عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09 Jul 2020, 03:30 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي



إنّ تميّز الفالحين بقدر قربهم من كتاب الله وسُنّة رسوله صلى الله عليه وسلم واستقامتهم على العمل بالكتاب والسُنّة بفهم سلف الأُمَّة.

وإنّ أمّةً، شعارها الجماعة والائتلاف، تلمّ شملها على كتاب ربّها وسُنّة نبيّها صلى الله عليه وسلم، أيُعقل أن تفترق، إن لم يكن الباطل شعارَ مَن حاد عن الأصل، واتّخذ هواه بوصلته، يشقّ بها طريق الانحراف.

اللّهمّ اجمع على هداك شمل عبادك المؤمنين، واجعل أعمالهم خالصة لوجهك الكريم. وتقبّلهم في عبادك الصّالحين. وارضَ عنهم وارضهم يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه، يوم لاينفعُ مالٌ ولابنون إلاّ مَن أتى الله بـقلبٍ سليم.
(أم وحيد بهية صابرين)



شرح حديث الإفتراق

(كتاب فيض القدير - عبد الرؤوف المناوي)

1223 - ( افترقت ) بكسر الهمزة من الافتراق ضد الاجتماع ( اليهود على إحدى ) مؤنث واحد ( وسبعين فرقة ) بكسر الفاء وهي الطائفة من الناس ( وتفرّقت ) هو بمعنى افترقت فمغايرة التّعبير للتّفنّن ( النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ) معروفة عندهم ( وتفرّقت أمّتي ) في الأصول الدّينية لا الفروع الفقهية ، إذ الأولى هي المخصوصة بـالذمّ وأراد بـالأمّة: مَن تجمعهم دائرة الدّعوة من أهل القبلة ( على ثلاث وسبعين فرقة ) زاد في رواية : كلّها في النار إلا ّواحدة ، زاد في رواية لأحمد وغيره. والجماعة أي أهل السنة والجماعة وفي رواية: هي ما أنا عليه اليوم وأصحابي .

وأصول الفِرَق ستّة : حروريّة وقدريّة وجهميّة ومرجئة ورافضة وجبرية ، وانقسمت كلّ منها إلى اثنتي عشرة فرقة، فصارت اثنين وسبعين ، وقيل بل عشرون روافض وعشرون خوارج وعشرون قدريّة وسبعة مرجئة وواحدة نجادية وواحدة فرارية وواحدة جهميّة وثلاث كرامية ، وقيل وقيل .

وقال المحقق الدواني : وما يتوهّم من أنّه إن حمل على أصول المذاهب فهي أقل من هذه العدة أو على ما يشمل الفروع فهي أكثر توهّم لا مستند له ، لجواز كون الأصول التي بينها مخالفة مقيد بها هذا العدد أو يقال لعلهم في وقت من الأوقات بلغوا هذا العدد وإن زادوا أو نقصوا في أكثر الأوقات .

واعلم أنّ جميع المذاهب التي فارقت الجماعة إذا اعتبرتها وتأمّلتها لم تجد لها أصلا، فلذلك سمّوا فرقا لأنّهم فارقوا الإجماع، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لأنّه إخبار عن غيب وقع .

وهذه الفرق وإن تباينت مذاهبهم، متّفقون على إثبات الصانع وأنّه الكامل مطلقا الغني عن كل شيء ولا يستغني عنه شيء .

( فإن قيل ) ما وثوقك بأنّ تلك الفرقة الناجية هي أهل السُنّة والجماعة مع أنّ كل واحد من الفرق يزعم أنّه هي دون غيره ؟

قلنا : ليس ذلك بالإدّعاء والتّثبّت باستعمال الوهم القاصر والقول الزاعم بل بالنّقل عن جهابذة [ ص 21 ] هذه الصنعة وأئمّة أهل الحديث الّذين جمعوا صحاح الأحاديث في أمر المصطفى صلى الله عليه و سلم وأحواله وأفعاله وحركاته وسكناته وأحوال الصحب والتابعين كالشيخين وغيرهما الثّقات المشاهير، الّذين اتّفق أهل المشرق والمغرب على صحة ما في كتبهم وتكفل بـاستنباط معانيها وكشف مشكلاتها كالخطابي والبغوي والنووي جزاهم الله خيرا ثم بعد النقل ينظر إلى مَن تمسّك بهديهم واقتفى أثرهم واهتدى بسيرتهم في الأصول والفروع فيحكم بأنّهم هم .

