عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11 Sep 2017, 06:10 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

" من أسند فقد برئت ذمته أو عهدته " قاعدة ذكرها علماء الحديث قديما أي : أحالك على السند لتنظر فيه ، وهذه لا تستلزم الطعن فيهم ، بل لا يفعل هذا إلا جاهل بأبجديات علم الحديث ، كانت طريقتهم رحمهم الله أنهم يذكرون الأحاديث بأسانيدها سواء كانت صحيحة أو حسنة أو ضعيفة في كتبهم ، فكان بعضهم يشترط الصحة كالبخاري ومسلم رحمهما الله ، وبعضهم لا يشترطها كأصحاب السنن والمسانيد . ولهذا تجد بعضهم يسند الحديث ويسكت عنه ، ويترك المجال للعالم بعده بحثا جرحا وتعديلا على الرجال ، وكذلك يسند ليعرف ما جاء في الباب لا ليحتج به
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في"قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" :
" وما يرويه أبو بكر الخطيب ، وأبو الفضل بن ناصر ، وأبو موسى المديني ، وأبو القاسم ابن عساكر ، والحافظ عبد الغني ، وأمثالهم ممن لهم معرفة بالحديث ، فإنهم كثيرًا ما يروون في تصانيفهم ما رُوي مطلقًا على عادتهم الجارية ؛ ليعرف ما رُوي في ذلك الباب ، لا ليحتج بكل ما رُوي ، وقد يتكلم أحدهم على الحديث ، ويقول : غريب ، ومنكر ، وضعيف ، وقد لا يتكلم ".
وقال الحافظ العراقي – رحمه الله - بعد أن ذكر حديثًا باطلاً طويلًا روي عن أُبي بن كعب t في فضائل القرآن سورةً سورة : وكل من أودع حديث أُبي المذكور في تفسيره ، كالواحدي ، والثعلبي ، والزمخشري ، مخطئ في ذلك ، لكن من أبرز إسناده منهم ، كالثعلبي والواحدي ، فهو أبسط لعذره ؛ إذ أحال ناظره على الكشف عن سنده ، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه ، وأما من لم يُبرز سنده ، وأورده بصيغة الجزم ، فخطؤه أفحش كالزمخشري .
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - معلقًا على كلام شيخه العراقي :
(قلت : والاكتفاء بالحوالة على النظر في الإسناد ، طريقة معروفة لكثير من المحدثين، وعليها ما صدر من كثير منهم ،من إيراد الأحاديث الساقطة معرضين عن بيانها صريحًا ، وقد وقع هذا لجماعة من كبار الأئمة ، وكان ذكر الإسناد عندهم من جملة البيان) .
(النكت على ابن الصلاح1/ 128) .
وقال في (لسان الميزان ) وهو يترجم للطبراني رحمه الله ومدافعا عنه :
(وهذا أمر لا يختص به الطبراني ، فلا معنى لإفراده باللوم ؛ بل أكثر المحدثين في الأعصار الماضية - من سنة مائتين وهلمَّ جرَّا - إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته ؛ والله اعلم ) .
وجرت هذه القاعدة إعذارا لأئمة الحديث لأنهم أحرص الناس على أن لا ينسب الكذب لإمامهم صلى الله عليه وسلم

رد مع اقتباس