عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24 Jan 2015, 02:41 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي رسالة إلى خنفساء ( قصيدة )

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على أشرف الخلق أجمعين ، وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين ، وصحابته الغُرَّ المحجّلين ، وعلى من تبعه واقتفى أثره واستنّ بسنّته إلى يوم الدّين .. أما بعد
لقد كان الدّافع بي إلى نظم هذه القصيدة هو تجرّؤ تلك المرأة (الخنفساء) ، القاطنة بمدينة (سوكيكداء) - حرسها الله وطهّرها من كلّ رجس - ، على سبّ الصّحب الكرام ذات مساء ، وعلى رأسهم الشّيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، وكان ذلك في بيت من بيوت الله ، يوم الجمعة ، والله المستعان ، هذا ما حملني - على قلّة بضاعتي - أن أكتب ما كتبت يومها ردّا عليها ودفاعا عن الصّحب الكرام عليهم الرّضوان ، وقد لقّبت هذه المرأة بالخنفساء تحقيرا لشأنها ، وتعريفا لها بقدرها ، وقد جعلت القصيدة على شكل حوار في اثنتين وثمانين بيتا على بحر المتقارب ، وأحببت اليوم عرضها على إخواني في هذا المنتدى الطيّب المبارك ، لعلّي أستفيد من توجيهاتهم ونصائحهم ، و حتّى تعمّ الفائدة أكثر ، والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

رِسَـالَـةٌ إِلـَــــــــى خُنْـفُـسَــاءْ
( دفاعا عن الشّيخيـن أبـي بكر و عمر رضي الله عنهما )

