظاهرية المبتدعة يا دكتور!، إنها كلمة أنت قائلها ومن ورائها إساءة للصحابة الكرام، وليس لك فيها سلف، وأي قول قيل في الإسلام لم يقله أحد من السّلف فهو باطل حتما كما قال شيخ الإسلام». فبنت الصفا تجيب عن سماع.
الرابع: أن هذه العبارة لا تتضمّن الطعن في الصحابة، كما جزم بذلك الشيخ ربيع سلمه الله، وحسبك أنه لم يقل بذلك أحد، وبيانه:
أن كلمة «السلف» يعني بها القوم المتقدمون السير، كما قال ابن منظور في لسان العرب، فمعنى هذا أن هؤلاء الصحابة قد سبقوا أهل الظاهر في تمسّكم بظاهر النص، وأن هؤلاء الظاهرية، قد استدلوا بفعل هؤلاء الصحابة في أخذهم بظاهر النص، وعدم التفاتهم إلى القياس. ولا ينكر أحد أن الصحابة قد أخذوا بظواهر النصوص إلا من جهل سيرتهم، ولم يقف على آثارهم.

الخامس: هب أن الأمر محتمل –وأجزم وأقطع أن اللفظ لا تتضمن الطعن في الصحابة ولو سوّد وجهه بالمداد وسرق المقالات حتى ختم العداد- فلماذا التمسك باللفظ المحتمل المتشابه، وترك اللفظ البين الصريح في ثنائي على الصحابة بداء بالحث على رجوع إلى علومهم في صدر الكلمة، وانتهاء بالحث على اتّباع سبيلهم، وقولي في بيان فوائد الحديث: وفيه الرد على الروافض الذين جعلوا دينهم الطعن في الصحابة.
وهل هذه إلا طريقة أهل البدع في اتباع المحتمل المتشابه وترك المحكم الواضح، وصدق الله تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}.
فالرجل، ينظر بعين الحقد والحسد والسخط، ولكن عين العدل والإنصاف فهو عمى.

السادس: أن الإمام ابن القيم -رحمه الله- قال في سياق العبارة السابقة (إعلام الموقعين (1/156): «وهؤلاء سلف أهل الظاهر، وهؤلاء سلف أصحاب المعاني والقياس» ، فهذا يلزم منه أيضا على فهم العربي السقيم وجهله العقيم، الطعن في الصحابة، لأنه جعل الصحابة، سلفا للأصحاب القياس
وقد قال الإمام ابن القيم نفسه فيهم -أعني أصحاب القياس- في الإعلام (1/263): «وأما أصحاب الرأي والقياس فإنهم لمّا لم يعتنوا بالنصوص ولم يعتقدوها وافيةً بالأحكام ولا شاملةً لها، وغلاتهم على أنها لم تَفِ بعُشر معشارها فوسّعوا طرق الرأي والقياس، وقالوا بقياس الشبه، وعلّقوا الأحكام بأوصاف لا يُعلم أنّ الشارع علّقها بها، واستنبطوا عللاً لا يُعلم أن الشارع شرع الأحكام لأجلها، ثم اضطرّهم ذلك إلى أنّ عارضوا بين كثير من النصوص والقياس، ثم اضطربوا فتارة يقدّمون القياس، وتارة يقدّمون النصّ، وتارة يفرّقون بين النص المشهور وغير المشهور، واضطرّهم ذلك أيضا إلى أن اعتقدوا في كثير من الأحكام أنها شُرعت على خلاف القياس
فكان خطؤهم من خمسة أوجه:
أحدها: ظنّهم قصور النصوص عن بيان جميع الحوادث.
الثاني: معارضة كثير من النصوص بالرأي والقياس.
الثالث: اعتقادهم في كثير من أحكام الشريعة أنها على خلاف الميزان والقياس، والميزان هو العدل، فظنّوا أن العدل خلاف ما جاءت به من هذه الأحكام.
الرابع: اعتبارهم عللاً وأوصافًا لم يعلم اعتبار الشارع لها وإلغاؤهم عللا وأوصافا اعتبرها الشارع.
الخامس: تناقضهم في نفس القياس».

