عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17 Apr 2018, 03:05 PM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

ذهاب الدين يكون بالزندقة




مقدمة أثرية


قال الإمام منصور بن المعتمر السلمي الكوفي - رحمه الله - : ‹‹ بعث الله آدم - عليه السلام - بالشريعة، فكان الناس على شريعة آدم حتى ظهرت الزندقة، فذهبت شريعة آدم. ثم بعث الله نوحا - عليه السلام - بالشريعة، فكان الناس على شريعة نوح، فما أذهبها إلا الزندقة. ثم بعث الله إبراهيم - عليه السلام -، فكان الناس على شريعة إبراهيم حتى ظهرت الزندقة، فذهبت شريعة إبراهيم. ثم بعث الله موسى - عليه السلام -، فكان الناس على شريعة موسى حتى ظهرت الزندقة، فذهبت شريعة موسى. ثم بعث الله عيسى - عليه السلام -، فكان الناس على شريعة عيسى حتى ظهرت الزندقة، فذهبت شريعة عيسى. ثم بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالشريعة، فلا يُخافُ على ذهاب هذا الدين إلا بالزندقة!! ››

الإبانة الصغرى لابن بطة العكبري ( ص/ 33 ) .


أصول الضلال عبر التاريخ

من أمتع التأصيل العلمي ما قاله الإمام ابن القيم - رحمه الله -: ‹‹ أن هؤلاء المعرضين عن الأدلة السمعية المعارضين لهـا إذا فعلوا ذلك لم يبق لهم إلا طريقان :

- إما طريق النظار وهي الأدلة القياسـية العقليـة .
-وإما طريق الكشف وما يدرك بالرياضة وصفاء الباطن .

وكلٌّ من هاتين الطـريقتين باطلةٌ أضعاف حقّها ، وفيها من التناقض والاضطراب والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد .

- ولهذا نجد غاية من سلك الطريق الأولى الحيرة والشك .
- وغاية من سـلك الطريق الثانية الشطح .

- فغاية أولئك عدم التصديق بالحق .
- وغاية هؤلاء التصـديق بالباطل .

- وحال أولئك تشبه حال المغضوب عليهم .
- وحـال هـؤلاء تشـبه حـال الضالين .

- ونهاية أولئك التعطيل والنفي .
- ونهاية هؤلاء الإلحـاد والقـول بالوحـدة والاتحاد ..››

الصواعق المرسلة ( 3/ 1166 ) .


ومن أمتعه أيضا - وهو مليء بالفوائد - كلام الإمام السلفي ابن أبي العز الحنفي : ‹‹ قال طائفة من السلف : من انحرف من العلماء؛ ففيه شبهٌ من اليهود، ومن انحرف من العبّاد؛ ففيه شبهٌ من النصارى؛ فلهذا تجد :


- أكثر المنحرفين من أهل الكلام من المعتزلة ونحوهم فيهم شبه من اليهود، حتى إن علماء اليهود يقرؤون كتب شيوخ المعتزلة، ويستحسنون طريقتهم، وكذا شيوخ المعتزلة يميلون إلى اليهود ويُرجّحونهم على النصارى.

- وأكثر المنحرفين من العبَّاد من المتصوّفة ونحوهم فيهم شَبهٌ من النصارى، ولهذا يميلون إلى نوع من الرّهبانية والحلول والاتحاد ونحو ذلك.

- وشيوخُ هؤلاء يذمّون الكلامَ وأهله.
- وشيوخُ أولئك يَعيبُون طريقةَ هؤلاء، ويُصنّفون في ذمّ السّماعِ والوجد وكثيرٍ من الزّهد والعبادة التي أحْدَثَها هؤلاء ››

شرح الطحاوية ( ص/ 525- 526 ).


وفي هذا المعنى ما قاله حاجي خليفة الشهير بكاتب جلبي التركي: ‹‹ والطريق إلى هذه المعرفة من وجهين:

- أحدهما: طريقة أهل النظر والاستدلال .
-وثانيهما: طريقة أهل الرياضة والمجاهدات.