لَقَدْ حُقَّ يَا إِخْوَتَاهُ البُكَاءْ *** لِمَا قَدْ سَمِعْنَاهُ ذَاتَ مَسَاءْ
يُسَبُّ الصَّحَابَةُ فِي المَسْجِدِ *** أَمَامَ المُصَلِّينَ دُونَ حَيَاءْ!
أَشَيْطَانَةَ الرَّفْضِ فَلْتَخْسَئِي *** صَحَابَةُ أَحْمَدَ شُهْبُ السَّمَاءْ
سَيَبْقَى الصَّحَابَةُ مِثْلَ النُّجُومِ *** وَتَبْقَيْنَ فِي التُّرْبِ يَا خُنْفُسَاءْ
عَقَقْتِ الجَزَائِرَ - يَا وَيْحَكِ - *** وَمِنْكِ سَتَبْرَأُ (سُوكَيْكِدَاءْ)
سَبَبْتِ وَزِيرَيْهِ صِدِّيقَ بِرٍّ *** وفَارُوقَ دِينٍ أَشَرَّ النِّسَاءْ
لِسَبِّ أَبِي بَكْرَ تَأْسَى القُلُوبُ *** وَسَبُّ أَبِي حَفْصَ يُبْكِي البُكَاءْ
<><><>
فَمَنْ بَايَعَ المُصْطَفَى مِنْ صِحَابٍ *** قُبَيْلَ أَبِي بَكْرَ لَيْسُوا سَوَاءْ؟
وَمَنْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ فِي هِجْرَةٍ *** وَحِيدَيْنِ فِي وَحْشَةٍ واخْتِفَاءْ؟
وَمَنْ بَذَلَ المَالَ لَمْ يُبْقِهِ *** وَلَمْ يَخْشَ فَقْرَهُ بَعْدَ الثَّرَاءْ؟
أَبَا بَكْرَ مَا قَدْ تَرَكْتَ ِلأَهْلٍ*** تَرَكْتُ الرَّسُولَ وَرَبَّ السَّمَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَمَنْ قَدْ فَدَى المُصْطَفَى عِنْدَ غَارٍ؟ *** فَنِعْمَ المُفَدَّى وَنِعْمَ الفِدَاءْ
فَهَا هُوَ يَدْخُلُ قَبْلَ النَّبِيِّ *** إِلَى الغَارِ يَنْظُرُ هَلْ مِنْ بَلاَءْ
يَنَالُهُ شَتَّى الأَذَى وَالسُّمُومِ *** فَبِاللهِ كَمْ قَدْ رَأَى مِنْ عَنَاءْ!
يَنَامُ الرَّسُولُ عَلَى حِجْرِهِ *** كَنَوْمِ الصَّبِيِّ عَلاَهُ العَيَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَقَالَ قُرَيْشٌ سَتُدْرِكُنَا *** وَعَنَّا سَيُكْشَفُ هَذَا الغِطَاءْ
أَجَابَ الرَّسُولُ بِأَلاَّ تَخَفْ *** فَرَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعاءْ
أَبَا بَكْرَ مَا قَدْ تَظُنُّ بِنَا *** وَثَالِثُنَا مُسْتَوٍ فِي السَّمَاءْ؟
أَبَا بَكْرَ أَقْبِلْ وَلاَ تَخْشَهُمْ *** وَأَبْشِرْ فَهِجْرَتُنَا فِي مَضَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَمَنْ نَكَحَ المُصْطَفَى بِنْتَهُ *** بِأَمْرٍ مِنَ اللهِ رَبِّ السَّمَاءْ؟
أَتَاهُ بِصُورَتِهَا جَبْرَئِيلُ *** مَنَامًا بِلَيْلٍ فَكَانَ البِنَاءْ
فَكَانَ النَّبِيُّ لَهَا خَيْرَ زَوْجٍ *** وَكَانَتْ بِجَنْبِهِ خَيْرَ النِّسَاءْ
فَمَنْ مِثْلُ عَائِشَةٍ فِقْهُهَا *** إِذَا اخْتَلَفَ الصَّحْبُ مِنْهَا القَضَاءْ؟
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَمَنْ أَمَّ صَحْبَ النَّبِيِّ فَصَلَّى *** إِذِ المُصْطَفَى قَدْ أَصَابَهُ دَاءْ؟
فَصَلَّى بِهِمْ كَصَلاَةِ النَّبِيِّ *** يَزِينُ القِرَاءَةَ مِنْهُ البُكَاءْ
وَمِنْ حُجْرَةٍ أَشْرَفَ المُصْطَفَى *** فَسُرَّ بِرُؤْيَتِهِمْ فِي اسْتِوَاءْ
أَشَارَ إِلَيْهِمْ أَتِمُّوا الصَّلاَةَ *** وَأَرْخَى النَّبِيُّ الكَرِيمُ الرِّدَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَجَيْشُ أُسَامَةَ مَنْ سَيَّرَهْ *** إِلَى الشَّامِ بَرًّا لِيُقْضَى القَضَاءْ؟
وَفِي رِدَّةِ النَّاسِ مَنْ قََدْ مَضَى *** شُجَاعًا وَ لَمْ يَلْتَفِتْ لِلْوَرَاءْ؟
وَقَاتَلَ مَنْ قَدْ نَأَى بِالصَّلاَةِ *** وَفَرَّقَ مَا بَيْنَهَا وَالزَّكَاءْ
أَلَيْسَ الخَلِيفَةُ مَنْ قَدْ فَعَلْ *** خَلِيفَةُ مَنْ خَتَمَ الأَنْبِيَاءْ؟
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
فَأَعْطَى الخِلاَفَةَ مَا تَسْتَحِقُّ *** وَقَامَ مَقَامًا بِغَيْرِ انْحِنَاءْ
أَتَاهُ اليَقِينُ خَلِيفَةَ صِدْقٍ *** فَأَسْلَمَ رُوحَهُ نَحْوَ السَّمَاءْ
وَأَوْصَى لِفَارُوقِ دِينٍ بِأَمْرٍ *** أَشَارَ عَلَيْهِ بِهِ الأَصْفِيَاءْ
فَقَامَ أَبُو حَفْصَ لِلأَمْرِ قَوْمًا *** عَظِيمًا يَسِيرُ بِذَاكَ اللِّوَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
