عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09 Feb 2015, 12:02 AM
طه صدّيق طه صدّيق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 312
افتراضي المجاز سمّاه إبن القيّم '' طاغوت '' - الشيخ ربيع المدخلي -



قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :
فالله سبحانه و تعالى تكلم و الكلام صفة قائمة بذاته و هو يتكلم متى شاء و إذا شاء سبحانه و تعالى فالكلام وصفه سبحانه و تعالى , يليق به و الذي سمعه موسى إنما هو كلام الله و لذا قال : (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) تأكيد , التأكيد يرفع إحتمال المجاز كما يقال و يثبت الحقيقة و يرفع المجاز حتى عند أئمة الإعتزال و الأشعرية و غيرهم عندهم أن الكلام المؤكد يرفع المجاز يعني يقولون هم من أمثلتهم يعني أهل البدع يقولون : قال قائل : جاء زيد يقولون يحتمل المجاز , كيف ؟ , قالوا : يحتمل جاء رسوله , جاء غلامه , جاء كتابه , لكن إذا قلت جاء زيد جاء جاء زيد ترتفع كل إحتمالات المجاز و تثبت الحقيقة يعني جاء حقيقةً هم يقررون هذه القواعد إذا قلت : جاء زيد إحتمل المجاز و إذا قلت جاء زيد نفسه أو عينه تأكيد معنوي يقولون بطلت إحتمالات المجاز و تثبت الحقيقة فتؤمن بأنه قد جاء بنفسه لا رسوله و لا كتابه و لا ... إلى آخره قال الله : (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) هذا مصدر مؤكد يؤكد حقيقة الكلام و أن الله فعلاً كلم و موسى سمع هذا سمع الكلام من الله تبارك و تعالى و كذلك جبريل يسمع كلام الله , و الملائكة يسمعون كلام الله و محمد سمع كلام الله لكن أهل الضلال و العياذ بالله عطّلوا صفات الله عز و جل و من جملتها صفة الكلام و عندهم علل و شبهات و ضلالات أملاها عليهم الشيطان و إخترعوا من أجلها القواعد الباطلة و إخترعوا من أجلها المجاز و قد ناقشهم إبن القيّم في المجاز و سمّاه طاغوت سماه : طاغوت المجاز (1) الذي يتأوّلون به كلام الله تبارك و تعالى و يعطلون به صفاته


كتاب عون الباري ببيان ما تضمنه شرح السنة للإمام البربهاري للشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ص 485
-----------------------
(1) قال إبن القيّم في الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (632/2)
الفصل الرابع والعشرون: في ذكر الطواغيت الأربع التي هدم بها أصحاب التأويل الباطل معاقل الدين وانتهكوا بها حرمة القرآن ومحوا بها رسوم الإيمان
وهي قولهم: إن كلام الله وكلام رسوله أدلة لفظية لا تفيد علما ولا يحصل منها يقين
وقولهم: إن آيات الصفات وأحاديث الصفات مجازات لا حقيقة لها
وقولهم: إن أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة التي رواها العدول وتلقتها الأمة بالقبول لا تفيد العلم وغايتها أن تفيد الظن
وقولهم: إذا تعارض العقل ونصوص الوحي أخذنا بالعقل ولم نلتفت إلى الوحي
فهذه الطواغيت الأربع هي التي فعلت بالإسلام ما فعلت وهي التي محت رسومه وأزالت معالمه وهدمت قواعده وأسقطت حرمة النصوص من القلوب ونهجت طريق الطعن فيها لكل زنديق وملحد


التعديل الأخير تم بواسطة طه صدّيق ; 09 Feb 2015 الساعة 12:07 AM
رد مع اقتباس