عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08 Apr 2020, 01:37 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





وهاهنا حديث يثبت صحّة حديث الافتراق، يقول الحديث: "كلّ أمّتي يدخلون الجنّة إلاّ مَن أبى. قيل: يا رسول الله، مَن يأبى؟ قال: مَن أطاعني دخل الجنّة ومَن عصاني فقد أبى"

فقد أخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنّ كلّ أمّة محمد تدخل الجنّة، إذا توقّف أحدنا، في هذا الحديث، على هذه الجملة: ّ"كلّ أمّتي يدخلون الجنّةّّ، فهم أنّ أمّة الإسلام كلّها ستدخل الجنّة، بأيّ حالٍ كانت فيه من الأحوال، لكن إذا أتمّ الحديث بـالاستثناء الموجود، بقوله فيه صلى الله عليه وسلم: "إلاّ مَن أبَى" تدخله الحيرة، لأنّ كلّ المسلمين يحبّون دخول الجنّة، فقيل له صلى الله عليه وسلم، لرفع الحيرة: "ومَن يأبى يا رسول الله؟"، وقد بدّد النبيّ صلى الله عليه وسلم دهشة السائلين، بأوجز الكلام البليغ الذي يفقهه أبسط النّاس في الفهم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "مَن أطاعني دخل الجنّة ومَن عصاني فقد أبى"


سيشرح لنا الحديث الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بعد سؤال طرح عليه هكذا:

السؤال:
يسأل سؤال آخر فيقول: يقول الرسول ﷺ: "كلكم تدخلون الجنّة إلاّ مَن أبى" اشرحوا لنا هذا الحديث جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

هذا حديث صحيح رواه البخاري في الصحيح عن النبي ﷺ أنّه قال: كلّ أمّتي يدخلون الجنّة إلاّ مَن أبى. قيل: يا رسول الله مَن يأبى؟ قال: مَن أطاعني دخل الجنّة ومَن عصاني فقد أبى.

هذا تفسير الحديث: مَن عصاه فقد أبى، اللي يعصي الرسول ﷺ ولا يتّبع الشرع معناه أنّه أبى، ما يريد الجنّة، لو أرادها لأخذ بالأسباب، فالّذي يتنكب الأسباب ويتركها ما أراد الجنّة.

أمّا الّذي أراد الجنّة هو الذي يطيع الرسول ﷺ، ويتّبع الشرع، وينقاد للشرع، ويحافظ على دين الله، ويدع المحرمات، ويأخذ بالواجبات، ويجتهد في الخيرات، هذا الذي يريد الجنّة، الله جل وعلا قال: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) [آل عمران:133-134] الآية، ويقول سبحانه: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ) [الحديد:21] الآية.

فالمقصود أنّ الذي يريد الجنّة يسارع إليها ويقوم بأعمالها ويجتهد ويتّقي الله، أمّا مَن أعرض عنها وعن أعمالها ولم يُبَالِ، فهذا في الحقيقة قد أبى، ومثل ذلك مَن أراد برّ الوالدين إذا اجتهد في الإحسان إليهما وبذل وسعه فقد أراد برّهما حقيقة، فإذا أعرض عن ذلك ولم يبال فهو ما أراد برّهما، كذّاب لو قال إنّه يريد برّهم كذاب، مَن أعرض عن ذلك ولم يفعل شيئًا فهو إذا قال أنا أريد برّهما فهو كذاب، وهكذا لو قال: أنا أريد أحافظ على الصلاة في الجماعة، وأنا أحبّ ذلك، ثم هو يتنكّب ذلك ويعرض ويبقى في بيته ولا يصلّي مع الناس كذّاب في قوله، فعله يكذب قوله، والمقصود أنّ مَن أراد الخير سلك طريقه، ومَن لم يسلك الطريق فهو ما أراد الخير، نسأل الله العافية. نعم.

المقدم: اللّهم آمين جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.} انتهـ

المصدر


شرح حديث: "ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ..."

السؤال:
هذا السائل من السودان الخرطوم: (ف. ش. م.) يقول: قال رسول الله ﷺ: ستنقسم أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة وكلها في النار ما عدا واحدة، أرجو من سماحتكم شرح هذا الحديث؟

الجواب:
مثلما تقدم: الأمّة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كما قاله النبي ﷺ والناجية هي فرقة واحدة التي سارت على منهج النبي ﷺ ومنهج أصحابه، أمّا ثنتان وسبعون ففيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع على خطر، لكن الناجية السليمة هي التي سارت على نهج النبي ﷺ ونهج أصحابه كما جاء في الحديث: مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي وفي اللفظ الآخر: هي الجماعة يعني: هم الّذين اجتمعوا على طريق النبي ﷺ وعلى سيرته عليه الصلاة والسلام. نعم.

المقدم: حفظكم الله.

المصدر


من هي الفرقة الناجية؟

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:
فالفرقة الناجية: هم الّذين ساروا على منهج النبي ﷺ واستقاموا على دينه، يقول ﷺ: ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل: مَن هي يا رسول الله؟! قال: الجماعة وفي لفظ قال: ما أنا عليه وأصحابي.

فالفرقة الناجية: هم الّذين استقاموا على دين الله وساروا على نهج النبي ﷺ ونهج أصحابه في توحيد الله والإخلاص له وطاعة أوامره وترك نواهيه والإيمان بأسمائه وصفاته على الوجه اللائق بالله، بغير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، هؤلاء هم أهل السنة والجماعة، وهم الفرقة الناجية. نعم.

المقدم: حفظكم الله.

المصدر


المراد بقوله ﷺ: "كلهم في النار إلا واحدة"

السؤال:
في سؤاله الثاني يقول: سماحة الشيخ! ما المراد بقول النبي ﷺ عن الأمة حيث يقول في حديث: كلهم في النار إلا واحدة وما هي الواحدة؟ وهل الاثنتان والسبعون فرقة كلهم خالدون في النار؟ أفيدونا مأجورين.

الجواب:
النبي ﷺ قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة يعني: كلّها هالكة إلا واحدة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة يعني: كلّها هالكة إلاّ واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين كلّها في النار إلاّ واحدة. فالواحدة هم أهل السنّة والجماعة، هم الصحابة وأتباعهم بإحسان.. أهل التوحيد والإيمان، والاثنتان والسبعون متوعدون بالنار، فيهم الكافر، وفيهم العاصي، وفيهم المبتدع، فمَن مات منهم على الكفر فله النار مخلدًا فيها، ومَن مات على بدعة دون كفر، أو على معصية دون كفر، فهذا تحت مشيئة الله، وهو متوعّد بالنار، وبهذا يعلم أنّهم ليسوا كلّهم كفار بل فيهم الكافر وفيهم غيره من العصاة والمبتدعة. نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ.

المصدر


الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس