[مراد قرازة]

جزاك الله خيرا أخي طه صديق على هذه اللّفتة الطيبة ، وقد كان لي في إنكار المجاز قصيدة أحببت إثباتها هنا لتتم بها الفائدة

.
نفي المجاز
عن لغة أهل الجزيرة والحجاز

إذا رمت البداء فقل سلاما *** وداومها إذا رمت السّلامه
فسمعي ليس يدرك من غويّ *** وإن سمّعت بالنّقع الأناما
وقلبي ليس يعرض عن كريم *** ولو أخفى بباطنه كلاما
ولست كمن يجيب الغيّ غيّا *** فأنصت قد أنرت لك الظّلاما
زعمت بأنّ في قول الكريم *** معان قد أحاط بها اللّثاما
فلم يدرك مراميها الرّواة *** ولا فهم لسالفنا استقاما
فصرت لها بفرط العقل واع *** وخضت البحر بالجهل اقتحاما
وصار لك المجاز كمثل سيف *** فبئس السّيف إن رمت الحماما
سلاحك يا سفيه صنيع جبن *** فلا ساوى العصيّ ولا الحساما
وعندي عن ضلالتكم سؤال *** أجيبوني فأكفيكم ملاما
أقال ذوي الحجاج بمثل قول *** لمارقكم فقد تبع الكراما
أم استحدثتم قولا جديدا *** فناقلكم عن الإسناد صاما
ومن ذا من جهابذة الكلام *** بمثل مقالكم أفتى الأناما
جعلتم في كلام العرب وضعا *** به بدؤوا فكان لهم لزاما
فإن خطّ العباد به بديلا *** فذاك مجاز من جاز المقاما
وغيره فالحقيقة ، ذاك قول *** بنى لمروقكم أسسا عظاما
وذا يوم انقضاء النّوم فاصحوا *** فإنّ قصوركم صارت حطاما
متى جزم الأنام بأنّ لفظي *** له وضع فألزمه التزاما
فذا خلف أقيم وليس فيه *** دليل نرتضيه لكم إماما
ولو جدلا أقيم فكيف ندري *** جديد أو قديم حيث قاما
فمن جهل البداية كيف يبغي *** لها وضعا وما ملك الزّماما
متى قلتم لشيء ذا جديد *** أجبناكم بعكس فاستقاما
وقلتم في الحقيقة ما أهلّت *** إلى الفكر المجرد أين هاما
وليس بسابق للذّهن إلاّ *** بسبق للقرينة والعلامه
وفصلكم القرينة عن قديم *** فذا سَفَهٌ بمن رام الفصاما
فقول دون لازمة السّياق *** بعقل دون واقعك استقاما
وكم خالفتم بعضا لبعض *** وقد صار الخلاف لكم غراما
ومن يرضى بقول كان فيه *** لصاحبه غريم حيث راما
وذا قول أتاكم من كريم *** كضوء البدر يخترق الظّلاما
خذوا من خاطري نصحا ورشدا *** أزيل عن العقول به الغماما
ودلّوني لخير إن نظرتم *** به نقصا فما بلغ التّماما


.