عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 14 Nov 2007, 03:24 PM
أبو أيوب نبيل شيبان أبو أيوب نبيل شيبان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: البويرة -الجزائر
المشاركات: 240
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أيوب نبيل شيبان إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أيوب نبيل شيبان
افتراضي

** السؤال السابع عشر:
جزاكم الله خيرا ً، وأحسن الله إليكم . هذا السائل يقول :-
ما الواجب على عوام السلفيين في دعاةٍ اختلف العلماء في تعديلهم ، و تجريحهم؟ سواءً علموا أخطائهم ، أم لم يعلموها ؟!!

أقــول لمعشر السـلفيين والسـلفيات - من بلغتهم مشافهةً هذه المحادثة مني، ومن ستبلغهم عبر من صاغوا الأسئلة، وألقوها علينا- أقـول :
أنصحكم -إن كنتم تحبون الناصحين- أن لا تقـبلوا شريطاً، ولا كتاباً- إلا- ممن عرفتم أنه على السنة مشهودٌ له بذلك؛ واشتهر بها، ولم يظهر منه خلاف ذلك.
وهذه قاعدة مطَّـرِدة في حياته، وبعد موته. فمن مات وهو - في ما نحسبه- على السنة، فهو عندنا عليها، ونسأل اللهَ أن يثـبِّـته عليها في الآخرة، كما ثبـته عليها حياً - آمـين - هذا أولاً.
ثانيا ً: إذا خفي عليكم أمر إنسان؛ اشتهرت كتبه، وأشرطته، وذاع صيته، فاسألوا عنه ذوي الخبرة به والعارفين بحاله؛ فإن السـنة لا تخفى ، ولا يخفى أهـلها؛ فالرجل تزكيه أعماله التي هي على السنة وتشهد عليه بذلك، ويذكره الناس بها حياً وميتاً .
وما تستَّـر أحدٌ بالسنة ، وغرَّر الناسَ به حتى التفوا حوله وارتبطوا به، وأصبحوا يعـوِّلون عليه ويقبـلون كل ما يصدر عنه، إلا فضحه الله سبحانه وتعالى، وهتك ستره، وكشف للخاصة والعامة ما كان يخفي وما كان يُـكِـن من الغش والتلبيس والمكر والمخادعة؛ يهيأ الله رجالاً فضلاء فـطنا حكماء أقـوياء جهابذة ذوي عـلم وكِـياسة وفقه في الدين، يكشف
الله بهم ستر ذلكم اللعاب الملبِّـس الغشاش .
فعليكم إذا بُـيِّن لكم حال ذلك الإنسان- الذي قد ذاع صيته وطـبَّق الآفاق وأصبح مرموقاً يشار إليه بالبنان- أصبح عليكم - واجباً- الحذر منه؛ مادام أنه حذَّر منه أهل العلـم والإيمان والذين هم على السنة، فإنهم : سيكشفون لكم - بالدليل- ولا مانع من استكشاف حال ذلك الإنسان الذي حذر منه عالم أو علماء- بأدب وحسن أسلوب - فإن ذلك العالم سيقول لك :- رأيتُ فيه كذا وكذا، وفي الكتاب الفلاني كذا، وفي الشريط الفلاني كذا، وإذا هي أدلة واضحة تكشف لك ما كان يخفيه، وأن ذلكم الذي طــبَّق صيته الآفاق، وأصبح حديثه مستساغاً، يخفي من البدع والمكر، ما لا يُـظهره من السنة .
وأمر ثالث : وهو أن من علم الخطأ وبان له، فلا يسوغ له أن يقلد عالماً خفي عليه الأمر .
وقد قدمت لكم - أمس - أن اجتهادات العلماء غير معصومة؛ ولهذا لا يجوز أن تُـتخذ منهجاً .
* * *

** السؤال الثامن عشر :
جزاكم الله خيرا ً، و أحسن الله إليكم . هذا سائل يسأل ويقول :
ما رأيكم في من يقول للشباب السلفي : إنكم حصرتم المنهج في هؤلاء المشائخ :"ربيع، عبيد، النجمي " وكيف نعتذر للعلماء الذين لا يتكلمون في المنهج ؟

