عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 Apr 2020, 07:38 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي



-الثاني والعشرون: عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » متفق عليه.

قوله (إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا) أي في حال قيامه يكون مؤمناً بالله تعالى، مصدقاً بوعده وثوابه ، محتسباً الثواب، لا بقصد آخر كالرياء أو السمعة , يريد وجه الله عز وجل ، ويدلّ الحديث على فضل الحرص على القيام في رمضان مع الجماعة ، فلا ينصرف قبل الإمام ، يوتر معه حتى ينتهي،

مسألة:

لا باس من حضور النساء إلى الصلاة بالشروط الشرعية , في الحديث الآخر (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً) متفق عليه , فإذا قام المسلم الليل يجعل آخر صلاته بالليل وتراً .

-الثالث والعشرون: قال الله تعالى ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) سورة البقرة.

- هذا كان في بداية الإسلام ، خير الناس ، إذا دخل رمضان أن يصوم أحدهم أو أن يفدي ، يطعم مسكينا، لكن هذه الآية نسخت بقول الله عز وجل " ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) ، فأوجبت الصيام على الجميع ، قال ابن عباس رضي الله عنه :" أثبتت للحبلى والمرضع " هذا قول ابن عباس حبر الأمّة ، فبقيت الفدية للحبلى والمرضع , وقوله في صحيح سنن أبي داود , كذلك عند أبي داود بإسنادٍ صحيح عن سعيد ابن جبير رحمه الله عن بن عباس رضي الله عنه قال : في الآية "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ..." الآية قال: ( كانت خاصة للشيخ الكبير ,) فهذه فتوى من ابن عباس تفسير للآية، كذلك فهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وفتواه بذلك ، وفهمهما للآية ، وتفسير الصحابي يعتبر كالنص ، كالمرفوع حكماً ، يحتجُّ به عند أهل الإسلام ، فهو فسّر الآية بأنّها نسخت ، لكن بقي الحكم , (الحبلى هي الحامل) ، والمرضع والشيخ الكبير والمرآة العجوز، هؤلاء الأربعة، يفدون إذا أفطروا، وشقّ عليهم الصيام ، فيرخص لهم أن يفطروا، ويطعموا عن كل يوم مسكينا، عند ابن عباس , وسئل ابن عمر رضي الله عنه : عن المرأة الحامل إذا خافت على ولدها، فقال : تفطر وتطعم مكان كل يوم مسكين , رواه البيهقي في سننه من طريق الامام الشافعي وسنده صحيح ، قال ابن قدامه رحمه الله في المغني المجلد الرابع صفحة 394 , قال (ولم يُعرف لهم مخالف من الصحابة وهذا مذهب الحنابلة والشافعية في المشهور والمالكية في إحدى الروايتين)، فابن عباس وبن عمر افتيا الحبلى والمرضع إذا افطرا بسبب خوفهما على الولد أو الجنين عليهما الفدية ، هذا القول قال به الحنابلة والشافعية في المشهور والمالكية في إحدى الروايتين كما قال ابن قدامة رحمه الله .

-الرابع والعشرون: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ » رواه البخاري
الصائم مَن صامت جوارحه عن الأثام , صام لسانه عن الكذب والفحش وقول الزور .

-الخامس والعشرون: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ ، فَلْتَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ ، إِنِّي صَائِمٌ » .
فالإسلام يحثّ المسلم الصائم أن يتحلى بمكارم الاخلاق .

-السادس والعشرون: عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ » . متفق عليه.

الصائم لا يرفث ولا يتكلم الكلام الفاحش ولا الردي والكذب والسب والشتم , لا يرفث ولا يصخب لا يرفع صوته ولا يصيح في الطرقات أو المكاتب برفع الصوتوالخصومة والمنازعة مع المسلمين و مع غيرهم , الصيام جنة فلا يرفث ولا يصخب يجهد فإن أمرٌ شاتمة وقاتلة فليقل أني أمرٌ صائم مرتين , الصيام الشرعي صيام الجوارح عن الآثام بالإضافة عن الإمساك عن المفطرات .

-السابع والعشرون: عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله ) متفق عليه.

وفي رواية مسلم: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره , أحيا ليله، غالب الليل ليس كل الليل، قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت رسول الله قام ليلة حتى الصباح ليلة كاملة , رواه مسلم في صحيحة , أحيا ليلة بالقيام والتعبد لله رب العالمين هذه العشر الأواخر في ختام الشهر فيها ليلة القدر على المسلم يجتهد في العبادة يصبر على العبادة .

-الثامن والعشرون: عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: « تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ » متفق عليه.

يجاور يعني يعتكف في المسجد يتعبد صلى الله عليه وسلم ويقول تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، اطلبوا ليلة القدر تحرّوها في العشر الأواخر من رمضان , متفق عليه .

-التاسع والعشرون: عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ " متفق عليه.

كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان. الاعتكاف: لزوم المسجد لطاعة والقربة، لا يصحّ الاعتكاف إلا في مسجد جامع , قالت عائشة رضي الله عنها : (كان رسول الله لا يدخل البيت إلا لحاجة). فالإنسان إذا كان معتكفاً فالاعتكاف له شروط يجب الالتزام بها .

-الثلاثون: ابن عمر رضي الله عنهما قال : (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير .. على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين ) متفق عليه.

قال أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من طعام أو صاعاً من شعير أو صاعاً تمر أو صاعاً من زبيب ولا أخرج يقول أبو سعيد إلا الذي أخرج في عهد رسول الله , حديث أصله في الصحيحين وهذه زيادة من غير الصحيحين .
الصاع = 2,5 كيلو جرام تقريباً وتدفع زكاة الفطر للمساكين لحديث « طعمة للمساكين » .

حكمتها: تطهير للصائمين من اللغو والرفث والذنوب في كل رمضان، فزكاة الفطر كفارة لهذه الذنوب في الشهر .

في الختام نسأل الله عز وجل أن يثبتنا وإياكم على الكتاب والسُنّة ، وأن يوفّق ولاة أمورنا لما يحبّه ويرضاه ، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر



الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس