عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10 Feb 2016, 01:24 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

بارك الله فيك ونفع بك:
لابد وأن ندرك الفروق بين إطلاقات أهل العلم السلفيين وتحمل على المحمل الحسن؛ استنادا إلى أصل العالم السلفي في هذا الباب.
فالصفات الاختيارية هي أعم من الصفات الفعلية فيما يظهر والله أعلم:
فيدخل فيها الصفات الفعلية: وهي على قسمين:
صفات فعلية متعدية كالخلق والرزق, فهذا تتعدى إلى مفعول.
صفات فعلية لازمة كالاستواء والنزول والمجيء وهذه لا تتعدى إلى مفعول
والفعل المتعدي مستلزم للفعل اللازم؛ فإن الفعل لابد له من فاعل, سواء كان متعديا إلى مفعول أم لم يكن, والفاعل لابد له من فعل سواء كان فعله مقتصرا عليه, أو متعديا إلى غيره...
ويدخل في الصفات الاختيارية:
الصفات الاختيارية التي هي من باب الأقوال والكلمات: كالكلام ونحوه.
والصفات الاختيارية التي من باب الأحوال: كالفرح, والغضب, والإرادات, والرضا, والضحك.
والصفات الاختيارية التي من باب العلوم والإدراكات: كالسمع, والبصر, والعلم بالموجود بعد العلم بأنه سيوجد...
انظر: درء التعارض(4/23) ومج(2) ص(3 فما بعد).
فإذا وجدنا أهل العلم السلفيين يطلقون على السمع, والبصر, والعلم, والقدرة أنها صفات ذاتية لا فعلية, ليس معنى هذا أنها لا تتعلق بمشيئته وقدرته, أو أنها لا تتعلق بالغير, أو أنه لا يتجدد له وجه السمع, والبصر, عند وجود المسموعات والمبصرات, فلا أحد منهم يمكن أن يقول أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام في الأزل بكلام قديم, ولم يكلمه لما جاء لميقات ربه, بل الشجرة هي التي كلمته, ولا أحد منهم يقول أن الله تعالى سمع كلام المجادلة بكلام قديم في الأزل, وأنها لما جاءت تجادل عن زوجها لم يسمعها بسمع متجدد بل سمعها في الأزل, فهذا مخالف لأصل الكتاب والسنة مخالفة ظاهرة بينة.
فليس معنى هذا أنها لا تتعلق بمشيئته وقدرته, أو أنها لا تتعلق بالغير.
والله أعلى وأعلم
فهذه مسائل دقيقة خطيرة المزلق, فلا يتكلم فيها طالب العلم إلا بعلم, أو ليحل ذلك إلى العالم بها الخبير.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز بوفلجة ; 10 Feb 2016 الساعة 01:48 PM