[مراد قرازة]

توضيح وبيان
وفيه مسائل مهمة :
1- الذي يجب أن يستحضره القارئ لهذا المقال أنّه ردّ وليس بتأصيل ، والفرق بينهما واضح ، من حيث أنّ الأوّل يراد به حصر الموضوع وجمع مباحثه ، بينما يقتصر الثاني على بيان الغلط وموضع المخالفة ، وربما يكون فيه شيء من الإلزام ممّا يحتمله الكلام ولا يقصده أحد الطرفين
فالإلزام يكون لبيان التناقض لا لبيان المراد
2- الذي يظهر من خلال ما خطّه هذا النّجار في كلا مقاليه ، أنّه ركّز على مخالفة المشايخ للاصطلاحات والتقسيمات العلمية ، التي يوردها ، وحاول الزام المشايخ بما يعتقده هو من اصطلاحات وتقسيمات ، والمعلوم عند من شمّ رائحة العلم أنّ الذي يلزم صاحبه من الكلام هو الألفاظ الشرعية وليس الاصطلاحات العلمية – على ورود بحث طويل عريض في مسألة الإلزام باللّفظ دون النّية والقصد أو السياق ، أو القرائن وليس هذا موضعه –
3- ما قصدته ورميت إليه من خلال هذا المقال هو إفهام هذا النّجار أنّ للعلماء في استعمالاتهم لهذه المصطلحات والتقسيمات معان أخرى غير التي يحاول أن يلزمهم بها
4- الذي أعتقده وأحسبه عقيدة أهل السنة في مسألة السمع والبصر ما يلي :
أ – أنّ السمع والبصر صفتان ملازمتان للذّات لم يسبقهما عدم ولا يلحقهما عدم
ب - أنّ للسّمع والبصر متعلّقات أزلا وأبدا ، ولا يعني هذا إثبات مخلوق قديم أزلي ، كما هو مبيّن في مسألة بدء الخلق المشهورة
ب - أنّ السمع والبصر ليسا شيئا واحدا ، ولا متعلقهما واحد ، بل أنّ الله عزّ وجل ّ يسمع الكلام حين ينطق ، ويرى الحادث وقت حدوثه
د - أنّ السمع والبصر من الصفاة الضّرورية ، الثابتة بالعقل والنّقل ، وأنّ نفيهما عن الله عزّ وجل نقص محض
وقد وقعت في المحذور بإطلاق الإنكار لما لم أدرك حقيقته ولم أستطع على ضعفي تصوّره ، وقد حذفت كلّ ذلك من المقال ، وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه
ولو عرض كلّ هذا الكلام على العلماء لكان أولى ببيان الحق فيه والله اعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم