عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18 Oct 2015, 10:21 PM
أبو عبد الرحمن لقمان بن سالم أبو عبد الرحمن لقمان بن سالم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 29
افتراضي

2- قال الله تعالى { ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ } ( مريم 34 )
- قال الطبري : و قد اختلفت القُراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قُراء الحجاز و العراق { قَوْلُ الحَقِّ } برفع القول على ما وصفت لك من المعنى - أي قوله فيما سبق في بداية تفسيره للآية : أنَّ هذا الخبر الذي قصصته عليكم قولُ الحق - يعني و جعلوه في إعرابه تابعا لعيسى كالنعت له ، وليس الأمر في إعرابه عندي على ما قاله الذين زعموا أنَّه رُفع على النعت لعيسى ، إلا أن يكون معنى القول الكلمة ؛ على ما ذكرنا عن إبراهيم - ارجع إلى المصدر - من تأويله ذلك كذلك ، فيصح حينئذ أن يكون نعتا لعيسى ، و إلا فرفعه عندي بمضمر ، و هو هذا قول الحق على الإبتداء ، وذلك أن الخبر قد تناهى عن قصة عيسى و أمه عند قوله { ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } ثم ابتدأ الخبر بأن الحق فيما فيه تمتري الأمم من أمر عيسى ، هو هذا القول ، الذي أخبر الله به عنه عباده ، دون غيره ...[ تفسير الطبري ]
- قال الشوكاني : وقرأ ابن عامر ، و عاصم ، و يعقوب {قَوْلَ الحَقِّ }بالنصب ، وقرأ الباقون بالرفع ، فوجه القراءة الأولى أنَّه منتصب على المدح ، أو على أنَّه مصدر مؤكد لِقالَ إنِّي عبد الله قاله الزجاج . [ فتح القدير ]
-قال محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان : في قوله { قَوْلَ الحَقِّ }فيها للعلماء و جهان :
* الأول : أن المراد بالحق ضد الباطل بمعنى الصدق و الثبوت ؛ كقوله : { وَ كَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَ هُوَ الحَقُّ } على قراءة النصب أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة كما تقدم . و على قراءة الرفع فهو خبر مبتدأ محذوف كما تقدم . و يدل لهذا الوجه قوله تعالى في (( آل عمران )) في القصة بعينها : { الحَقُّ مِن رَّبِكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِّنَ المُمْتَرِينَ } ( آل عمران 60 ) .
* الثاني : أن المراد بالحق في الآية الله جل و علا ؛ لأنَّ من أسمائه ((الحق)) كقوله : { وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ } ( النور 25 ) و قوله : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ } ( الحج 62 ) . و على هذا القول فإعراب قوله تعالى : { قَوْلَ الحَقِّ } على قراءة النصب أنَّه منصوب على المدح . و على قرَاءة الرفع فهو بدل من { عِيسَى } ، أو خبر بعد خبر ، و على هذا الوجه ف {قَوْلُ الحَقِّ } هو { عِيسَى } كما سماه الله كلمة في قوله : { وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاها إِلَى مَرْيَمْ } الآية ( النساء 147 ) و قوله : { إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ } الآية ( آل عمران 45 ) . و إنَّما سمى { عِيسَ } كلمة ؛ لأنَّ الله أو جده بكلمته التي هي كن فكان .... [ أضواء البيان ] . و قولهم منصوب على المدح معناه - والله أعلم - مقطوع عن { عِيسَى } مثل قوله تعالى { حَمَالَةَ الحَطَبِ } فقيل منصوبة على الذم ، أو على القطع من { امْرَأَتُهُ }.
- و رجح ابن كثير في تفسيره الوجه الأول الذي نقله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عن العلماء فقال : و الرفع أظهر إعرابا ، و يشهد له قوله تعالى { الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ} ( آل عمران 60 ) .
يتبع...


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن لقمان بن سالم ; 26 Nov 2015 الساعة 08:41 PM
رد مع اقتباس