عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04 Mar 2018, 11:28 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي لَا تُؤْذُوا الجَزَائِرَ فِي شَيْخِهَا فَرْكُوسٍ ..

بسم الله الرّحمن الرّحيم


الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلّا على الظّالمين، وأصلّي وأسلّم على المبعوث بالحقّ المبين، وعلى آله وصحبه الغرّ المحجّلين، ومن تبع هداهم واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد..


لَا تُؤْذُوا الجَزَائِرَ فِي شَيْخِهَا فَرْكُوسٍ ..


دَعُونِي وَالقَوَافِي لَا تَلُومُوا ... دَعُونِي فَالفُؤَادُ بِهِ كُلُومُ
دَعُونِي إِنَّ شِعْرِي لَوْ عَلِمْتُمْ ... مَلَاذِي حِينَ تَدْهَمُنِي الهُمُومُ
دَعُونِي وَالقَوَافِي لَسْتُ غَاوٍ ... وَلَيْسَ يَؤُزُّنِي ذَاكَ الرَّجِيمُ
وَلَمْ أَسْلُكْ بِشِعْرِي سُبْلَ غَيٍّ ... وَلَسْتُ بِكُلِّ وَادٍ مَنْ يَهِيمُ
أَلَيْسَ اللهُ مُسْتَثْنٍ رِجَالًا ... مِنَ الشُّعَرَاءِ رَحْمَنٌ رَحِيمُ؟!
إِذَا انْتَصَرُوا لِحَقٍّ بَعْدَ ظُلْمٍ ... فَإِنَّ الظُّلْمَ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ
وَرَبُّ الخَلْقِ -وَالشُّعَرَاءُ مِنْهُمْ- ... عَلِيمٌ حِينَ أَوْجَدَهُمْ حَكِيمُ
دَعُونِي وَالقَوَافِي إِنَّ شِعْرِي ... هُوَ الخِلُّ المُسَامِرُ وَالنَّدِيمُ
كَأَنِّي بِالجَزَائِرِ إِذْ تُنَادِي: ... أَلَا يَا مَعْشَرَ الشُّعَرَاءِ قُومُوا
لِنَصْرِ الشَّيْخِ فَرْكُوسٍ سِرَاعًا ... جَنَاحِي دُونَهُ رَخْوٌ هَضِيمُ
لَقَدْ أَنْجَبْتُ أَبْنَاءً وَلَكِنْ ... بَغَيْرِ مُحَمَّدٍ إِنِّي عَقِيمُ
أَرَاكُمْ مَعْشَرَ الشُّعَرَاءِ صُمْتُمْ ... وَدِينُ اللهِ يَأْبَى أَنْ تَصُومُوا!
هَرَعْتُ إِلَى اليَرَاعِ وَقُلْتُ هَلَّا ... أَجَبْنَا أُمَّنَا قُمْ يَا نَؤُومُ
وَكُنْتُ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ شِعْرِي ... لَيَقْصُرُ دُونَ ذَا وَهُوَ السَّقِيمُ
وَلَكِنِّي أَجَبْتُ نِدَاءَ أُمٍّ ... عُقُوقُ الأُمِّ يَأْتِيهِ اللَّئِيمُ
كَأَنِّي أَعْرَجٌ مَاضٍ بِدَرْبٍ ... مُرَادُهُ فَارِسٌ جَلْدٌ سَلِيمُ
فَإِنْ يَلْحَقْ سَيُحْمَدُ فِي البَرَايَا ... وَإِنْ يُسْبَقْ فَمَنْ ذَا قَدْ يَلُومُ
وَلَمْ أَعْجَبْ لِأُمٍّ حِينَ نَادَتْ ... لِعِلْمِي أَنَّهَا الأُمُّ الرَّؤُومُ
وَلَكِنِّي عَجِبْتُ لِصَبْرِ شَيْخٍ ... جَلِيلٍ لَيْسَ تَكْسِرُهُ الخُصُومُ!
