عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27 Jan 2012, 01:02 PM
أبو عبد المحسن زهير التلمساني أبو عبد المحسن زهير التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: تلمسان حرسها الله من الشرك والبدع
المشاركات: 394
افتراضي

"تفريغ"
أحسن الله لمن فرغ هذا الموضوع وجزاه الجزاء الأوفى


كتاب « فتح البَاري » يصلح أنْ يُسمَّىٰ: « كتَاب الْعلِم »


بِسْمِ اللهِ الرَّحْـمَــٰنِ الرَّحِيمِ
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كتاب « فتح الباري » يصلح أنْ يُسمَّىٰ: « كتاب العلم »


سُئِلَ فضيلة الشَّيْخُ العلاَّمة / عبد المُحسن بن حمد العبَّاد آل بدر ــ حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ــ: جهود العُلماء حول الصَّحيح،وما هوَ أحسن شرح يبتدئ بِه طالب العلم؟


فأجابَ بقوله: لا نعلمُ كتابًا ــ يعني ــ أحسن ولا أوسع، ولا أجمع، مِنْ كتاب « فتح الباري »
للحافظ اِبْن حجر العسقلانيِّ، لأنَّ كتاب « فتح الباري » يُعتبر ــ يعني ــ بين مَنْ قبلهُ وبين مَنْ بعدهُ واسطة،
فهو اِعتنىٰ فِي الرُّجوع إلى الكُتب الَّتي قبله، والَّذين بعدهُ صاروا يرجعونَ إلىٰ كتابهِ،
فصار ــ يعني ــ فيما يتعلَّق بالمتقدِّمين جمعَ كثيرًا ممَّا قالوه، وأشارَ إلىٰ كثيرٍ ممَّا قالوه،
وانْتقد شيئًا ممَّا قيل، يعني: ممَّا حصلَ مِنَ المتقدِّمين وغيرهُ يعتمد علىٰ كتابهِ،
والحقيقة أنَّ كتاب « فتح الباري » كتابٌ عظيمٌ، جمعَ بينَ الحديث،
وبين الفقه، وبين الرِّجال، والكلام فِي الرِّجال، وبين [التَّوفيق] مع الأحاديث،
وبين فقهها، وما يُسْتنبطُ منها، وسرد الفوائد الَّتي تُسْتنبط منها، وكذٰلك أيضًا طُرقها،
والإحاطة بأسانيدها، ووصل معرفة ما كانَ موصولاً في الصَّحيح، وما كانَ موصولاً خارج الصَّحيح، وما إلىٰ ذٰلك،
فهو كتابٌ لا نعلمُ لهُ نظيرًا، ولا نعلمُ لهُ شيئًا [يـُعادله]، كتاب « فتح الباري » هوَ أحسن كتاب، وأوسع كتاب، اِعتنىٰ بهٰذا الكتاب الَّذي هوَ « صحيح البُخاريِّ »،
وقد كنتُ ذكرتُ فِي مقدمة الفوائد المنتقاة فتح الباري، وكتبٌ أخرىٰ،
قلتُ: إنَّ هـٰذا الكتاب يصلح أنْ يُسمَّىٰ: « كتاب العلم »، يعني: يصلح أنْ يُسمَّىٰ كتاب العلم، لأنَّهُ جمعَ علمًا غزيرًا، وعلمًا واسعًا فيما يتعلَّق بالرِّواية والدِّراية، والأسانيد، والرِّجال، فهوَ كتابٌ عظيمٌ، كتابًا الإنسان إذا فتحهُ يبحثُ عَنْ فائدةٍ،
ينسَى الشَّيء الَّذي يبحثُ عنهُ لأنَّ فِي طريقه للبحث يُحصِّل فوائد نفيسة،
ينسىٰ بها بُغيته الَّتي يبحث عنها، والآن فِي هـٰذا الزَّمان صار قلَّ البحث عَنْ طريق التَّتبُّع، بما وُجِدَ هـٰذهِ الوسيلة العظيمة الَّتي هي: الكمبيوتر، بحيث الإنسان ــ يعني ــ يضغط علىٰ هـٰذه
ويُحصِّل الشَّيء الَّذي يُريده، فمنْ ذٰلكَ يفوت هـٰذا الخير الكثير الَّذي كانَ يحصلُ قبلَ ذٰلكَ؛
يعني: لمن يبحث عَنْ طريق التَّتبُّع، وعَنْ طريق النَّظر فِي الكتاب، يعني: يُحصِّل فوائد كثيرة، لا شكَّ أنَّ هـٰذهِ فوائده عظيمة، يعني: الَّذي حصلَ التَّيسير للنَّاس فِي هـٰذا الزَّمان بهـٰذهِ الوسيلة العظيمة
الَّتي نفع اللهُ بها النَّاس، والإنسان يصلُ إلىٰ بُغيته بسهولةٍ ويُسرٍ، لـٰكن؛ يفوت فيها خيرٍ كثيرٍ، وهي الَّذي كانَ يُحصِّلها الإنسان وهوَ يبحث، هــٰذا فاتَ عليه،
ولهـٰذا أنا أقولُ: أنَّ هـٰذا الكتاب يُصلح أنْ يُقال: « كتاب العلم »،
لأنَّهُ الإنسان عندما يبحثُ فيه يجد شيئًا قد يكونُ أنفس مِنَ الشَّيء الَّذي يبحث عنه،
فينشغلُ أوْ يجدُ فِي الطَّريق وهوَ يبحث ــ يعني ــ شيئًا نفيسًا قدْ يُنسيه ذٰلكَ الَّذي يبحثُ عنهُ، وأذكر مثالاً يعني مِنَ الأمثلة العاميَّة عندَ النَّاس: يعني الإنسان إنْ كانَ يبحث، لاحق الضَّب،ثمَّ بعدين طلعَ عليه أرنب، فترك الضَّب وراحَ للأرنب.اهـ.


([ شرح « صحيح البُخاريِّ » الدَّرس الأوَّل ])
الرَّابط الصَّوتي

رد مع اقتباس