عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 23 Jul 2017, 10:39 AM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

و كنتَ قد عُوِّضتَ من أخفافها ..................... خُـفَّيْ حُنَيْــنٍ ظافرا بالأنَقِ

هذ البيت معطوف على جملة جواب الشرط في البيت قبله ، و يصحّ أن يكون حالا من مفعول تعروك ، و هو من تتمة معناه ، و التّقدير :
و إن تماديت على إتعابها فسوف تعروك على ذلك ندامة الكسعي و الفرزدق و تكون قد تبدلت منها خُفي حنين و أتى بالماضي في موضع المضارع لتنزيله منزلة الواقع ، و كنى عن هلاكها ، بهلاك أخفافها ، لأنها كل شيء بالنسبة إلى المسافر، الذي لا يتأتى له الإنتقال بالإبل مع تلف أخفافها مع ما في قوله : أخفافها ، و خفي حنين من التجنيس ، و الأخفاف جمع خف : و هو من البعير كالحافر للفرس ، و هو أيضا ما يُلبَس في الرِّجل ، و ظافرا بالأنَق : أي الفرح حال من التاء في عوِّضت ، و ليس في ذلك شيء من الأنق ،و لكنه سخرية لاذعة من الحاذي الذي ركب رأسه ، و أبى إلا تعريض الإبل للتلف ، فيظفر بخفي حنين .
و هذا مثل يُضرب في الرّجوع بالخيبة و أصله أن إسكافا كان يقال له حنين أتاه أعرابي فساومه في خف ،و اختلفا حتى غضب حنين فأراد كيد الأعرابي ، فأخذ الخف و طرح شقّا منه على طريق الأعرابي ، ثم ألقى الآخر على مسافة منه في الطريق و كمن بينهما بحيث لا يراه ، فمرّ الأعرابي بالخفِّ الأول فقال ما أشبهه بخف حنين ، فما مضى حتى انتهى إلى الآخر ، فبدا له أخذهما ، فنزل و عقل ناقته و أخذه و مضى في طلب الآخر ، فخرج حنين من الكمين ، و أخذ الناقة بما عليها ، فلما عاد الأعرابي إلى قومه و قص عليهم قصته قيل : رجع بخفي حنين .

رد مع اقتباس