عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20 Apr 2014, 02:13 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي [موضوع للمشاركة] ما أبعدت النجعة في فهمه ثم ظهر لك خطؤك!

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

فهذا موضوع من المواضيع الترويحية التي لا تخلو من فائدة بإذن الرحمن، أحببت أن أفتتحه مع إخواني في الله حرصا على الفائدة والإفادة، واطلاعا على ما يجول في ذهنهم، وما يسرح به تفكيرهم، فهذا الموضوع قائم على ما يصادف طالب العلم حال اشتغاله بكتاب ربه تعالى، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أو آثار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم ورحمهم، أو كلام أهل العلم رحمهم الله، مما فهمه الطالب على غير وجهه، ثم فتح الله عليه وأعانه فاطلع على سوء فهمه فضحك على نفسه مع نفسه، وقد عبرت في العنوان بـ(ما أبعدت النجعة) دعوة إلى من كان فهمه قريبا يحوم حول الحمى بدليل الأولى، فكيف يدعى إلى المشاركة من أبعد في الفهم، ويترك من كان قريبا، فأرجو من إخواني حفظهم الله أن يشاركوني في هذا الموضوع وأن يثروه، ولن يخلو من فائدة بإذن الله، إذ أنك بعد ذكر ما فهمته وأخطأت فيه تذكر ما وقفت عليه مما دلك على خطأك فنأخذ بذلك المعنى الصحيح، ونتمتع بما جال به فكرك وفهمك.

ولا يفوتني أن أنبه إلى أن هذا الموضوع لن ينقص من قدر إخواننا حفظهم الله فالخطأ وحتى الاجتماع عليه إذا كان فيه رجوع لأهل العلم الثقات وتصحيح للفهم والخطأ لا يلام عليه المرء، ولا أدل على هذا من اجتماع الصحابة رضي الله عنهم على الخطأ في قوله صلى الله عليه وسلم: «...ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله، وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما الذي تخوضون فيه؟» فأخبروه، فقال: «هم الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون»[رواه البخاري (5752) ومسلم (374)] ومع ذلك لم يلمهم النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينقص ذلك من قدرهم رضي الله عنهم.

وبما أنني صاحب المقال فلا محيص ولا محيد من طرح فهمي الذي أبعدت فيه على الإخوان ترويحا لهم وإفادة بعدُ بالصواب، فأقول:

قد مر معي قول علي رضي الله عنه: «قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان» فنظرت فيه وفكرت مليا، فقلت المراد بقوله: "الهيبة" على أن يكون الإنسان يهابه الناس ويوقرونه ويجلونه، وبقوله: "الخيبة" الحرمان والخسارة، فلفقت بينهما، وجمعت على أن الإنسان الذي يطلب الهيبة عليه أن يكون ذا مروءة وتقوى وخوف من الله تعالى وغير ذلك، وهذه كلها تحمله على أن يحرم نفسه من كثير من الأشياء التي يتعاطاها غيره ممن لا مروءة له ولا تقوى ولا يسعى لهذا الأمر.

فإذا بي أقف على المعنى الصحيح في كتاب "الأمثال" لأبي الخير الهاشمي –رحمه الله- قال:

«قرنت الهيبة بالخيبة: أي من هاب الأخطار خاب عن بلوغ المعالي».

فإذا بي أضحك على نفسي مع نفسي بعد الوقوف على كلامه وآن لإخواني أن يستمتعوا معي!

في انتظار تجاوبكم حفظكم الله، وفي شوق إلى فهمكم وأمثلتكم حفظكم الله...


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 20 Apr 2014 الساعة 02:18 PM
رد مع اقتباس