والسالكون للطريقة الأولى إن التزموا ملـة من ملل الأنبياء عليهم السلام فهم المتكلمون، وإلا فهم الحكماء المشاؤون.
- والسالكون إلى الطريقة الثانية أو وافقوا في رياضتهم أحكام الشرع فهم الصوفية، وإلا فهم الحكماء الإشراقيون.

فلكلّ طريقة طائفتان ››.

كشف الظنون (1/ 677-678 ).


أمثلة تطبيقية لأصول الزندقة في الطوائف الضالة المنتسبة للإسلام

*******
طائفة العقلانيين :


قال الإمام أحمد : ‹‹ أهل الكلام زنادقة ›› تلبيس إبليس ( ص/ 83 ).

وقال الإمام الشافعي عن المتكلمين : ‹‹ إذا سمعت الرجل يقول : الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة ›› شرح أصول الاعتقاد للالكائي ( 2/ 207 ) .

وقال الإمام أبو يوسف : ‹‹ من طلب العلم بالكلام تزندق ›› شرح أصول الاعتقاد للالكائي ( 1/ 147 ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ‹‹ اشتهر بين المسلمين أن المنطق يجرُّ إلى الزندقة ›› درء التعارض (1/ 218 ) .

وقال أيضا : ‹‹ بل إن سمعت أو رأيت معرضا عن الكتاب والسـنة مقبلا على مقالاتهم [ أي : المتكلمين ] إلا وقد تزندق أو صار على غير يقين في دينه واعتقاده ›› الأعلام العلية للبزار ( ص/ 34 ).

وألف الإمام أحمد كتابا عن الجهمية بعنوان : " الرد على الجهمية والزنادقة " .

*******
طائفة الوجدانيين :

قال بعض السلف : ‹‹ من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ›› العبودية لشيخ الإسلام ابن تيمية ( ص/ 112 ).

يقول ابن القيم : ‹‹ وعامة من تزندق من السالكين فلإعراضه عن دواعي العلـم وسيره على جادة الذوق والوجد ذاهبة به الطريق كل مذهب، فهذه فتنـة والفتنـة به شديدة ›› مدارج السالكين ( 1/ 157 ) .

وقال ابن عقيل الحنبلي للصوفية : ‹‹ أَنتم زنادقةٌ في زيّ زُهّادٍ، يعتقدون أن الله يُعشَق ويُهام فيه ..›› تلبيس إبليس لابن الجوزي ( ص/ 302 ).

وقال الإمام الشافعي : ‹‹ خلَّفت ببغدادَ شيئاً أحدثته الزنادقة يُسمّونه : " التغبير "، يصدون به الناس عن القرآن ›› مجموع الفتاوى ( 11/ 569 ).
والتغبير : هو الغناء الصوفي.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ‹‹ وعند جماهير المشايخ الصوفية وأهل العلم, أن الحلاج لم يكن من المشايخ الصالحين, بل كان زنديقا ›› مجموع الفتاوى ( 8/ 318 ).

وقال الحافظ الذهبي عن قصيدة ابن الفارض الصوفي التائية الشهيرة : ‹‹ فإن لم يكن في تلك القصيدة صريح الاتحاد الذي لا حيلة في وجوده؛ فما في العالم زندقةٌ ولا ضلال ›› سير أعلام النبلاء ( 13/ 196 ) .

وألف العلامة المحدّث المجتهدُ محمد بن صفي الدين البخاري الحنفي كتابا بعنوان " الصاعقة المحرقةُ على المتصوفة الرقصة المتزندقة " .

ولما وَصَفَ أئمة الإسلام ابنَ عربي الحاتمي الطائي شيخ وحدة الوجود بالزنديق كتب أحد المتصوفة كتابا بعنوان " تنزيه الصِّدِّيق عن وصف الزِّنديق "، وكذبَ؛ بل هو زنديق ملحد - قبَّحه الله -.



عبد الصمد بن أحمد السلمي

الصور المرفقة
نوع الملف: pdf بين دليل الحدوث ودليل التمكين.pdf‏ (199.7 كيلوبايت, المشاهدات 998)
رد مع اقتباس