عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08 Mar 2018, 11:22 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي أقصر يا عباس ولد عمر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
قيل قديما "عش رجبا تر عجبا" وهذه المقولة مفادها أن العبد بقدر ما يعيش ويكبر يرى العجائب أكثر، لكثرة العجائب والغرائب وحدوثها من الأنام على مرور الأيام والأعوام؛ ومما تعجبت منه واستغربت وقوعه أن يعلق أحدهم على شهاداتنا التي أدلينا بها وأردنا نصرة الحق بذكرها بقوله:" إلى الذين تسابقوا إلى إفشاء أسرار المجالس مع الشيخ عبد الخالق وألبسوا ذلك لباس (لا تكتموا الشهادة)؛ إن كنتم ترون أنكم أديتم بذلك واجبا فيلزمكم أن تخرجوا ما سمعتموه من أشياخكم من الكلام في مشايخ الإصلاح، أما أنه مع عبد الخالق حلال ومع غيره حرام، ومعلوم أن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات".
فأقول مجيبا:
من الغرائب أن ترد وتعلق، وتلزم وتتحكم، وأنت لم تقرأ شهاداتنا ولم تطلع على ما ضمناه مقالتنا، فإن كنت قرأتها فإنك لم تفهم كلماتها، ولم تع ما جاء في ثناياها؛ وبيانه كالتالي:
أن شهادتنا قد تضمنت الشهادة على الشيخ عبد الخالق وفقه الله بأنه طعن في المشايخ وقد ذكرنا ذلك مفصلا على حسب ما سمعناه منه وطرق آذاننا من كلامه، كما تضمنت الشهادة على سائر مشايخنا أننا لم نسمع منهم كلاما فيه ولا في غيره؛ ولأجل هذا إما أنك لم تقرأ، أو أنك لم تفهم، أو أنك قرأت وفهمت وتتعمد التعمية والتلبيس، وأحلاها مر كما يقولون.
ألم نقل والحمد لله في رسالتنا التي بعثنا بها نصيحة للشيخ عبد الخالق وفقه الله بعد أن ذكرنا طعوناته في مشايخنا: ومما ينبغي أن نصارحك به شيخنا العزيز ولابد أن يبلغ مسامعك وتكون على دراية به أننا بالمقابل لم نسمع ولا واحدا منهم يطعن فيك شيخنا لا تصريحا ولا تلميحا:
لا الشيخ عبد الغني حفظه الله المشهور بيننا بالصمت الشديد فما عهدناه يتكلم إلا في مسائل العلم أو إذا سئل عن أمر مهم وإلا فالصمت هو الغالب عليه وترك الكلام هو ديدنه فلا يكلمك إلا إذا كلمته ولا يحدثك إلا إذا حدثته بل عهدنا منه الثناء عليك وعلى غيرك من مشايخنا وما المجلس الأخير منا ببعيد.
أما بالنسبة للشيخ أزهر حفظه الله فهو مع انبساطه وانطلاقه في الحديث مع مجالسيه لم نسمعه ولو مرة واحدة يذكرك أو يشير إلى شخصك أو يلمح بالطعن فيك من قريب ولا من بعيد بل عهدناه موقرا لكل مشايخنا مثنيا عليهم متواضعا لهم.
أما الشيخ نجيب حفظه الله فتواضعه بين أيديكم مشهور ومعلوم ومع أنه يكبرك في السن فلم نسمع منه إلا ما يدل على احترامه لك وتوقيره لشخصك واعترافه بمنزلتك بل لقد قال لنا أنه يهابك ولذلك لا يستطيع الكلام في حضرتك.
فهذا هو صنيع هؤلاء المشايخ معك ونشهد الله الذي لا إله إلا هو على ما نقول ونحن نعلم أنا لنا موقفا بين يدي الله سنقفه ونحاسب فيه.
فهل يجدر بك شيخنا الحبيب أن تقابلهم بما كان منك من طعونات قد ذكرناها لك في الوقت الذي تثني فيه على المخالفين المنحرفين عن الصراط المستقيم كمن سيأتي ذكره، هذا ما كان يحز في نفوسنا ويحزننا ويؤسفنا".
هذا ما جاء في النصيحة ثم أزيدك قائلا: إن مما علمناه عن الشيخ أزهر حفظه الله خاصة أنه لا يرى كتمان شيء مما يقوله في المجالس التي تكون له مع إخوانه وأبنائه، وسمعناه يقرر أن ما خرج من فيه لا يتحرج من نشره؛ وأن الكلام الذي لا يريده أن ينشر عنه لا يتكلم أصلا به، ولهذا لو كلمنا عن شيخ من مشايخنا لما تحرجنا من نشره عنه لأن ما تقدم هي قاعدته وبخاصة إذا دعت الحاجة لإذاعته وإظهاره.