وَلَوْ جُعِلَ الَّذِي يَلْقَى بِطَوْدٍ ... لَهُدَّ فَإِنَّ مَا يَلْقَى عَظِيمُ
أَبُو عَبْدِ المُعِزِّ فَخَارُ قَوْمِي ... إِذَا ذُكِرَتْ نِزَارٌ أَوْ تَمِيمُ
فَلَيْسَ الفَخْرُ بِالآبَاءِ كَلَّا ... وَمَا شَادُوا إِذَا عَفَتِ الرُّسُومُ
وَلَكِنَّ الفَخَارَ وَكُلَّ عِزٍّ ... هُمُ العُلَمَاءُ مَجْدُهُمُ قَدِيمُ
إِذَا ارْتَفَعَتْ بِنَاصِرِهَا شَآمٌ ... وَقَامَتْ بِابْنِ صَالِحِهَا القَصِيمُ
وَطَيْبَةُ فِي الرَّبِيعِ تَرَى سَنَاهَا ... جَزَائِرُنَا بِفَرْكُوسٍ تَهِيمُ
كَذَلِكَ مَغْرِبُ الإِسْلَامِ يَزْهُو ... بِهِ طُوبَى لَهُ نَسَبٌ كَرِيمُ
فَإِنْ تَجُدِ الجَزَائِرُ تِلْكَ كَفٌّ ... عَلَتْ بِالغَرْبِ مِعْطَاءٌ هَضُومُ
بِلَادِي دُونَ مَغْرِبِهَا بِثُكْلٍ ... وَحَالُهُ دُونَهَا لَا تَسْتَقِيمُ
وَلَسْتُ اليَوْمَ حَاكٍ تَزْكِيَاتٍ ... وَهَلْ تَخْفَى الكَوَاكِبُ وَالنُّجُومُ؟!
سَلُوا الرُّكْبَانَ قَدْ سَارَتْ بِهَذَا ... وَقَدْ أَثْنَى الأَحِبَّةُ وَالخُصُومُ
سَلُوا عَنْهُ العُلُومَ لَسَوْفَ تَحْكِي ... وَتَصْدُقُكُمْ كَعَادَتِهَا العُلُومُ
سَلُوا عَنْهُ الأُصُولَ فَذَاكَ فَنٌّ ... لَهُ بِالشَّيْخِ مَعْرِفَةٌ تَدُومُ
يُجِيبُ: الشَّافِعِيُّ أَقَامَ أَصْلِي ... وَزَانَ فُرُوعَهُ الحِبُّ الكَرِيمُ
وَلَا عَجَبًا فَذَاكَ العِلْمُ فَنٌّ ... يُرِيدُ أَئِمَّةً لُهُمُ فُهُومُ
وَأَزْعَجَنِي بَلَى طَعْنُ الأَعَادِي ... عَدَاءُ القَوْمِ مَعْلُومٌ قَدِيمُ
وَمَا طَعَنُوا بِشَخْصِ الشَّيْخِ كَلَّا ... مُرَادُ القَوْمِ نَهْجٌ مُسْتَقِيمٌ
فَقَدْ آذَاهُمْ الشَّيْخُ المُفَدَّى ... كَمَا تُؤْذِي الشَّيَاطِينَ الرُّجُومُ
وَلَكِنَّ الَّذِي أَبْكَى فُؤَادِي ... وَأَحْسَبُ أَنَّهُ الخَطْبُ الجَسِيمُ
تَنَكُّرُ إِخْوَةٍ طَعَنُوهُ غَدْرًا ... وَطَعْنُ الأَقْرَبِينَ هُوَ الأَلِيمُ
وَأَبْنَاءٌ لَهُ عَقُّوهُ لُؤْمًا ... وَفَضْلُهُ بَيْنَهُمْ سَارٍ عَمِيمُ!
قَدِ ابْتَدَعُوا لَنَا نَهْجًا جَدِيدًا ... وَقَالُوا إِنَّهُ النَّهْجُ القَوِيمُ!
وَلَيْسَ سِوَى التَّمَيُّعَ قَدْ عَرَفْنَا ... فَوَجْهُهُ رُغْمَ تَزْوِيقٍ دَمِيمُ
فَقُلْنَا لَيْسَ هَذَا مَا عَهِدْنَا ... وَنَحْنُ لِشَيْخِنَا دَوْمًا لُزُومُ
وَلَمْ نَلْزَمْهُ تَقْدِيسًا وَلَكِنْ ... دَلِيلُهُ مَا اسْتَطَاعَتْهُ الخُصُومُ
