[لزهر سنيقرة]

إجتماع الشيخ ربيع المدخلي في جلسة هيئة كبار العلماء وإدلاؤه برأيه حول خروج المشائخ في التلفاز

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:

فقد حدثني الشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي أن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله دعاه يوما لمجلس هيئة كبار العلماء والذي يعقد لتداول بعض مسائل العلم، وكان المجلس ذلك الوقت يتكلم عل مسألة ظهور المشائخ في التلفاز، فجلس الشيخ عبدالعزيز في المجلس مع الشيخ ربيع والمشائخ وافتتحت المسألة وطرحت، وكأن البعض من الحضور رأى جواز الخروج، أو كما ذكر لي الشيخ ربيع وفقه الله ونصره على أهل البدع وأيد بنا وبه السنة، فقال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز للشيخ ربيع تكلم يا شيخ ربيع فقال الشيخ رفع الله قدره متكلما بالحق الذي يعتقده ولم تثنيه هيبة المجلس ومن يخالف، فقال أرى ألا يخرج المشائخ في التلفاز وأن يحتفظوا بهيبتهم ومكانتهم بترك الخروج في التلفاز وليقتصروا على نور على الدرب، فاستحسن بعض المشائخ رأيه وهو الشيخ صالح اللحيدان كما حدثني الشيخ ربيع، وقال لي وقد وقعت ذلك اليوم مكانته في نفسي، قلت: وصدق الشيخ ربيع ففي التلفاز تظهر بعد ظهور الشيخ يعظ ويفتي برنامج رقص ومجون وقصص حب وعشق وسفور لابرنامجا مستقلا كإذا عة القران فيذهب ربما برد هذا حر ذلك، فأين هيبة الشيخ وبعده برنامج ماجن سافر وأثناءه دعايات السوء كما في القنوات، وما النتيجة يندر من تجد عاصيا قاعدا أمام شيخ في التلفاز أو القنوات الفضائية خاصة إهتدى وما ظنكم بمسرح يفتتح لبرنامج تأتي فيه مسرحية، ثم بعد قليل أغنية ثم بعد قليل شيخ يفتي ويعظ فهل ستبقى له في خضم هذه التخليطات هيبة ليسمع كلامه، وأما من قال ألغيه إلا وقت ظهور المشايخ فنقول كما قال العلامة الألباني إن له شدة في الإفتتان، أي لاتوجد في مثل الراديو ...إلخ
ثم أن كبار المشايخ حفظهم الله الأئمة في هذا العصر قد نصوا على أن التصوير بالكاميرا والفيديو
والقنوات والتلفاز..،والرسم اليدوي شيء واحد داخل في قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله المصورين، أشد الناس عذابا الذين يضاهون بخلق الله، ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كلخقي، كالشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز والشيخ المحدث الفقيه ناصر الدين الألباني والشيخ صالح الفوزان وإن خالفهم غيرهم وبعضهم رأى أنه يخرج للدعوة، ولكن أقول إن النهي شديد فالمسألة لعن، وكون الفاعل للتصوير أشد الناس عذابا فلايتعاونن مع المصورين الذين يضاهون بخلق الله
وقد قال الإمام أحمد النهي أشد من الأمر، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم إذا نهيتكم عن نهي فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، فعند الأمر قال ما استطعتم وعند النهي قال فاجتنبوه فهو أشد وقد اشتد الشارع في النهي على المصورين وإن أمر بالدعوة إلى الله فقال أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن النهي أشد لأنه قال فاجتنبوه فينبغي أن يحتاط المسلم أشد الإحتياط ويقدمه على الأمر كما قال أحمد النهي أشد من الأمر، ولو على سبيل من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن الشبهات كما قال بعض العلماء بالنسبة للعامي وأقول لمن أيضا لا يملك آلة الترجيح ترك النهي وتقديم الحاضر على المبيح، فلا يضره لو ترك التصوير، وويل له إذا قنع بالحجج الناهية عن تركه واتبع المشايخ المجيزين لموافقة هواه بغير هدى ولا كتاب منير فإن الهوى يصد عن الحق قال تعالى: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير ).الآية
ومن صار يخرج الآن في هذه الشاشات، أهل البدع وبكثرة، عمرو خالد والزنداني والقصاصون والسقاف، وإذا خرج صاحب سنة فلا ينكر إلا بقدر مالايتنافى مع سياسة الشاشات إلا في النادر، وربما سيقتني أهل الصلاح التلفاز والقنوات لمتابعة الشيخ فيفتنوا، وقد قرأت أنه حصل مثل هذا والعهدة على المؤلف
وقد قال ربنا في الخمر يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما، ((هكذا دمرت حياته قناة الجزيرة ))، ولاينبغي مؤاخذة من أخذ على يد من تصدى لمثل هذه المسألة الخطيرة بلاعلم بل ينبغي الإحتياط لدين الله وترك العجلة فيه فإنها من الشيطان ومن إتقى الشبهات فقد استبرأ لدبنه وعرضه وقد من الله علي وكتبت أوجه في بيان أن ماذهب إليه الشيخ ربيع من المنع للدعاة أن يظهروا في الشاشة أرجح بلغت ربما خمسة عشر وجه فلتراجع ولتحرى مراجعها الحق وليعلم أن نور الله لايهدى لصاحب هوى أو عاصي.

نسأل الله أن يوفق الجميع للتمسك بالسنة ونصرتها والله أعلم والحمدلله رب العلمين.


وكتبه / أبو عبدالله ماهر ابن ظافر القحطاني