وفيه : كثرة أهل الضلال وقلة أهل الكمال والحث على الاعتصام بالكتاب والسُنَّة ولزوم ما عليه الجماعة .

( 4 ) وكذا الحاكم والبيهقي ( عن أبي هريرة ) قال الزين العراقي : في أسانيده جياد ورواه الحاكم من عدة طرق ، ثم قال : هذه أسانيد تقوم بها الحجة وعدّه المؤلف من المتواتر .

منقول



ماهو رأيكم فيمن يجعل هذه الجماعات والأحزاب من أهل البدع والفرق ويقول إنّهم يدخلون تحت حديث الافتراق؟

الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله

رابط الإستماع :

https://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa1487.mp3


نص الإجابة:

هذا هو الذي يظهر ، لأنّها فرّقت كلمة المسلمين ،وخصوصاً مَن كان منهم صوفياً أو شيعياً أو يوالي ويعادي من أجل الحزب،
النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في سنن أبي داود من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة : "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة " ، جاء بيانها في سنن أبي داود أيضاً من حديث معاوية رضي الله عنه بأنّها الجماعة .

فهذه التّفرقة لوحدة المسلمين تعتبر تفرقة ، ثم بعد ذلك يصدر كتاب في هذه الأيام أن ....لا بأس بتعدّد الجماعات .

بل به بأس وبأس وبأس ، فإنّ الله عز وجل يقول في كتابه الكريم :" إنّ الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء " .

ويقول : " وأنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون " .

فهم يريدون أن يتستّروا على أنفسهم .

فأعداء الإسلام يدأبون ليلاً ونهاراً في تنفيذ مخطّطاتهم ، والمسلمون متفرّقون ، لكن هل الفرقة من قبل أهل السُنَّة ؟

لا ، أهل السُنَّة يقولون لهم : نحن نريد أن نتّبع نحن وأنتم كتاب الله ، وسُنّة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأولئك يقولون بلسان حالهم أو بلسان مقالهم : نحن نريد أن نزاحم الشيوعيين والبعثيين والناصريين ،
أنحن مفوضون في هذا الدّين ، الله عز وجل يقول لنبيّه محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : "وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا " .

وقد بلغني أنّ شخصاً أقام اجتماعاً في جبل الأهنوم وسئل : ما رأيك في الأحزاب ؟ قال : بيننا وبينهم اتّفاق ألاّ يتكلّم بعضنا في بعض ، ولو شئت لسميته .

فهذه هي آثار الحزبية ، يا إخواننا، وآثار الكراسي والدّنيا.

فأنصح كل طالب علم أن يبتعد عن هذه الحزبية، وأن يحذّر المسلمين منها بالكتابة، والخطابة، والأشرطة، وبالمناقشة، والمناظرة العلنية، حتى ينكشف للمجتمع أنّهم ليسوا متمسّكين بهذا الدّين كما ينبغي .
لماذأ؟
فالمسألة مسألة كراسي ومصالح، أنحن نستطيع أن ننصر أنفسنا حتى نكون أو نعمل بما نريد؟ لا ، الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : "إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ" .

ويقول أيضاً في كتابه الكريم : "إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ" .

فلا نستطيع أن ننصر أنفسنا حتى نتحذلق ونكتم بعض العلم، فلا تتكلّم في موضوع كذا وكذا ولا تتكلّم في موضوع كذا وكذا، من أجل أنّ الناس ينفرون، وربّ العزة يقول لنبيّه محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" .

ويقول سبحانه وتعالى: "فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ" .

فلسنا مفوّضين في هذا الدّين حتى نؤجّل بعض القضايا، ونسكت عن بعض الأمور. ربّما بعض الأمور تكون شركية ، ويقولون : اسكت عنها وأخّرها حتى ننقض ونثب على الكرسي، ثم ماذا تعملون إذا وثبتم على الكرسي؟ تعترفون بقرارات الأمم المتّحدة، وقرارات مجلس الأمن، وماذا؟......وبغيرها والله المستعان .
----------------
راجع كتاب قمع المعاند : ( 2 / 386 إلى 388 ) .
===========================================

شبهتان حول حديث افتراق الأمّة

للشيخ العلامة محمد آمان الجامي رحمه الله

قال الشارح -رحمه الله تعالى- و قد قال النبي -صلى الله عليه و سلم- : ((افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة .... إلى آخر الحديث)) هذا الحديث من حيث الصحة صحّ و ثبت و لكن الإستشكال كما قلنا في الدرس الماضي من ناحتين:

- الناحية الأولى: سوء الفهم أو الناحية الأولى عرض هذا الحديث و أمثاله على العقول حتّى رفضته بعض الناس بدعوى أنّه يخالف المعقول الصحيح كون الأمّّة افترقت، هذه الفرق كلّها و كلّها في النار ليس بمعقول.
إذن هذا الحديث مردود عقلا عند مَن؟ عند العقلانيين، الّذين لا يقبلون الأحاديث إلا ّبعد عرضها على عقولهم .

