05 Sep 2019, 06:40 PM
|
أبو معاوية شيعلي العباسي
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2019
الدولة: مدينة بلعباس
المشاركات: 93
|
|
أنين التائبين وبكاء الصالحين
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
- وكان من السلف من اذا رأى النار اظطرب وتغيرت حاله ، وقد قال تعالى : "نحن جعلناها تذكرة " (الواقعة 73) قال مجاهد وغيره : يعني أن نار الدنيا تذكر بنار الاخرة .
وقال أبو حيان التيمي : سمعت منذ ثلاثين سنة أو اكثر من ثلاثين سنة أن عبد الله بن مسعود مر على الذين ينفخون على الكير فسقط . خرجه الامام أحمد .
وخرج ابن أبي الدنيا من رواية سعد بن الأخرم ، قال : كنت كنت امشي مع ابن مسعود فمر بالحدادين وقد اخرجوا حديدا من النار ، فقام ينظر اليه ويبكي .
وعن عطاء الخراساني قال : كان أويس القرني يقف على موضع الحدادين فينظر اليهم كيف ينفخون في الكير ، ويسمع صوت صوت النار فيسقط ويصرخ .
- وعن ابن أبي الذباب : أن طلجة وزيدا مرا على بكير حداد ، فوققا ينظران اليه و يبكيان .
و قال الأعمش : أخبرني من رأى الربيع بن خيثم مر بالحدادين فنظر الى الكير و مافيه فخرّ .
وقال مطر الوراق : كان حممة و هرم بن حيان اذا أصبحا غديا فمرا بأكورة الحدادين ، فنظرا الى الحديد كيف ينفخ ، فقفان ويبكيان ، ويستجيران من النّار .
وقال حماد بن سلمة عن ثابت : كان بشير بن كعب و قراء البصرة يأتون الحدادين فينظرون الى شهيق الناّر ، فيتعوذون بالله من عذاب النار .
و عن العلاء بن محمد قال : دخلت على عطاء السلمي على صبي معه شعلة من نار ، فأصابت النار الريح فسمع ذلك منها ، فغشي عليه
و قال الحسن :كان عمر رضي الله عنه ربما توقد له النار ثم يدني يديه منها ، ثم يقول : يا ابن الخطاب هل لك صبر على هذا
وكان الأحنف بن قيس : يجيئ الى المصباح بالليل فيضع اصبعه فيه ثم يقول : حس حس ، ثم يقول : يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا .
وقال البختري بن حارثة : دخلت على عابد ، فاذا بين يديه نار قد أججها ،و هو يعاتب نفسه و لم يزل يعاتبها حتى مات .
وكان كثير من الصالحين يذكر النار وانواع عذابها لرؤية ما يشبهه في الدنيا ، أو يذكره بها كرؤية البحر و مواجه و الرؤوس المشوية ،وبكاء الأطفال ، وفي الحرو في البرد، وعند
الطعام الشراب وغير ذلك ، وسنذكر ماتيسر ذلك مفرقا في مواضعه ان شاء الله تعالى .
المصدر :
التخويف من النار و التعريف بحال دار البوار فصل [ من السلف اذا رأى النار اظطرب وتغيرت حاله ]
ص 35 - 37 للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله
|