أَبُو حَفْصَ - وَيْحَكِ - مَنْ مِثْلهُ *** أَزَالَ عَنِ الدِّينِ عَهْدَ الخَفَاءْ؟
أَعَزَّ بهِ اللهُ دِينَ النَّبِيِّ *** وَفَرَّقَ بَيْنَ الدُّجَى وَالضِّيَاءْ
فَصَارَ بِإسْلاَمِهِ الدِّينُ حِصْنًا *** مَنِيعًا قَوِيًّا رَفِيعَ البِنَاءْ
يُهَاجِرُ جَهْرًا أَمَامَ قُرَيْشٍ *** أَتَخْشَى الأُسُودُ لِقَاءَ الظِّبَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَمَنْ حَارَ إِبْلِيسُ فِي دِينِهِ *** وَ مِمَّا رَأَى قَدْ عَلاَهُ العَيَاءْ؟
فَهَاهُوَ إِبْلِيسُ يُمْسِي كَئِيبًا *** فَلَمْ يُجْدِهِ المَكْرُ رَأْسُ الدَّهَاءْ
وَكَانَتْ سِهَامُهُ لاَ تُخْطِئُ *** نُفُوسًا ضِعَافًا بَلِ الأَتْقِيَاءْ
إِذَا مَا أَبُو حَفْصَ أَقْبَلَ يَوْمًا *** تَفِرُّ الشَّيَاطِينُ تَخْشَى اللِّقَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَمَنْ كَانَ يَعْلُو عَلَى خَدِّهِ *** كَمِثْلِ الشِّرَاكِ لِطُولِ البُكَاءْ؟
قَمِيصُهُ بَالٍ يُرَقِّعُهُ *** وَقُوتُهُ - وَيْحَكِ - تَمْرٌ وَمَاءْ
يَصُومُ النَّهَارَ وَ إنْ جَنَّ لَيْلٌ *** يَقُومُهُ مُجْتَهِدًا فِي الدُّعَاءْ
وَيَخْشَى نِفَاقًا عَلَى نَفْسِهِ *** وَإِنَّهُ فِي العَشْرَةِ البُشَرَاءْ!
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَمَنْ لِلْعَجُوزِ تَفَقَّدَ لَيْلاً ؟ *** وَمِنْ حَوْلِهَا صِبْيَةٌ فِي بُكَاءْ
فَبَاتَ الأَمِيرُ يُسَعِّرُ نَارًا *** وَمِنْ حَرِّهَا نَالَ شَرَّ اصْطِلاَءْ
فَجَاءَ بِزَادٍ وَأَكْرَمَهَا *** وَأَطْعَمَ أَطْفَالَهَا البُؤَسَاءْ
وَلَمْ يَنْصَرِفْ قَبْلَ إِرْضَائِهَا *** وَحَتَّى رَآهَا بِخَيْرِ مَسَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَمَنْ قَامَ لِلْفُرْسِ زَلْزَلَهُمْ *** وَ صَيَّرَ إِيوَانَهُمْ كَالهَبَاءْ؟
فَكِسْرَى يَفِرُّ بِأَجْنَادِهِ *** يُخَلِّفُ مُلْكًا عَظِيمَ البِنَاءْ
فَهَاذِي سِوَارَاهُ مِنْ لُؤْلُؤٍ *** أَمَامَ أبِي حَفْصَ دُونَ عَنَاءْ
إِلَهُهُمُ النَّارُ قَدْ أُخْمِدَتْ *** وَهَلْ تُعْبَدُ النَّارُ يَا عُقَلاَء
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَمَنْ قَدْ غَزَا الرُّومَ فِي دَارِهِمْ؟ *** فَرُومَا وَأَبْنَاؤُهَا فِي بَلاَءْ
فَهَا هُوَ قَيْصَرُ فِي جُنْدِهِ *** عَلَى العَرْشِ لَكِنْ يَخَافُ اللِّقَاءْ
وَهَاذِي جُيُوشُهُ مَهْزُومَةٌ *** نِسَاؤُهُ قَدْ نَالَهُنَّ السِّبَاءْ
فَمِنْ بَعْدِ كِبْرٍ وَغَطْرَسَةٍ *** يَحِلُّ الهَوَانُ وَيَأْتِي الشَّقَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
وَمَنْ بِالشَّهَادَةِ قَدْ بَشَّرَهْ *** رَسُولٌ صَدُوقٌ مُجَابُ الدُّعَاءْ؟
وَقَالَ - أَبَا حَفْصَ - أَنْتَ شَهِيدٌ *** وَفِي جَنَّةِ الخُلْدِ يَحْلُو اللِّقَاءْ
وَيَطْعَنُهُ العِلْجُ فِي المَسْجِدِ *** بِطَعْنَةِ غَدْرٍ كَذَا الجُبَنَاءْ
فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ المُصْطَفَى *** شَهِيدًا مُسَجَّى بِأَزْكَى الدِّمَاءْ
أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - لاَ تَصْمُتِي *** أَجِيبِي - بِرَبِّكِ - يَا خُنْفُسَاءْ
<><><>
أَلاَ تَمَّ شِعْرِي وَكَلَّ يَرَاعِي *** فَعُذْرًا لَكُمْ أَيُّهَا الشُّعَرَاءْ
لَقَدْ خَانَنِي اليَوْمَ هَذَا اليَرَاعُ *** وَقَصَّرَ فِي مَدْحِهِے وَ الثَّنَاءْ
وَكَانَ يَرَاعِي يُطَاوِعُنِي *** صَبَاحًا دَعَوْتُهُ أَوْ فِي المَسَاءْ
بِهَذِي القَصِيدَةِ حَاوَلْتُ مَدْحًا *** لِنَجْمَيْنِ قَدْ سَطَعَا فِي السَّمَاءْ
وَلَكِنَّنِي رُبَّمَا قَدْ أَسَأْتُ *** أَلاَ فَاعْذُرُوا شَاعِرًا قَدْ أَسَاءْ
<><><>

أبو ميمونة منوّر عشيش
أم البواقي – الجزائر -

رد مع اقتباس