عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08 Nov 2007, 02:27 PM
أبو أيوب نبيل شيبان أبو أيوب نبيل شيبان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: البويرة -الجزائر
المشاركات: 240
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أيوب نبيل شيبان إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أيوب نبيل شيبان
افتراضي

** السؤال الثاني :
أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم. هذا سائل يسأل ويقول :-
كيفية التعامل مع أهل البدع ، والأهواء من الجانب الديني ، والدنيوي ؟
أولاً : أهل السنة عندهم ميزان مستقيم، ومنهج سليم؛ فهم يبغضون البدع، ويستنكرونها، وكذلك يبغضون المبتدعة الذين يدعون إلى بدعهم، وينافحون عنها، وينشرونها، بما أوتوا من قوة، وما استـطاعوا من وسيلة ويحذرون منهم، ومن مجالستـهم، ومن مجادلتـهم، ومن ذلك ما رواه ابن بطة في ( الإبانة الكـبرى ) عن أيوب السِختياني قال: قال لي أبو قِلابة:- يا أيوب احفظ عني أربعة : ( لاتقل في القرآن برأيك، وإياك والقدر، وإذا ذكِر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأمسك، ولا تمكِّن أهل الأهواء من سمعك فينـبذوا فيه ما شاؤا - أو قال - يقرُّوا فيه ما شاؤا) وروى عن مصعب بن سعد - رحمه الله، رحم الله الجميع- قال:- )لا تجالس مفتوناً ؛ فإنه لن يُخطِئك منه إحدى اثنتين؛ إما أن يفتنك فتتابعه- أو قال- فتتبعه، أو يؤذيكقبل أن تفارقه( والنقل عن هؤلاء الأئمة بدءاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من أئمة التابعين يحذرون هذا التحذير، وينكرون هذا النكير الشديد؛ لأن المقصود : تصفية السنة من البدع والمحدثات في الدين، ووقاية أهل السنة من خطر المبتدعة؛ ولـهذا هم يـفـرقـون بين المبتدع الداعية، وبين الساكت؛ لأن الساكت لا يضر أحداً، يضر نفسه .
وكان أهل السـنة على هذه الشـدة، وهذه القوة على أهل البدع، والضلالات حينما تكون لهم الشوكة، والكفة الراجحة، فإنهم يتصدون للبـدع وأهلها بكل قـوة.
كما أنهم إذا كانوا ضعفاء؛ لا حول لهم و لا قوة، والشوكة للمبتدعة، والصـولة لهم، والكـفة الراجحة لهم فإنهم ينتهجون الحكمة، ويكتفون بالتحذير من البدع، والمحدثات في دين الله.
فاللهَ الله، يا أبـنائنا في المغرب العربي، في جـميع أنحاء المسلمين، إياكم، ثم إياكم أن تخالفوا هذا المنهج عليكم بالحكمة؛ فإن سلفكم يستعملون الشدة حين لا تنفع إلا الشدة، وتكون لهم قـوة، ويستعملون الرفق حيث لا ينفع إلا الرفق، وعلى هذا يخرَّج قول ابن سيرين، وغيره من الأئمة- رحمة الله عليهم-
) يا أهـل السـنة ترفـقـوا ؛ فإنـكم أقـل النـاس ( ، هذا أول ما أوصيكم به.
ثانياً : أوصيكم يا أبنائنا في المغرب العربي، ويا أبـنائنا من المسلمين الذين تصل إليهم هذه الرسالة المسجلة أوصيكم بالإقبال على العلم الشرعي، والعلم الشرعي ما هو؟
هو فقه الكتاب والسنة وفق سيرة السلف الصالح ومما أوصيكم به :
* كتب العقائد التي ألفها أئمة السلف مثل : لسنة لعبد الله بن الإمام أحمد و السنة لابن أبى عاصم، والسنة للخلال، والتوحيد لابن منده، والإيمان له، والتوحيد لابن خزيْمة و الإبانة الـكبرى لابن بطـة العُكبري، وشرح أصول السنة للالكائي، ومكتبة شيخ الإسلام ابن تـيميه، ومكتبة شيخ الإسلام -تلميذه- ابن القيم، ومكتبة شيخ الإسلام المجدد الثالث في هذه الجزيرة -حسب ما علمناه :شيخ الإسلام مـحمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وما شاكلها من الكتب التي نقلت لنا أصول الدين، وفروعه نقلاً مأموناً، موثوقاً.
* ومن كتب الحديث :- الكتب الستة- ومعروفة- ومسند الإمام أحمد، وسنن الدارِمي، وموطأ الإمام مالك، وسنن الدارقطني، ومستدرك الحاكم، وصحيح ابن حبان، وما شابهها من كتب الحديث التي تلقاها الأئمة بالقَبول .
* ومن كتب التفسير :- تفـسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير، وتفـسير ابن أبي حـاتم- الموجود منه- وتـفسير البغوي، وتفسير القرطبي : هو جيد في اللغة، والفقه، أما في العقيدة فالذي ظهر لي أنه عنده تأويلات ينبغي أن يُتَفطن لها، وكذلك تفسير ابن سعدي، وهو علامة معاصر- رحمه الله -.
* ومن كتب الفـقه :- المختصرات عندنا : عمدة الفقه لابن قدامة، ومنهاج السالكين لابن سعدي، ومنار السبيل لابن طُـوِيَّان. والمطولات منها: المغني لابن قدامة، والـمجموع للنووي، والـمُدوَّنـة لسحنون في المذهب المالكي- رحم الله الجميع- وغيرها كتب كثيرة .
وكذلك أحذركم من الكتب الفكرية، وعلى رأس ما نحذر منه كتب الغزالي المصري السقا، وكتب يوسف بن عبد الله القرضاوي - المقيم في قطر- وكتب سـيد قطـب، لاسيما ’ معالم في الطريق ‘؛ فإنه ينضح بالتكـفير وتفـسيره، فإنه مليء بالضلالات، وكـتبه كلها ضـلال، وكتب النـدوي، وكتب المـودودي،وكتـب جميع الإخوان؛ فإنها حرفٌ أو انحراف بالمسلم من السنة إلى البدع، والمحدثات إذا تتلمذ عليها، وجعل ما فيها ديناً يدين لله به.
وثالثاً : عليكم ملازمة أهل العلم الذين عرفتم، وعرف الناس غيركم منهم الاستقامة على السنة، ومناصرتها ومناصرة أهلها، والذب عنها، والذب عن أهلها، من كان حياً فلازمـوه بالجلوس عليه، وبالأخذ من كتبه إن لم تستطيعوا، أو أشرطته، ومن كان ميتاً فمن ما خلَّفه من الكتب المفيدة، التي تركها وهو على السنة إن شاء الله تعالى

رد مع اقتباس