وقال في مختصر الصواعق (50): «ولا يعرض كلامه صلى الله عليه وسلم على آراء القياسيين ولا على عقول الفلاسفة والمتكلمين ولا أذواق المتزهدين».
وقد ذم السلف القياس وأبطلوه ونهوا عنه،قال أبو هريرة لابن عباس:« إذا جاءك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تضرب له الأمثال».
وقال ابن عباس: «من أحدث رأيا ليس من كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدر على ما هو منه إذا لقي الله عز وجل».
وقال ابن سيرين: «القياس شؤم، وأول من قاس إبليس فهلك، وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس».
وقال صالح بن مسلم: قال لي عامر الشعبي يوما، وهو آخذ بيدي: «إنما هلكتم حين تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس».
وغيرها من الآثار السلفية المروية في ذم القياس، وقد ساقها بأسانيده حافظ المغرب ابن عبد البر في كتابه «جامع بيان العلم» (2/1037) ونقلها الإمام ابن القيم في كتابه «إعلام الموقعين» (1/191 وما بعدها).
ولا شك أن الأخذ بظاهر النص أولى من الأخذ بالرأي، ومن نظر في المذاهب الفقهية، وأصولها، يدرك أن الظاهرية أشد المذاهب اتّباعا للنص من أصحاب الرأي، كما سيأتي توضيحه، ولا يخفى هذا إلا على من خفي عليه نور العلم، وبقي في حندس ودحمس، يتخبط، ويخلط.
فأي العبارتين أشد؟!فإن قال العربي: إن الصحابة قد استعملوا القياس.
قيل له: وأيضا قد أخذوا بظواهر النصوص، ولعل أخذهم بالظاهر كان أكثر من أخذهم بالقياس.

السابع: هب أن العبارة قد تضمنت الطعن في الصحابة، وأنه لم يقلها أحد من العالمين، وانفرد بها هذا العبد الضعيف، ألن يكفيك أن تحسن الظن بقائلها؟! وتلتمس له أدنى عذر، فلعله أخطأ ولعله سبق لسانه ...إلخ، وأنت تعلم أنه ليس رافضيا خبيثا، وأنه يعظم الصحابة ويترضى عنهم، ويرى وجوب اتباعهم، ولك أن تراجع كتابه «اختيارات الإمام ابن القيم الأصولية» في باب حجية قول الصحابي، بله أثنى عليهم في المجلس نفسه قبل أن يقوم من مجلسه، وينفض الغبار على ثيابه.
ألن يكفيك أن تنبّه على الخطأ نصحا لأخيك برفق وإظهار حسن نية بدلا من إثارة الفتنة، وملأ موقعك بالضجيج والهجيج، وتألبك وتثلبك، وتأليب حثالتك من تلاميذي العاقين المارقين الذين أعرف مستواهم أحسن منك، وتثليبهم ظلما وعدوانا؟!



النقطة الثانية:
دعوى التفريق بين أهل الظاهر وبين الظاهرية



قلت سابقا: إن الذي أجزم به أن العربي لم يكن يعلم أن العبارة هي مقتبسة من كلام ابن القيم رحمه الله، ولهذا فوجئ برد أخينا الفاضل بوفلجة، الذي أثلج صدور القراء كما قلت، إلا من أعماه الجهل، واتّبع هواه، حيث بيّن له أن العبارة لابن القيم رحمه الله، وذكر أعيان العلماء الذين وردت على لسانهم، وينضاف إليهم شيخنا ربيع حفظه الله، وكل من قرأ الكتاب ولم يعلق عليها.وبدلا من أن ينصاع الرجل للصواب، أعرض ونأى بجانبه، وراوغ وكابر، وأتى بثالثة الأثافي، قد يحتاج في بيان جهله نظم القوافي، وليته سكت، ومن صمت نجا، حيث فرق بين أهل الظاهر وبين الظاهرية، وما أجهل الرجل باصطلاحات أهل العلم! ولو أقسمت بأيمان مغلظة بجوار الكعبة، أني ما رأيت أحدا يدعي العلم أجهل منه، ما كنت حانثا، وقد ازددت يقينا على يقيني أنه أجهل من حمار أهله، وأضل من حمار الحكيم. والجواب عن هذا الهراء من وجوه:

أولها: من سلفه في التفريق بين أهل الظاهر وبين الظاهرية، فإن كان من اصطلاحه، فمن هو حتى يكون لكم قول؟! أم سلفه التكبر والمكابرة.