أولاً :السـلفـــية هي عقيدة ومنهج .
* ولم يؤسسها أحد من البشر؛ فلم يؤسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- حين ناصره الإمام، الأمير محمد بن سعود- رحمه الله- ولم يؤسسها قبلهما شيخ الإسلام ابن تيميه،ولا من بينه وبينهما من أهل العلم والإمامة في الدين، بل ولم يؤسسها أتباع التابعين، بل ولم يؤسسها أئمة التابعين، بل ولم يؤسسها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، بل لم يؤسسها محمد صلى الله عليه وسلم ، فالسلفية هي الإسلام الخالص؛ الخالي من شوب البدعة، والشرك . هذه السلفية عقيدة ومنهج .
ومن جاء بعد النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، دعاة إصلاح وتبصير الناس بفقه هذه السلفية .
فالسلفية بالنسبة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم هي :فقه الكتاب والسنة على وفق فهم السلف الصالح .
* لأن السلفية وصفٌ لكل من مضى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم متبعاً أثره .
وهــم : أصحابه رضي الله عنهم، وأئمة التابعين، ومن بعدهم من أهل القرون المفضلة
وأسمِّي من التابعين ومن بعدهم على سبيل المثــال لا الـحـصر: " عروة ابن الزبير، والقاسم ابن محمد ابن أبي بكر، والشعبي: عامر ابن شَـراحيل، وأبو العالية الرِّياحي، وسعيد ابن جُـبير، وسعيد ابن الـمُسيِّب، وغيرهم..." .
ومن بعد التابعين " الأئمة الأربعة، والليث ابن سعد، والحـمَّادان، والسفيانان، وأبو عبيد القاسم ابن سلاَّم وأبو بكر محمد ابن إسحاق المعروف بابن خزيْـمة، وشعبة ابن الحجاج، وأصحـاب الكتب السـتة، وغيرهم ممن هو على الدرب ساروا " . فإن هؤلاء هم أئمة السلف وهم أئمة السنة والجماعة، والنظر في من جاء بعدهم فإن كان على مثل ما مضى عليه مَـن سمينا، وأمثالهم؛ فهو سلـفي عقيدة ومنهجاً . ومن شـذَّ حـُكـِم عليه بشذوذه، وأنه سلفي .
* ولهذا فإنه لا يجـوز قصر السلفية عقيدةً ومنهجاً على رجالٍ بأعيانهم في مكان أو زمان .
ولكن هنا أمران
- الأمر الأول : اعلموا أن أصحاب الأهواء - الذين يصطـادون في الماء العكر، ويسعون جاهدين إلى فصـل علماء أهل الحق عن عوام المسلمين، و خواصهم - يُـلقون شُـبهاً !
ومنها : إن فلاناً جرَّح فلاناً من الناس، فلماذا سكت عنه فلان! أو لماذا وثَّـقه فلان!.
ومنها : ما بال فلان وفلان ردوا على جماعة، أو أفراد، وسكت عنه الشيخ فلان، و الإمام فلان! وهكذا ، هذا الأمر الأول .
- الأمر الثاني : قدمت لكم الكلام عليه، لكن أعيده باختصار، أقـول :
من رد على مخطئ- سواءً كان هذا المخطئ مبتدعاً، أو غير مبتدع - ومن سـكت عنه : فإن هذا ليس محل خلاف عند المحققين -أبـداً- بل العبرة بمن تكلم ورد؛ لأنه رد بدليل وتكلم بدليل . وذاك إما لأنه لم يظهر له الأمر، ولم يتجلى له، أو أنه اكتفى بمن تكلم، وأحال عليه .
* * *
** السؤال التاسع عشر :
جزاكم الله خيرا ً، وأحسن الله إليكم . هذا سائل يسأل ويقول :
نود التفصيل في مسألة امتحان الناس ! وهل هي على إطلاقها ، أم أن هناك ضابط معين في هذه المسألة ؟
أنتم تعلمون معنى الامتحان! فلا داعي للكلام عليه .
وإنما الجواب على هذا السؤال من وجهين :
الوجه الأول : هـل يُـنهى عن امتحان الناس على إطلاقه ؟ هـل يُـطلـق النهي عن امتحان الناس ؟ فيقال لا يُـمتحن أحد! أو في ذلك تفصيل؟
