عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11 Mar 2018, 10:51 AM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي

قولك :"السلفية بنسختها المنتشرة بين العامة عندنا في الجزائر ـ وربما في غيرها من الدول ـ خطأ فادح قادح لا علاقة له بالسلفية الحقة، ومعنى ذلك :
السلفية التي معناها :استقامة المظهر الخارجي وبناء الأحكام وفقها بدعة لا أصل لها ، بل هي السرورية الإخوانية وإن دخلها بعض التعديل أحيانا، وذلك يتجلى في عدة أحكام مستنبطة ، منها :أن من استقام ظاهره يصبح له إطلاق خاص وحرمة خاصة : الأخ والأخت ويدعى للولائم ويعقد لأجله مجالس الصلح وو..وكل هذا بدعة مبنية على بدعة." اهـ


قلت : يا أخي الكريم كلامك فيه نظر ، وهو ليس من الصحّة في شيء ، لأنه تضمّن إساءة الظن من كان ظاهره الاستقامة ، فضلا عن عوام أهل السنة الذين هم على الفطرة والسلفية ، فضلا أن يكون ذلك بدعا من القول –والله المستعان-.
فالأصل أن نعامل الناس ونحكم عليهم بما ظهر لنا منهم ، فلنا ظاهرهم والله يتولى سرائرهم ، وانت منهم.
فالذي يكون ظاهره الاستقامة ، ويحب علماء السنة ويبغض أهل البدع والمذمة ونحو ذلك من خصال الخير فهو على خير عظيم ، ولنا ظاهره ولم نؤمر أن ننقّب على قلوب الناس ، وإلا لو طبقنا ماقلته ، لحكمنا عليك بما يوجب قولك وتقريرك، فتنبّه وانتبه أخي الكريم.
فعن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلىالله عليه وسلم ، وإن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ؛ فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه ، وليس إلينا من سريرته شيء ؛ الله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه ، وإن قال إن سريرته حسنة.
وعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومرّ بجنازة فأثني عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم :وجبت وجبت وجبت ،قال عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض"


قولك : "وهؤلاء لم يتغيروا ولم يتقهقروا ، وإنما كانوا في مرحلة التقليد فدخلوا إلى شيء من الاجتهاد ...".
حكمنا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين ، صحبنا بعضهم فرأيناهم من خيرة إخواننا سمتا وخلقا وتديّنا ومنهجا –والحيّ لا تؤمن عليه الفتنة- ثم غيّروا وبدّلو ، لا كما ذكرت عفا الله عنك .


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد الهضابي ; 11 Mar 2018 الساعة 10:24 PM
رد مع اقتباس