عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10 Nov 2007, 11:36 AM
أبو أيوب نبيل شيبان أبو أيوب نبيل شيبان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: البويرة -الجزائر
المشاركات: 240
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أيوب نبيل شيبان إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أيوب نبيل شيبان
افتراضي

السؤال السادس :
أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم. هذا سائل يسأل ويقول:-
فضيلة الشيخ : متى يكون الهجر هجراً صحيحا شرعياً لأهل البدع ، وأهل المعاصي؟ متى يكون ذلك حتى يتحقق الغرض الشرعي من هذا الأصل العظيم؟

أولاً :الهجر هو الأصل، ممن قدر عليه، وكان مطاعاً؛ يأتمر الناس بأمره، وينتهي بنهيه ، هجر أهل البدع، وهجر أهل المعاصي- هذا هو الأصل- حتى يعود إلى رشده، ويراجع الحق.
- لكن إذا كان هذا الشخص غير مطاع، والكفة الراجحة لذلك المبتدع، فهنا لا تدعوا إلى الهجر، ولا تأمر به.
-
لكن لك أنت أن تحذره؛ فلا تـزوره، ولا تستزيره، ولا تحـضر مجالسه، فإذا سُئلت قل لا آمنه على ديني لا آمنه على نـفسي.
وقد قدمت لكم أول الكلـمة، أظـن في أول سؤال، أو في ثاني سؤال، ولعله تـكرر، أن أهل السـنة يراعون المصلحة؛ ينظرون في المصلحة، والمفسدة؛
فإذا كانت المصلحة راجحة في هجر المبتدع وزجره والتحذير منه، هجروه وزجروه وحـذَّروا منه وهجروه وإذا كانت المفسدة أرجح والناس يتألـبون على أهل السنة، فإنهم لا يهجرونه يكتفون بالرد العلمي.
ولهذا أقول لكم يا أيها المستضـعفون من أهل السنة
اعتصـموا أنتم بالسـنة ، ولا تجادلوا هؤلاء، ولا تخاصموهم؛ اضربوا عنهم صفحاً؛ إذا كان أئمتكم هؤلاء فصلوا معهم ثم اخرجوا ولا تهيجوا عوام الناس ورَعاع الناس والذين ليس عندهم فقه في الدين عليكم
.
* * *
** السؤال السابع :
أحسن الله إليكم، وبارك فيكم. هذا سائل يسأل ويقول:- ما قولكم حفظكم الله في من يقول: أجالس صوفياً أخلاقه حسنة ، أفضل من أن أجالس سلفياً أخلاقه سيئة ؟!
أولاً : لا أظن أن سلفياً تشربت عروقه بالسنة، وخالطت بشاشتها قلبه - أبــداً - لا يقول هذا.
فالسلفي يبتعد من المبتدعة، الصوفية، وغيرهم، وينحاز إلى أهل السنة.
ولكن ننظر في موجب القول والقائل ، فإذا كان القائل من أهل التحزب، والحركيـين ، فليس هذا بغريب عليهم؛ لأنهم ينطـلقون شاؤا، أم أبـوا من قاعدة :- نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.!!؟!!
وإن كان صاحب سـنة، لكنه حزَّ في نفسه شيء؛ لما يرى من جفاء إخوانه عليه، وغلظتهم عليه غلظة يرى أنها زادت عن حدها، فهذا ما أظنه قالها إلا للزجر ولشدة العتاب، فهذا يجب على إخوانه أن يتعاملوا معه برفق، وأن يحسنوا صحبته لاسيَّما إن كان ذا جاهٍ كبير، ومكانة مرموقة في الناس.
فحسن الصحبة واجبة بين أهل السنة؛ من سَعة الصدر، والصبر، والملاطفة، وقد أردُّ على سني، ويـردُّ عليَّ، وأشـتدُّ عليه فيما بينه، ويشـتدُّ علي، لكن لا على سبيل التشهير، لا أشــهِّر به، ولا أجعــله عرضة لحديثي في المجالس الخاصة والعامة، فلـو سئلتُ عن قـول فلان في كذا، أقـول: أخطـأ؛ الصواب خلاف ذلك، وفلان أعرف عنه أنه صاحب سنة، لكنه ما وفِّق في هذا.
فتفطنوا بارك الله فيكم - إلى الحال والمقال ومـا يوجب المقال ، فـإن - كما يقولون - لكل مقامٍ مقال.
* * *
** السؤال الثامن :
جزاكـم الله خيراً ، وأحسن الله إليكم ، وهذا سائل يسأل عن الفرق بين العقيدة والمنهج؟ وهل بينهما خصوص وعموم أم لا ؟
العقـيدة هي :
ما تعتقده تديناً في الله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخـر، والقدر خيره، وشـره، وما يستــتبع ذلك من تصـديق خبر الله، وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، في الماضي والمستقبل، ومن ذلك نعيم القبر وعذابه والحوض - حوض النـبي صلى الله عليه وسلم - والميزان وغير ذلك، هذه العقيدة، وكذلك يتبع هذا تنزيل الأولياء والصالحين،الذين هم أولياء لله متقين لله، أهل سنة، وأئمتهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،وآل البيت منهم خاصة، وأئمة التابعين ومن بعدهم، فتنزلهم منازلهم من غير غلو، من غير إفراط،ولا تفريط، وتتولاهم محبةً في ذات الله سبحانه وتعالى.
والمنهـج هو :
الطريق الذي يسلكه المرء في دعوة الناس إلى الله عز وجل .
وقاعدته : الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح .
واعلموا أن العقيدة والمنهج متلازمان
وما أحسن ما قال البربهاري- رحمه الله- (اعلم أن الإسلام هو السنة،وأن السنة هي الإسلام ) ، فالعقيدة والمنهج لا يختل أحدهما إلا من خلل في الآخر؛ فالخـوارج لما اختـل منهـجهم وكـفَّـروا بالكبـيرة وحكموا على مرتكبها في الدنيا بأنه كـافر حلال الدم والمال، وتوصلوا من هذا إلى سبي نسائهم وذراريـهم من خلل في عقيـدتهم؛ كذَّبوا النصوص الصحيحة الثـابتة عن النـبي صلى الله عليه وسلم في أن المـعاصي لا تسلب الإيمان بالكلية وإنما تسلب كماله، ولهذا هم ارتكبوا- مع هذا- تكذيباً آخر؛ فكحموا على مرتكب الكبيرة إذا مات بأنه خالد مـخلد في النار.
والمعتـزلة قالوا إنه في منزلة بين منزلتين ! لا مـؤمن ولا كافر! خـلاف ما شـهدت به النــصوص من آي التـنزيل وصحـيح السنة عن النبي صلى الله علـيه وسلم، ووافـقوا الخوارج في من مات على كبيرة من الكبائر.
وهكذا والمرجئة الغُلاة الذين يقولون : الإيمان هو مجرد التصديق أو يقولون القول، أو التصديق مع القول، حاصل عقيدتهم بل هم يـقررونه : لا يــضر مع الإيمان ذنب! كما لا ينفع مع الكفر طاعة! فانظروا التناقض؛ لا ينفع مع الكفر طاعة هذا صحيح،لكن المَقيس فاسد؛ لايضر مع الإيمان ذنب! إذاً يستوي عندهم السِّكير العِربيد الفاجر،مع البَر التقي الصائب المصلي! هذا خـلل في العـقيدة وخـلل في المنـهج، فهم يـوالون ويـعادون في هذه العقائد الفاسدة، وأهل السنة لا يـوالون ولا يعادون إلا في الله سبحانه وتعالى. فلا تـغرنَّـكم شواذ العبارات، ولا بُنـيَّات الطريق.
فالعقيدة والمنهج الذي هو طريق الدعوة إلى الإسلام الخالي من شوب الكفر ومن شوب البدع ومن المعاصي المنهج الصحيح لا يخالف العقيـدة الصحيحة - أبــداً- فالإسـلام، أو الدعوة إلى الإسـلام على منـهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوم على عقيدة صحيحة ومنهج سديد صحيح.* * *
** السؤال التاسع :
جزاكم الله خيراً ، وأحسن الله إليكم. هذا سائل يسأل ويقول:-
متى يكون الإنسان مؤهلاً لأن ينكر المنكر؟!

