عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12 Jun 2018, 03:22 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي [ صوتية وتفريغها] التفصيل في مسألة الفأل الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جاك الله خيرا وبارك فيك،سؤال آخر يقول:نود نك جزاكم الله خيرا،تفصيلا في مسألة الفأل،وهل هو محصورا في الكلمة الطيبة فقط؟ أم يتعدى إلى غيرها؟ وما الفرق بينه وبين التطير؟



الشيخ:الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الفأل الذي جاء به حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،المبين لحقيقته والذي لا شك ولا ريب يختلف عن التطير،لأن التطير متعلق باعتقاد القلب،أما الفأل هو باعث من بواعث الخير،يلحظه صاحبه إما في كلمة طيبة يسمعها،سواء كان اسم من الأسماء يخرج من بيته ويسمع يا راشد مثلا ولا يا رابح،يقول هذا فيه يعني هذا الاسم بالنسبة له فأل حسن يعني يتفائل به،ولهذا قال ابن الأثير عليه رحمة الله:التفائل مثل له مثل أن يكون الرجل مريض قال،فيتفائل بما يسمع من كلام،يسمع مثلا :يا سالم،أو يكون طلب ضالة فيسمع آخر يقول :يا واجد،فيقع في ظنه المريض أنه يبرأ من مرضه، والآخر أنه يجد ضالته.
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم،يعجبه هذا الأمر،"يعجبني الفأل الصالح الكلمة الحسنة"،قال عليه الصلاة والسلام كما جاء في حديث أنس الذي في الصحيحين.
ولهذا كان من هذا الباب ما يدل عليه فعل النبي صلى الله عليه وسلم،أو ما يدل على هذا من سنته الفعلية،أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُغير الأسماء،إذا سمع اسما قبيحا غيره إلى اسم حسن،تفاؤلا بالخير،بخلاف بخلاف،وهذا ليس شرطا كما ذكر السائل أن يكون بالكلمة الحسنة يسمعها،قد يكون وهذا في الغالب بالكلمة الحسنة يسمعها،ولكن قد يكون في غير ذلك،قد يقرأ شيئا طيبا قد يرى شيئا طيبا،يتفائل به.
يعني يظن أن هذا فيه خير،وأنه يُفتح له باب من أبواب الخير بخلاف التطير،التطير شيئ متعلق بالقلب ولهذا صاحبه يكون قد عزم على أمر،ثم لما يرى أو يسمع ما تطير به،صرف النظر عن ذلك الأمر،وامتنع منه لاعتقاد أن هذا سيكون فيه شر عليه،فهو متعلق بالقلب وإذا كان الأمر كذلك فهذا يقدح في حسن توكله،وفي صدق إيمانه بربه،لأن من إيماننا بالله جل وعلا،أننا نعتقد أن الضر والنفع بيد الله،فإذا جعلناه أو اعتقدنا خلافه،اعتقدنا الضر والنفع بيد غير الله جل وعلا،هذا يقدح في ايماننا،وفي توحيدنا لربنا تبارك وتعالى.
وهذا كان في الجاهلية،كان أحدهم إذا خرج من بيته ورأى مثلا طائرا أسود،تطير به ولهذا سمي لأجل هذا الأمر،رجع ولم يخرج ولم يسافر أو لم يتكسب ذلك اليوم،تطيرا مما رآه،أو قد يسمع كلاما يدل على مثل هذا سيئا،فكذلك يُحجم عن الفعل أو السفر لأجل ذلك.
فهذا إذا متعلق بالإعقاد،وهذا لنعلم أن أمر التوحيد وتخليص التوحيد من كل شائبة من شوائب الشرك،هذا أمر مطلوب،وأمر عظيم عند الله تبارك وتعالى،حتى في هذا الأمر.
فالفأل شيئ حسن كان يُعجب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،والتطير اعتقاد قبيح كان عند أهل الجاهلية،ونهاهم عنه نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم،وبين ضرره ومفاسده،نسأل الله جل وعلا العفو والعافية.
هذا والله جل علا أعلم،جوابا على هذا السؤال.



انتهى
ـــــــــ


تفريغ أم صهيب السلفية

مصدر التفريغ


https://www.youtube.com/watch?v=e9v-w28NVTI

رد مع اقتباس