والجــواب : أنه في ذلك تفصيل .
* فمن أُستُـريب في أمره، أو طُلب منه شيء ولم يظهر أعنده أهلية لما يطلب منه، أو لا، فإنه يـُمتحن . وكـذلك من أريدَ تزكيته، وكان في معزل عن الناس؛ فإنه كذلك يمتحن .
* ولا يــزال الناس على هذا، بل هم مضــطرون إلى قـبوله؛ فإن من أريد منه منصب، فإن ولي الأمر يـختبره هـــل عنده أهليه لهذا المنصب، أو لا!. ولا يزال الناس يتـساءلون عمن وفد عليهم، يتــساءلون عنهم ويسألون الوافد؛ من أين أتى، وإن كان يُـظهر علماً فعلى من درس؛ من هم أشياخه ؟.
* ومن الأدلة التي صحت بها السنة؛ وهو في ما يظهر في من خفي أمره، قصة معاوية ابن الحكم - رضي الله عنه- كانت له جـارية ترعى الغنم، فـعدى الذئب فاخـتطف شاةً منها، فلما جاء معاوية أخـبرته جـاريته الخبر، فلطمها، ثم جاء فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمر- وأظـنـه تأثـر لما صنع، ولامته نفسه- فتغير النبي صلى الله عليه وسلم لما سـمع من صـنيعه مع جـاريته فقال: يا رسول الله إن عليَّ رقبة، فـهل أعتقُها ؟ قال: جئني بها - أنظر أمؤمنة، أم لا- فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسألها : أين الله؟ قالت : في السماء، قال : من أنا؟ قالت : أنت رسول الله، قال : أعتقها؛ فإنها مؤمنة .
وهذا امتحان واختبار؛ لأن هذه ستكون حرة طليقة، وستكون من الأحرار في الإسلام، فلابد من إقامة شاهدٍ عليها من دينها؛ ولهذا سألها النبي صلى الله عليه وسلم هذا السؤال .
* كما أن القصة تدل على أمرٍ آخر؛ وهو :
أن السلف - رحمة الله عليهم- بدءاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يُـعنَون بغرز العقيـدة في الناشئة؛ من أبناءهم وأهليهم ورُعاتهم؛ فهذه جارية علمت الحق في الله سبحانه وتعالى،علمت من دين الله ما شهد لها به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها مؤمنة، هذه حجة على من يهـوِّن أمر العــقـيدة عقيدة التوحيد، ويقلل من شأنها، وعادة الناس يغفلون عن مثل هذه الجارية؛ لأنها راعية غنم، ومع هذا : ما أغفلها سيدها - رضي الله عنه- تبصَّرت منه في أمر العقيدة؛ في أمر التوحيد؛ الذي هو أصل الأصول .
الأمر الثاني :الذي عرفناه من سيرة أئمة السلف، أنهم يمتحنون الناسَ بفضلائهم، وعلمائهم .
فإذا وفدت عليهم وافدة من قطر سألوهم عن علمائهم؛ فإن أثنوا عليهم خيراً قربوهم وأحبوهم واستبانوا أنهم أهل سنة . وإن أثنوا عليهم شراً أبعدوهم وأبغضوهم ونفروا منهم .
* وقديماً قالوا : امتحِنوا أهل المدينة بمالك، وامتحنوا أهل الشام بالأوزاعي، وامتحنوا أهل مصر بالليث ابن سعد، وامتحنوا أهل الموصل بالمُعافى ابن عـمران .
وهؤلاء الذين قرر الأئمة امتحان الناس بهم، هم أئـمة بالسنة والعلم والإيمان .
فصاحب السنة : لابد أن يحبهم ويجلَّهم ويوقرهم ويظهِر الثناء عليهم وصاحب البدعة : لابد أن يظهر الشناعة عليهم .
وذكر بعض أئمة الدعوة - لا يحضرني اسمه الآن - أن الإمام أحـمد ابن حنبل- رحمه الله- لا يزال محنةً للناس؛ يعني يمتحن الناس بعضهم بعضاً به .
* وبهذا تعلـمون :
أن المبتدعة والضلال لا يُمتحن الناس فيهم؛ لأنهم ساقطون .
فأهل العلم والفضل وحُـذَّاق أهل السنة : ينفرون منهم .
وأما المنحرفون والمفاصلون للمنهج الحق فإنهم : يكرعون فيهم ويُشغَـفون بهم؛ لأنهم تلامذتهم .

رد مع اقتباس