عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06 Nov 2017, 09:52 PM
محمد مزيان محمد مزيان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 42
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي الحبيب نسيم على هذه اللفتة المهمة، النابعة من الغيرة على هذا المنهج المبارك.
والله إن أذى هؤلاء المخذلين أشد وأعظم من أذى أهل البدع والأهواء الأصليين. حالهم شبيه بحال المنافقين الذين قال الله فيهم: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ. وقال فيهم صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً. رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
فالمخالف أمره بيِّنٌ ظاهر، لكن المصيبة تأتي من هذا المخذل. فهو في الظاهر معك، ويكون على ما أنت عليه؛ لكنه يخذلك فلا هو ينصر الحق وينصرك، ولا هو يسكت فتسلم من أذاه.
يعظم التخاذل والتخذيل من هؤلاء حين يلتحم الصفان - صف السنة والإيمان وصف البدعة والطغيان- حينئذ يحتاج أهل السنة إلى النصرة، فيخذل هؤلاء ويخذّلون عن نصرتهم. فيساهمون بذلك في إضعاف اجتماع أهل السنة، وهذا الضعف بفتح الأبواب للأعداء.
ولهذا وجب على أهل السنة السلفيين -حقا وصدقا- أن يحرصوا على التحصن من المخذلين أولا، حتى يواجهوا الأعداء بقوة وصف متماسك متين.
والحديث الذي ذكرت – أخي نسيم- في أول المقال، فيه بشارتان من النبي صلى الله عليه وسلم:
الأولى: في قوله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ،.............. حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ. فبشر صلى الله عليه وسلم ببقاء الطائفة المنصورة المتمسكة بالحق إلى قيام الساعة.
والثانية: قوله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ. بشر صلى الله عليه وسلم بأن ضرر المخذلة لا يحصل. فقد نفاه بقوله: لاَ يَضُرُّهُمْ. ولا نافية. فالضرر لا يحصل لأن الحق بإذن الله تعالى منصور.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نفى الضرر فلا يحصل منهم، فهذا لا يعني نفي الأذية منهم فهي حاصلة. كما قال تعالى: لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى. ولهذا وجب الحذر والتحذير من المخذلة وشرهم.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
اللهم إنا نعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلنا.

رد مع اقتباس