عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10 Feb 2008, 03:54 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

عقيدة ختم الوَلاية أو ختم الأولياء مبنية على ثلاثة أشياء:

((الأول: أن النبي إنما أتى بشريعة ظاهرة، والولي خاتم الأولياء جاء بشريعة باطنة، فخاتم الأولياء في الظاهر مع نبي وفي الباطن مستقل عن النبي، لهذا يقولون: إن الأنبياء راعوا الظاهر واهتموا بالعبادات الظاهرة، وخاتم الأولياء وصفوة الأولياء اهتموا بالأخذ عن الله جل وعلا، ولهذا ذكر ابن عربي في كتابه الفصوص لما جاء إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلّم الذي في الصحيح أن بنيان الأنبياء تَم ولم يبق فيه إلا موضع لبنة قال عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال ((مثلي ومثل الأنبياء من بنى بنيانا فكمله وأحسنه حتى لم يبق منه إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به ويقولون لم كملت هذه اللبنة- فقال:- فكنت هذه اللبنة وأنا خاتم النبيين)).

قال ابن عربي قبحه الله في هذا الموطن: ((وخاتم الأولياء يرى نفسه في قصر الولاية في موضع لبنتين لبنة فضة في الظاهر ولبنة ذهب في الباطن، فهو يفضل النبي في الحاجة إليه؛ لأن البنيان احتاج إلى لبنتين وذاك احتاج إلى لبنة واحدة، ولبنته الظاهرة من الفضة في متابعة النبي ظاهرا، ولبنته الذهبية في الباطن بها يأخذ من المشكاة التي تنزل الوحي على خاتم الأنبياء))، يعني يأخذوا عن الله مباشرة أو كما جاء في كلامه، وقد قرر هذا في مواضع في الفصوص وخاصة في فص واحد يعني كرر الكلام وعبر عنه.

الثاني من الثلاث نقاط التي بنوا عليها مذهبهم: أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء؛ لأن خاتم الأنبياء يأخذ عن الله بواسطة وخاتم الأولياء يأخذ مباشرة؛ ولأن خاتم الأنبياء يأخذ الناس بما يُصلح ظاهرهم وخاتم الأولياء يصلح باطنهم.

ولهذا يقول: مثلا المرغني في بعض كلامه يقول: ((من رآني، ومن رأى من رآني إلى خمسة أجيال فإنهم محرّمون عن النار))، لما في خاتم الأولياء من النّور الذي قذفه الله جل وعلا فيه، فينبعث هذا النور فيمن رآه ومن رأى من رآه إلى آخره. أو كما قال، وهذا العقيدة بها جعلوا أن للولي ما يفضل به النبي والعياذ بالله.

الثالثة في كلامهم: أن الولي والنبي بينهما فرق من جهة أن النبي جاءه الوحي اختيارا من الله جل وعلا، وأما الولي خاتم الأولياء ففاض عليه الوحي؛ لأنه استعد لذلك بتصفية باطنه، فعنده القبول والاستعداد لأن يفاض عليه، وبهذا صار خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء.

هذه ثلاث مجملات في تلخيص كلامهم. (شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ شريط5)

القائلين بعقيدة ختم الولاية فئتان:

الفئة الأولى: الباطنية من إخوان الصفا والإسماعيلية ومن شايعهم، وأهل الرفض والتشيع، فإنهم يفضلون بعض الأولياء على بعض الأنبياء.
وخاتم الأولياء عند طائفة من هؤلاء هو علي رضي الله عنه حيث يروون بأسانيدهم المُظلمة أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال لعلي رضي الله عنه: ((أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء)) !!
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: ((هذا الحديث موضوع من عمل القصاص وضعه عمر بن واصل أو وضع عليه والله أعلم)) (تاريخ بغداد 10/356 دار الكتب العلمية بيروت)
وعند طائفة أخرى هو المهدي المنتظر أي إمامهم الثاني عشر الخُرافي –الذي لم ولن يولد- كما نقل القاري في مرقاته (انظر عون المعبود 11/249 دار الكتب العلمية ط2 سنة 1415).

