عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09 Nov 2017, 09:05 AM
أحمد زروق أحمد زروق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2016
المشاركات: 16
افتراضي أبناؤنا والإصلاح المزعوم



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد.
قال رجل للأعمش عاتبه لوجود غلمان حوله: "أسكت، هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك".
فالولد نعمة عظيمة من نعم المولى جلا وعلا، تستوجب الشكر، ومن شكر هذه النعمة الحفاظ عليها.
وإن أهم ما يجب الحفاظ عليه هو حفظ عقيدتهم وسلوكهم من الإنحراف والأفكار الفاسدة التي تبعث سمومها وسهامها إلى قلوبه الأبناء، فتفسدها عافها الله.
فمسؤولية الحفاظ على الأبناء من هذه الأفكار بالأخص مسؤولية الوالدين، قال تعالى: "يأيها الذين امنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة"، قال سفيان الثوري عن منصور عن رجل عن علي: "أدبوهم وعلموهم"، وقال الضحاك ومقاتل: "حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عليهم".
والمسؤولية كذالك على المربِّين والمعلمين في تنشئة النَّشئ تنشئة صالحة.
ونظرًا لما نعيشه في هذا العصر من تحديات وعوامل تفسد عقل الأطفال، تتضاعف أهمية غرس الأخلاق الفاضلة وتثبيتها في نفوس الأولاد، ولقد حرص السلف في هذا الباب أشد الحرص على تعليم أبنائهم وحماية عقيدتهم وتقويم سلوكهم فجاءت أثار كثيرة منها عن عمرو بن أبي سلمه قال : "كنت في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصفحة، فقال لي: "يا غلام! سَمِّ الله، وكل بيمينك وكل مما يليك"، وفي حديث ابن عباس: "يا غلام! إني أعمك كلمات".
والباعث على كتابة هذه الكلمات ما حز في نفسي لما رأيت من تغير لبرامج مناهج التعليم الابتدائي الَّتي زعموا أنها إصلاحات وهي إفساد وتخريب في بعضها لعقول الأطفال ومعتقداتهم.
ومن أمثلة ذلك:
1/ ماجاء في كتاب القراءة للسنة الرابعة (ص: 35): تحت عنوان: بين جارين، فقد تم تصوير الجار المؤذي في صورة امرأة متحجبة بحجاب شرعي تؤذي جيرانها، والعجيب أن الصور السابقة واللاحقة في الكتاب معظمها لنساء غير محجَّبات، فانظر يا رعاك الله كيف يدسُّون ويبرمجون في أذهان الأطفال أن الجار المؤذي هو الملتزم بشعائر دينه، فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
2/ ماجاء في كتاب المدنية (ص: 12/13) تحت عنوان: تراثنا اللَّامادي، من تصوير التراث الجزائري في الزَّردات والوعدات، والأغاني بأنواعها وأصنافها، وهذا لايخفى على أيِّ عاقل من تحريم الأغاني وتثبيت معتقدات شركية في نفوس الأبناء والبنين.
والجدير بك يأيها الولي خاصة الأب أن تراقب وتمحص ما يُعطى لأولادك، لأن الأمر مستهدف لطمس ثوابت الأمة ومحو لدينه والبداية من الأبناء، قال ابن القيم: "فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدا فقد أساء غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم وترك ماينفعهم... فأضاعوهم صغارفلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا أبائهم كبارا"، فاختر لابنك من يدرسه خاصة مع توافد إخواننا السلفيين على التعليم، فلعل الله أن يصلح وينفع الأولاد بهم.
والجدير بالمعلمين أن يكيفوا هذه البرامج والمناهج مع مايوافق المنهج الشرعي ومعتقداتنا لا أن يطبقوها حرفيا فهي ليست وحيا يتلى ناهيك إذا عرف من وضعها.

رد مع اقتباس