عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 Feb 2016, 11:15 AM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أحسن الله إليك أخي مراد وبارك فيك وفيما خطَّت يمينك.
مقالة محكمة رفع الله مقامك زادك من فضله.
بقيت مسألة واحدة تحتاج إلى بيان وهي أنَّ شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله عدَّ صفتي السَّمع والبصر من الصِّفات الاختياريَّة المتعلِّقة بمشيئة الله وقدرته، وهذا هو منشؤ الشُّبهة عند المتهوِّر، والجواب عن هذا أنَّ ضابط الصِّفات الاختياريَّة عند شيخ الإسلام رحمه الله هو كل ما حدث بعد أن لم يكن، كما صرَّح به في "رسالة الصِّفات الاختيارية" (ضمن "مجموع الفتاوى" 6 /244)، فسمعُ الله تعالى لعينِ كلام المتكلِّم بعد تكلُّمه به حَدَثَ بعد أن لم يكن، وعلى هذا فهو صفةٌ اختيارية يتجدَّد اتِّصاف الله تعالى بها بعد كلِّ كلام يسمعه الرَّبُّ تبارك وتعالى، فهذا وجه عدها من الصفات الاختيارية المتعلقة بالمشيئة، لكنَّها من وجهٍ آخر صفة ملازمة للذَّات، لا تنفكُّ عنها، فهذا ـ مع اعتبار أنَّه لا يلزم من تجدُّدها أن تكون صفةً فعليَّةً ـ هو وجهُ عدِّها صفةً ذاتيَّة، وإنَّما يكون من يعدُّها صفةً ذاتيَّةً موافقًا للأشعريَّة لو التزم أنَّ الله تعالى يسمع الأصوات بسمعٍ قديمٍ لا يتجدَّد الفعلُ ولا تعلُّقه الوجودي، وهذا ما غفل عنه المتهوِّر فأوقع نفسَه فيما أوقعها فيه، فكان حاله كمن غَرَسَ ساقين خفيفتينِ في الرَّمل ظانًّا بذلك أنَّه يتصدَّى للأمواج العاتية.
والمرء قد يكون في سِترِ الله وعافتيه فيأبى إلَّا أن يُفتَضَح، فنسأل الله السِّتر والعافية وسلامة العاقبة.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 10 Feb 2016 الساعة 11:22 AM