عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 24 Jan 2020, 01:15 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي






كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِق له

يـا مَن تقنط من رحمة الله، ما أدراكَ أن تكون من أهل السّعادة أو من أهل الشّقاء، فلا تيأسنّ من العمل وتهمّ بالتّوقّف عنه. فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلم: "اعملوا فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِق له...".

وللأمانة الشرعيّة ، قد نقلتُ لكم من موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الحديث بأكمله من سؤال طُرح على الشيخ، قال فيه صاحبه:

ما مدى صحة حديث: سئل رسول الله ﷺ بَيّـِنْ لنا ديننا كأنّنا ولدنا له، أو نعمل بشيء قد جرت به المقادير، وجفّت به الأقلام، أم لشيء نستقبل؟ قال: بل لما جرت به المقادير، وجفّت به الأقلام، قال: ففِيمَ العمل؟ قال: اعمل فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِق له؟

فأجابه الشيخ رحمه الله قائلا:

هذا حديث صحيح رواه الشيخان في الصحيحين، قالوا يا رسول الله بَيّـِنْ لنا ديننا كَأَنَّا خُلِقْنَا السّاعة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من الجنّة ومقعده من النّار قالوا: يا رسول الله أفلا نتّكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: اعملوا فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِق له، أمّا أهل السّعادة فييسّرون لعمل أهل السّعادة، وأمّا أهل الشّقاوة فييسّرون لعمل أهل الشّقاوة"، ثم قرأ النبي ﷺ: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى[الليل:5-10]. رواه البخاري وهو في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه، وفي المعنى أحاديث كثيرة في هذا المعنى.

للاستماع المباشر من الموقع





هل الدّعاء يردّ القضاء؟

السؤال:

هل صحّ ما قيل أنّ الدّعاء يغيّر القدر أو القضاء؟ أي أنّه عندما يوجد الطفل يكتب الملك له في الكتاب أشقيّ هو أم سعيد، هل إذا كان شقيًّا يغيّر الدّعاء الشّقاء إلى سعادة؟

الجواب:

ظاهر النصوص أنّ الشّقاوة والسّعادة أمر محكم من الله ، ليس فيه تغيير، والآجال: أجل الموت، والأرزاق ونحو ذلك كلّها محكمة، ولكن هناك قدر معلّق على أشياء يفعلها العبد سبق في علم الله أنّه يفعلها.

فـالقدر المعلّق على شيء، على برّ والديه وعلى صلة رحمه أو على فعله كذا يوجد عند وجود الفعل من الشخص، فهناك أشياء معلّقة، أقدار معلّقة على أشياء يفعلها الإنسان، فالله يعلم كلّ شيء ، لا تخفى عليه خافية، قد جعل البرّ من أسباب زيادة العمر وصلة الرحم، كذلك وجعل المعاصي والسيّئات من أسباب نزع البركة ومن أسباب قصر الأعمار إلى غير ذلك.

فالحاصل:

أنّ هناك أقدار معلّقة توجد بأسبابها ومعلّقة عليها، وهناك أقدار محكمة ليس فيها تغيير. لا تغيّر بالدّعاء ولا بغير الدّعاء كالشّقاوة والسّعادة والآجال المضروبة والمحكمة إلى غير ذلك.

وذهب بعض أهل العلم إلى أنّ كلّ شيء يمكن تغييره لأنّ الله قال: (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) [الرعد: 39]، وأنّ الله جلّ وعلا أمر بالدّعاء، وشرع الأسباب، وعلّق ما يشاء على ما يشاء ، علّق الشّقاوة على شيء، والسّعادة على شيء، وهو حكيم عليم يعلم ما يصير إليه أمر العبد.

فإذا اجتهد في طاعة الله وسأل ربّه (...) من الشّقاوة إلى السّعادة، أنّ هذا قد يقع، ويكون القدر ليس محتمًا بل معلّق، فيروى عن بعض السلف وعن عمر أيضاً أنّه كان يقول: "اللّهمّ إن كنت كتبتني شقيًّا فاكتبني سعيدًا" هذا قاله جماعة من أهل العلم.

والمشهور عند أهل العلم والأكثرين: الأول، وأنّ الشقاوة والسعادة والآجال مفروغ منها، وهذا يدل عليه الحديث الصحيح حديث علي رضي الله عنه وأرضاه، أنّهم سألوا – الصحابة- قالوا: يا رسول الله هذا الذي نعمل أهو في أمر قد مضى وفرغ منه أو في أمر مستقبل؟ قال: بل في أمر قد فرغ ومضى وفرغ منه قالوا: يا رسول الله ففيم العمل؟ قال: اعملوا فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِق له، أمّا أهل السّعادة فييسّرون لعمل أهل السّعادة، وأمّا أهل الشّقاوة فييسّرون لعمل أهل الشّقاوة"، ثم قرأ النبي ﷺ: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى[الليل:5-10].

والصواب: هو قول الأكثرين، وأنّ الأشياء المقدّرة مضى بها علم الله، وفرغ منها علم الله ، هذه لا تغيّر، ولكن الله جلّ وعلا يوفّق العباد لأسباب توصلهم إلى ما قدّر لهم، توصل السعيد إلى السعادة، وتوصل الشقي إلى الشقاوة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِق له.



السؤال: الدعاء هذا، عن عمر أم عن ولده؟

الجواب: الذي أذكره أنّه يروى عن عمر

السؤال: الحديث الذي ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام (اللّهم يا مقلّب القلوب) ..... وأنّ قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن؟

الجواب: هذا ما ينافي... ما سبق به علمه سبحانه، هو مقلب القلوب على ما سبق به علمه.

السؤال: يا شيخ ما في حديث يقول: أنّ البلاء والدعاء يتعالجان بين السماء والأرض؟

الجواب: بلى

السؤال: صحيح هذا الحديث؟

الجواب: جيّد نعم، لكن لا ينافي ما سبق به علم الله، كلّ يُوَفَّق لِمَا قُدِّرَ له.



المصدر




الصور المرفقة
نوع الملف: png إذا وفقك الله للدعاء.png‏ (813.0 كيلوبايت, المشاهدات 1995)
نوع الملف: png هل الدعاء يرد القضاء.png‏ (1.11 ميجابايت, المشاهدات 1644)
نوع الملف: jpg ليس شيء أكرم على الله من الدعاء.jpg‏ (42.9 كيلوبايت, المشاهدات 2389)
نوع الملف: jpg 1 (1).jpg‏ (105.1 كيلوبايت, المشاهدات 1475)
رد مع اقتباس