إِذَا الفِتَنُ العَظِيمَةُ قَدْ تَدَاعَتْ ... بِمَا تُخْفِيهِ مِنْ شَرٍّ عَلِيمُ
بِعِلْمٍ أَذْهَبَ الشُّبُهَاتِ حَتَّى ... أَزَالَ الدَّاءَ فَانْبَعَثَ السَّقِيمُ
فَثُوبُوا -وَيْحَكُمْ- لِلْحَقِّ سَرْعَى ... فَإِنَّ الحَقَّ فِي الدُّنْيَا قَدِيمُ
فَسَارُوا نَحْوَ بَاطِلِهِمْ وَسِرْنَا ... إِلَى حَقٍّ فَمَنْ مِنَّا المَلُومُ؟!
سَمِعْنَا مِنْهُمُ عَجَبًا عُجَابًا ... وَحَارَ لِمَا يَقُولُونَ الحَلِيمُ
إِذَا افْتُضِحَتْ مَطَاعِنُهُمْ بِسِرٍّ ... وَبَانَتْ فِي رُضَابِهمُ السُّمُومُ
تَنَادَوا بِاعْتِذَارٍ لَيْتَ شِعْرِي ... بِأَنَّ السِّرَّ يَحْفَظُهُ الكَتُومُ!
وَقَالُوا لَيْسَ نُعْلِنُ مِثْلَ هَذَا ... مَجَالِسُ أُغْلِقَتْ لَا لَا تَلُومُوا!
مَجَالِسُ خصِّصَتْ بِالدُّورِ لَيْلًا ... فَلَيْسَ يَبُثُّهَا إِلَّا اللَّئِيمُ!
مَتَى كَانَ الخُصُوصُ يُبِيحُ طَعْنًا ... وَيَمْنَعُهُ -أَجِيبُوِني- العُمُومُ؟!
وَبَعْضُ القَوْمِ خَطَّ لَنَا مَقَالًا ... وَعُمْدَتُهُ هُوَ الكَذِبُ الذَّمِيمُ
يُصَوِّرُ شَيْخَنَا يَهْوَى الكَرَاسِي ... كَأَنَّهُ بَرْلَمَانِيٌّ زَعِيمُ!
وَيَسْعَى لِلرِّيَاسَةِ كَلَّ سَعْيٍ ... أَرَاجِيفٌ وَبُهْتَانٌ عَظِيمُ!
وَيَعْلَمُ ذَلِكَ المَفْتُونُ مِنْهُمْ ... بِأَنَّهُ كَاذِبٌ أَشِرٌ أَثِيمُ
أُبَشِّرُهُ الخَبَالَ غَدًا بِيَوْمٍ ... إِذِ الشَّيْخُ البَرِيءُ هُوَ الخَصِيمُ
وَلَمْ نَرَ مِنْهُ تَوْقِيعًا لِجُبْنٍ ... كَأَنَّ مَقَالَهُ الوَلَدُ الزَّنِيمُ!
بِذَلكَ قَدْ تَوَاصَى القَوْمُ قِدْمًا ... وَخُلْقُ الجُبْنِ بَيْنَهُمُ قَدِيمُ
كَأَنِّي بِالجَزَائِرِ لَوْ رَأَيْتُــمْ ... مُحَيَّاهَا يُكَدِّرُهُ الوُجُومُ
تُنَاشِدُ مِنْ بَنِيهَا كُلَّ فَرْدٍ ... وَدَمْعُ العَيْنِ مُنْسَجِمٌ نَظِيمُ
دَعُوا شَمْسًا تُضِيءُ عَلَى رُبُوعِي ... فَلَيْلُ الجَهْلِ مُنْتَشِرٌ بَهِيمُ
دَعُوا نَجْمًا تَلَأْلَأَ فِي سَمَائِي ... يُزَيِّنُهَا فَزِينَتُهَا النُّجُومُ
دَعُوا الأُسْتَاذَ إِنَّهُ مُذْ عُقُودٍ ... عَلَى التَّعْلِيمِ وَالفَتْوَى مُقِيمُ
دَعُوا الشَّيْخَ الحَبِيبَ إِلَى فُؤَادِي ... دَعُوهُ فَإِنَّهُ مِنِّي الصَّمِيمُ
فَإِنْ تَأْبَوْا عَلَى أُمٍّ رَجَاهَا ... فَمَوْعِدُنَا إِذَنْ يَوْمٌ عَظِيمُ


كتبه أبو ميمونة منوّر عشيش -عفا الله عنه وثبّته على الحقّ المبين-

رد مع اقتباس