الثاني: ما ضابط التفريق بينهما؟ وهل معنى أهل الظاهر إلا من يتبع الظاهر ويأخذ به، وهم الظاهرية أنفسهم. قال في لسان العرب ماده «أهل»: وأهل المذهب: من يدين به. وأهل الإسلام: من يدين به.
وسموا أهل الظاهر لأخذهم بظواهر النصوص وادّعائهم أنها غير معللة، ونفيهم القياس. قال أبو زهرة في كتابه «ابن حزم حياته وعصره ...» (258) في معرض كلامه على داود بن علي الأصبهاني: «وإنه بإجماع العلماء أول من أظهر القول بالظاهر، ولذا يقول الخطيب البغدادي فيه: إنه أول من أظهر انتحال الظاهر، ونفى القياس في الأحكام قولا، واضطر إليه فعلا، وسماه دليلا.».

الثالث: أنّ التفريق بين أهل الظاهر والظاهرية، يلزم منه أيضا التفريق بين أهل القياس والقياسين، والتفريق بين الحنفية والأحناف والعلماء الحنفية وأصحاب أبي حنيفة؛ والتفريق بين المالكية والعلماء المالكية وأصحاب مالك، والتفريق بين الشافعية والشافعيين والعلماء الشافعية وأصحاب الشافعي؛ والتفريق بين الحنابلة والحنبليين وعلماء الحنابلة وأصحاب أحمد.
وكذلك يلزمه أن يفرق بين: أهل العلم والعلماء، وبين أهل الحديث والمحدثين وبين أهل الأصول والأصوليين وبين أهل التفسير والمفسرين وبين أهل اللغة واللغويين. وهل هذه إلا اصطلاحات أهل العلم، وتنوع عباراتهم؟! ولا يزالون قديما وحديثا، يعبرون تارة بلفظ: ذهب أهل الظاهر، وبه قال أهل الظاهر، وهو قول أهل الظاهر، ومرة يعبرون بلفظ: ذهب الظاهرية، وبه قال الظاهرية، وهو قول الظاهرية ونحو ذلك.
وليفرق العربي إذًا بين الظاهرية والظاهريين، والمذهب الظاهري.
وكذا في نسب: يفرق بين أهل الحجاز والحجازيين، وبين أهل مكة والمكيين، وبين أهل المدينة والمدنيين، وبين أهل العراق والعراقيين وبين أهل الشام والشاميين وبين أهل الجزائر والجزائريين وهلم جرا.
وهل هذا إلا جهل مطبق، وتفريق بلا مفرق، أوقع العربي في مفترق الطرق.
-وهل يفهم أحد عربي –غير العربي- من قول ابن عباس رضي الله عنهما: «وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجُحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم. قال: «فهن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن، ممن أراد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمن أهله، وكذا فكذلك، حتى أهل مكة يهلون منها». أن ذا الحليفة ميقات أهل المدينة وليس للمدنيين، وأن الحجفة ميقات أهل الشام، وليس للشاميين؛ وأن قرن المنازل ميقات أهل نجد، وليس للنجديين، وأن يلملم ميقات أهل اليمن، وليس لليمنيين، ومن كان دونهن فهو ميقات أهل مكة وليس للمكيين؟!

الرابع: قال الإمام ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (3/78): «وكيف يقدم اعتبار اللفظ الذي قد ظهر كل الظهور أن المراد خلافه؟ بل قد يقطع بذلك على المعنى الذي قد ظهر بل قد يتيقن أنه المراد، وكيف ينكر على أهل الظاهر من يسلك هذا؟ وهل ذلك إلا من إيراد الظاهرية؟»، وهذا نص صريح في عدم التفريق بين أهل الظاهر وبين الظاهرية من الإمام ابن القيم رحمه الله، فدع عنك هراء العربي وجهالاته.


(... يتبع)

رد مع اقتباس