عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 02 Jan 2011, 12:11 PM
هشام بن حسن هشام بن حسن غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 270
إرسال رسالة عبر MSN إلى هشام بن حسن إرسال رسالة عبر Skype إلى هشام بن حسن
افتراضي

وهذا كلام الشيخ الإمام المجدد المحدث : محمد ناصر الدين الألباني ـ تغمده الله برحمته ـ ( وهو موجود في الشريط رقم 595 من سلسلة الهدى والنور ) :

السائل:كثير من السلفيين يا شيخ يستخدمون الشدة ولا يستخدمون اللين، يستخدمون الشدة في غير موضعها ولا يستخدمون الرفق في موضعه، وليسوا قليل - نحن نقول كل الطوائف تفعل هذا- لكن ليس قليل، وأنا في سؤالي لا أقيس السلفيين على غيرهم من الطوائف الأخرى لا يهمني أمر الطوائف الأخرى، يهمني أمر السلفيين. كثير من السلفيين وليسوا قليل يصدون عن المنهج السلفي بأسلوب دعوتهم للناس وليسوا قليل هؤلاء، أنا قصدتُ من السؤال الذي يسجله الأخ محمد أن توجه نصيحة إلى من ابتلوا بالشدة وبضيق الصدر هذا هو المقصد من السؤال.

الشيخ:بارك الله فيك توجيه النصيحة ما يحتاج من واحد مثلي أن يوجه نصيحة والسلفيين وغير السلفيين يعلمون الآية التي ذكرناها آنفا:{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } ويقرؤون أكثر من غيرهم حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها حينما جاء ذلك اليهودي مُسلّما على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، لاوياً لسانه قائلا:السام عليكم، فسمعها السيدة عائشة هذا السلام الملوي فانتفضت وراء الحجاب حتى تكاد تنفلق فلقتين كما جاء في الحديث غضبا فكان جوابها: وعليكم السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير، أما الرسول فما زاد على قوله له:" وعليك " ولما خرج اليهودي من عند الرسول عليه السلام أنكر عليه الصلاة والسلام عليها وقال لها:" يا عائشة ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه " قالت:يا رسول الله ألم تسمع ما قال، قال لها:" ألم تسمعي ما قلتُ ".
فإذن السيدة عائشة التي رُبّيت منذ نعومة أظفارها في بيت النبوة والرسالة ما وسعها إلا أن تستعمل الشدة مكان اللين، فماذا نقول في غيرها من السلفيين - كما تقول - وهم لم يُربّوا في بيت النبوة والرسالة بل أنا أقول الآن كلمة ربما طرقت سمعك يوما ما من بعض الأشرطة المسجلة من لساني أو لا، أنه آفة العالم الإسلامي اليوم مقابل ما يقال بالصحوة الإسلامية هو أن هذه الصحوة لم تقترن بالتربية الإسلامية ما في تربية إسلامية اليوم. ولذلك فأنا أعتقد أن أثر هذه الصحوة العلمية سيمضي زمن طويل حتى تظهر آثارها التربوية في الجيل الناشيء الآن في حدود الصحوة الإسلامية، إنما هي تصرفات أفراد لكن هؤلاء الأفراد يعيشون تحت رحمة الله عز وجل فمنهم القريب، ومنهم البعيد، ولذلك فمن الناحية الفكرية والعلمية سوف لا تجد من يخاصمك ويخالفك في أن الأصل في الدعوة أن تكون باللين والموعظة الحسنة لكن المهم التطبيق، والتطبيق هذا يحتاج إلى مرشد، إلى مربي يربي تحته عشرات من طلاب العلم وهؤلاء يخرجون من يد هذا المربي مربين لغيرهم وهكذا تنتشر التربية الإسلامية رويدا رويدا بتربية هؤلاء المرشدين لمن حولهم من التلامذة. وبلا شك الأمر كما قال تعالى:{ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم }. ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الأمة الوسط لا إفراط ولا تفريط.

السائل:جزاك الله خيرا يا شيخ.

رد مع اقتباس