الفئة الثانية: غلاة المتصوفة الذين تزعّمهم الحكيم الترمذي في كتابه: ((ختم الولاية))
وهؤلاء تعدد خاتم الأولياء عندهم ! فقد ادّعى هذه المرتبة دراويش كلّ طريقة صوفية لشيخهم ومرشدهم كما تقدّم.


عقيدة ختم الولاية وجنايتها على العقيدة الإسلامية:

اعلم رحمك الله أنّ الحكيم الترمذي غفر الله له قد مهّد بكتابه ((ختم الولاية)) لظهور دجاجلة ملاحدة يزعم كلّ واحد منهم أنّه خاتم الأولياء وسيّد الأتقياء وما هو إلا خاتم الأغبياء وسيّد الأشقياء !
فقد ادعى هذه المنزلة الوهمية والمرتبة الخرافية الكثير من غلاة الصوفية بل ما من مؤسّس طريقة صوفية إلا وادّعاها لنفسه !
فقد ادّعاها الزنديق أحمد التيجاني الجزائري (مؤسس الطريقة التيجانية الكافرة)، وادّعاها محمد بن عثمان المرغني السوداني (مؤسس الطريقة المرغينية) وادّعاها أحمد الرفاعي (مؤسس الطريقة الرفاعية) لنفسه فقد ادّعاها المجرم ابن عربي الطائي حيث قال في فتوحاته الشيطانية (15/2) ص5 رماح حزب الرحيم: ((ثمّ عبّرتُ الرؤيا بانختام الوَلاية بي)) !! (بدع الصوفية ص137).

ويا ليت صوفية عصرنا يُخبرونا من هو خاتم الأولياء في هذا العصر ؟!! فلعلّه الجفري أو البوطي أو الحبشي أو لعلّه الهيتي بن بريكة ؟!! الحمد لله على نعمة العقل.

يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ((ثمّ إنّ هذا خاتم الأولياء صار مرتبة موهومة، لا حقيقة لها، فصار يدّعيها لنفسه أو لشيخه طوائف، وقد ادّاها غير واحد، ولم يدّعيها إلا من في كلامه من الباطل، ما لم تقلهُ اليهودُ، ولا النّصارى، ...)) (حقيقة مذهب الاتحاديين ص63) (بدع الصوفية والكرامات والموالد للطهطاوي ص137 دار الكتب العلمية ط1، 1421هـ)

واعلم كذلك أنّ هذه النظرية الباطلة قد جرّت وراءها عقائد أبطل وأشنع منها.
منها الحلول والقول بوَحدة الوجود والقول برفع التكليف عن بعض الواصلين (!) والقول بأنّ للشريعة باطنا وظاهرا وأنّ الدّين عبارة عن شريعة ثمّ طريقة ثمّ حقيقة !! وهكذا

قال فضيلة الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى: ((ولاشك أنه (أي الحكيم الترمذي) غلط في ذلك غلطا فاحشا، وإن كان هو من أهل العناية بالحديث كرواية، ومن أهل الخير والصلاح كما وصفه بذلك ابن تيمية؛ لكنه غلط في هذه البدعة الكبرى التي ابتدعها في الأمة.
والشرور التي حدثت من القول بوحدة الوجود وتفضيل الولي على النبي والاستقاء من الله مباشرة إنما حدثت بعد هذا الكتاب وهذه النظرية الباطلة التي تبطل شريعة محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ على الحقيقة)). اهـ (شرح العقيدة الطحاوية شريط رقم 5)

يقول الإمام ابن العقيل الحنبلي رحمه الله تعالى: ((فأول ما وضعوا (أي الصوفية) اسماء وقالوا حقيقة وشريعة.
وهذا قبيح لان الشريعة ما وضعه الحق لمصالح الخلق. فما الحقيقة بعدها سوى ما وقع في النفوس من إلقاء الشياطين.
وكل من رام الحقيقة في غير الشريعة فمغرور مخدوع. وإن سمعوا أحدا يروي حديثاً قالوا مساكين أخذوا حديثهم ميت عن ميت. وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت. فمن قال حدثني أبى عن جدي قلت: حدثني قلبي عن ربي، فهلكوا واهلكوا بهذه الخرافات قلوب الأغمار وأنفقت عليهم لأجلها الأموال...)) (تلبيس إبليس ص374)

رد مع اقتباس