عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 01 Jul 2017, 05:51 AM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي

كانوا في ما مضى يبنون على القبور المساجد ، واليوم صاروا يتخذون القبور في المساجد ، وكأن المسجد والقبر على صفة واحدة ، وكأنهما مكانان للعبادةِ ، وقد عُلم أن المقبرةَ مقبرة ، والمسجد مسجد ، ولكن هؤلاء لما كانوا يعتقدون في الأموات العقائد الشركية الباطلة ، ويصرفون لها أنواع العبادات التي لا تصرف إلا لله تبارك وتعالى ، ظنوا أنها والمسجد سواء ، فهذه قبور الأولياء وسائطٌ بين الخلق والخالق ، وهذه المساجد أبنية للصلاة والذكر ، ولا يدخل العامة على الملوك إلا بوسائط ، ومن أحسنُ وساطة من هؤلاء المقبورين ، يفرقون بين المتماثلات ويجمعون بين المختلفات ، ومع أن في هذا الأمر أحاديث صريحة صحيحة يفقهها الكاتبُ والأميِّ ، بل هي تنهيِ نهيا واضحا لما يفعلونه من دفن الناس في المساجد أو بناء المساجد على المقابر ، ولقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام في شكاتهِ الآخيرة ، وبيّن خطر هذا الأمر بل ولعن الذين يتخذون المقابر مساجدا ، وسماهم بشرار الخلق ، وكان تحذير الشارع له مقتضى خاص وعام ، فالأول عدم إتخاذ قبر النبي عليه الصلاة والسلام مسجدا يطاف حوله وتقدم عنده القرابين ، وعدم تأخير البيان عن وقته ، فيكون بذلك أدعى للزجر والمنع بعدئذ ، والعام في حق كل أحدٍ ، فلما لم يكن لخير الناس أن يُتخذ قبرهُ مسجداً ، فلأن يمنع من هو دونه أولى ، ومنتهى الشرك يبدأ من الإستحسان والتجويز ، ولا يصان التوحيدُ إلا بسدِّ الذرائع وقطع الطرق دون الشركياتِ والمحدثاتِ في الديانة ،

رد مع اقتباس