اقتباس:

حسبنا الله ونعم الوكيل وكأننا نرى ملامح النصر والتمكين لأن ما يُفعل بأهل السنة في دماج نظير ما فُعل بنبينا وأسوتنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُخرج من مكة وهي أحب بلده إلى مدينة حيث أصبحت دعوته في ذلك البلد قويّة ورجع البلاد وطهّر الشّرك والوثنية ونسأل الله أن يكون هذا الخروج فيه خيرًا كبيرًا وفتحًا مبينًا وقد أُخرج أيضاً نبي الله موسى ولوط وو بل حتى نبينا محمد كما أشرت آنفاً قال تعالى في نبيه موسى عليه السلام: { فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص : 21] قال تعالى في قصة شعيب عليه السلام: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} [الأعراف : 88] وقال في قصة لوط عليه السلام: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل : 56] وهاهم صحابة نبينا الكريم يقول الله عنهم: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر : 8] ولنتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ فَمَنْ رَضِىَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ» فكلما عظُم البلاء عظم الجزاء والجزاء من جنس العمل اللهم أجرنا في مصيبتنا وخلف لنا خيراً منها اللهم عليك بالحوثة من تعاونهم

اللهم آمين