بل لقد وقعت له واقعة مع أحد إخواننا حيث قال له يوما سائلا أليس فلانا من المشايخ يمسك العصى من الوسط فقال له ماذا تريد أتريد أن تفسد بيني وبين إخواني.
فإن كنت تقصد كلامهم هذه الأيام فيهم فهم قد أذاعوه بأنفسهم وذكروه في كلماتهم وبياناتهم أما في سالف العهد فإنما سمعنا الطعن من غيرهم ولم نسمعه منهم.
ثم لماذا ذكرنا ذلك عن الشيخ عبد الخالق وفقه الله ولم نذكره عن غيره من مشايخ الإصلاح الذين كانوا يأتون عندنا ويجلسون معنا لأننا ما سمعنا منهم شيئا وما كنا لنفتري الكذب على أحد.
وأختم قائلا: والله لقد أحزننا وأدخل الأسف على قلوبنا ما صرنا نعيشه ونراه في هذه الأيام من تجني وافتراء وكذب وادعاء، وخوض بدون علم وتعصب وظلم، وانتصار للأشخاص والآراء وذب عن بعض الأخطاء والأهواء، وجبن شديد وخوف ولا كخوف الرعديد؛ حيث كثر من ينشر بالأسماء المستعارة والألقاب الفضفاضة ومن ينشر بلا اسم ويتكلم ويتحكم ويستلزم ويحكم، فإلى الله المشتكى.
هذا ما أردت أن أذكره وأنبه عليه أما بالنسبة للكلمات الباطلة الأخرى التي صدرت في هذه التغريدة فقد كفانا مؤنتها أخونا أبو ريحانة حفظه الله ورعاه.
ثم كتب أبو عبد الرزاق تعليقا على هذه التغريدة قال فيه حفظه الله:
أنا أبو عبد الرزاق رزق الله من مدينة مغنية: أُشهد الله وملائكته ومن وصله كلامي أنّ الشّيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله- ما تكلم بسوء في أحد من إخوانه المشايخ ولا مرة، وكذلك الشّيخ نجيب - حفظه الله- بل بالعكس، كانوا يذكرونهم بخير، فلهذا نقول لعباس ولد عمر: إذا كنت صادقا نستحلفك بالله: هل الشّيخ عبد الخالق لم يطعن لك في الشّيخ فركوس وإخوانه؟ ننتظر منك جوابا. وإنّ الشّيخ عبد الخالق قلّ ما كان يجلس مجلسا إلاّ ويطعن في الشّيخ فركوس والشّيخ أزهر والشّيخ عبد الغني والشّيخ نجيب -حفظهم الله من كل سوء- وإن أظهر لبعضهم الاحترام والود.
ثمّ إنّ هناك أمرا ثانيا وجب التنبيه عليه وهو: أنّنا نسمع من المغرضين الفتّانين الذين يصطادون في الماء العكر والذين لا أخلاق لهم وإن تظاهروا بها، كأمثال مرابط وحمودة وولد عمر، هؤلاء الأشرار الذين يتّهموننا بأنّنا كنّا نُنمِّم بين المشايخ، ويقصدون بذلك: أنّنا كنّا نُوصل كلام الشّيخ عبد الخالق وطعوناته للمشايخ، فنقول لهؤلاء أيضا: والله وبالله وتالله إنّ هذا كذب وافتراء وبهتان، وستُكتب شهاداتكم هذه، وستُسألون عمّا تفوهت بها أفواهكم، ونُذكّركم بموعدنا أمام الذي لا تخفى عليه خافية، يوم نقف بين يديه سبحانه وتعالى، قال عز وجل: "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ" (30 من سورة آل عمران)، وقال تعالى أيضا: " وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ*" (آية 47 من سورة الأنبياء)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما في حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مرفوعا-: "مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ، أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ". أخرجه أبو داود . وأخرجه أحمد (2/70) رقم: 5385) وصححه الألباني في (صحيح الجامع) رقم: (6196). وفي مسند أحمد وغيره: أنّه سُئِلَ عليه الصلاة والسلام: وما ردغة الخبال؟ قال: «عصارة أهل النار».
نسأل الله الهداية للجميع وان يوفقنا جميعا لما يحبّ الله ويرضى، إنّه سميع مجيب.
وسبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 09 Mar 2018 الساعة 06:28 AM
رد مع اقتباس