لو توسّعنا في الكلام في العقلانيين ربّما شوش عليكم فلنختصر لعلكم تدرسون فتدركون فيما بعد هذه الشُبَه .

و هذه شُبهة واهية، إذ لو فتح هذا الباب لردّت أحاديث صحاح في الصحيحين و غيرهما، و فعلا ردّت الأحاديث التي تتعلّق بالمغيبات أكثرها مردودة عندهم و في مقدمة ذلك: حديث المسيح الدجال مردود عند العقلانيين، أين هم الآن ؟ مقرّهم في الولايات المتحدة، الغريب في هذه الآونة الأخيرة كل المنحرفين يلجأون إمّا إلى إنكلترا أو إلى الولايات المتحدة ، أي إلى دول الكفر، كلّ المنحرفين ،ابحثوا عن رؤسائهم أين هم؟ كلّهم في الخارج هناك يبثّون سمومهم .

- الشبهة الثانية: بعض طلاب العلم المنتسبون إلى الدعوة و الإصلاح أساؤوا فهم هذا الحديث، ولمّا أساؤوا فهمه، أساؤوا الظن بدعاة الحق و بعلمائهم و شيوخهم، قالوا: هؤلاء يكفّرون جميع المسلمين إلاّ أنفسهم، قالوا قوله -عليه الصلاة و السلام- : (( كلّها في النار إلا واحدة )) فهموا من هذا أنّ هذه الفرق كلها كافرة إلاّ واحدة ، و هذا فهم سيّء هذا من نصوص الوعيد.

نصوص الوعيد ينبغي أن تفهم، ((لا يدخل الجنة نمّام)) (( لا يدخل الجنّة قاطع رحم)) (( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )) أو كما قال -عليه الصلاة و السلام-
.
كيف تفهمون هذه النصوص؟

يجب أن تفهموا فهما صحيحا، نصوص الوعيد تبقى كما جاءت، لكن هل الله -سبحانه و تعالى- ينفذ الوعيد كما أوعد كما ينفذ الوعد؟ هذا الذي فاتهم ،

الوعد ينفد: ّإِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ المِيعَادّ، و لكن الوعيد قد ينفذ و قد لا ينفذ،

تنفيذ الوعيد ليس بكرم ، تنفيذ الوعد هو الكرم،

الوعيد حتى الإنسان البشر، إذا أوعدت إنسانًا بضربٍ أو بأي أذى ثم أيّهما الأكرم و أحسن و أولى تنفذ أو لا تنفذ ؟

عدم التنفيذ مع المقدرة خصوصًا إذا عفوت مع المقدرة، هذه ينبغي أن تحفظ نصوص الوعيد هكذا تمر كما جاءت، مع اعتقاد أنّ هذه الفرق الكثيرة التي حُكم عليها أنّها في النار، منها ما يصل إلى درجة الكفر فدخولها النار، نار الكفار خالدين مخلدين، و منهم من دون ذلك، هؤلاء حكمهم حكم أصحاب الكبائر هم معرضون بهذا الوعيد و لكن طالما بقي لديهم شيء من الإيمان فهم يفوض أمرهم إلى الله، سيأتي هذا في باب فضل التّوحيد وما يكفّر من الذّنوب. بالتفصيل سوف يفصل الشيخ هناك --------------------------------------------
شرح قرّة عيون الموحّدين

للشيخ العلامة محمد آمان الجامي رحمه الله تعالى

الشريط السابع _ الدقيقة 36

لتحميــــل المقطع الصوتي :

https://archive.org/details/jami-korat#



الصور المرفقة
نوع الملف: jpg سلفنا أقام الدين كما أراد الله.jpg‏ (95.5 كيلوبايت, المشاهدات 5014)
نوع الملف: png إخلاص العمل لله.png‏ (455.3 كيلوبايت, المشاهدات 4597)
نوع الملف: png فضائل التوحيد.PNG‏ (310.0 كيلوبايت, المشاهدات 4353)
رد مع اقتباس