أولاً : يا بني اعلم أن المنكر على ثلاث مراتب؛ جاءت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال)من رأى منكم منكراً فليغيره بيده( هذه المرتبة الأولى. )فإن لم يستطع فبلسانه(وهذه المرتبة الثانية، )فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان( وهذه المرتبة الثالثة .
ولا أدري ما تريد بقولك : متى يكون مؤهلاً! لكن أقول لك شيئين :-
أولاً :الإنكار بالقلب هذه جميع عباد الله مؤهلون لها، لا يعجز عنها أحد.
وأما المرتبتان الأوليان : التغيير باليد، والتغيير باللسان :
فالأولى : لمن قدر، وأمن المفسدة التي هي أكبر من تغييرالمنكر.
والثانية :لأهل العلم؛ الذين يحسنون البيان، ويـبيـنون للناس الحق،ويحذرونهم من الباطل، يأمرونهم بالحلال بالدليل، وينهونهم عن الحرام بالدليل، يدعونهم إلى السنة بالدليل، وينهونهم عن البدع بالدليل بالحكمة، والموعظة الحسنة، وإن دعا الأمر جادلوا بالتي هي أحسن .
والأمر الثاني : اعلم أنه إذا ترتبت على تغيير المنكر مفـسـدة أكبر منه كان منـكـراً، كان تغييره منكراً.
ولهذا- والله أعلم- قال صلى الله عليه وسلم (من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يبدهاعلانيـة، وليخلو به ، وليأخذ بيـده ، فإن قـبـلها قبــلها ، وإن ردَّهــا كان قد أدى ما عـلـيه) رواه ابن أبي عاصـم وغـيره، عن عياض بن غُـنْم - رضي الله عنه - وهو صـحيح بمجـموع طرقه. وقد صحـحه العـلاَّمة، الإمـام، المحدث في هذا العصر بلا منازع، الشيخ: " ناصر" - رحمه الله -. فتفطنوا - بارك الله فيكم - في بعض الأحيان لا تستطيع أن تنكر منكراً، فيبقى عليك الإنكار بالقلب.

رد مع اقتباس